رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القدِّيس أغسطينوس
"أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6). كأنه يقول: بأي طريق تذهبون؟ "أنا هو الطريق". إلى أين تذهبون؟ "أنا هو الحق". أين ستقطنون؟ "أنا هو الحياة". لنسر إذن في الطريق بكل يقينٍ، لكننا نخشى الشباك المنصوبة على جانب الطريق. لا يجرؤ العدو أن ينصب شباكه في الطريق، لأن المسيح هو الطريق، لكن بالتأكيد لن يكف عن أن يفعل هذا في الطريق الجانبي. لهذا أيضًا قيل في المزمور: "وضعوا لي عثرات في الطريق الجانبي" (مز ١٣٩: 6 lxx). وجاء في سفر آخر: "تذكر أنك تسير في وسط الفخاخ" (ابن سيراخ ٩: ١٣). هذه الفخاخ التي نسير في وسطها ليست في الطريق، وإنما في الطريق الجانبي. ماذا يخيفك؟ سرْ في الطريق! لتخف إذن إن كنت قد تركت الطريق. فإنه لهذا سُمح للعدو أن يضع الفخاخ في الطريق الجانبي، لئلاَّ خلال أمان الكبرياء تنسى الطريق وتسقط في الفخاخ... المسيح المتواضع هو الطريق، المسيح هو الحق والحياة، المسيح هو الله العلي الممجد. إن سلكت في المتواضع (المسيح) تبلغ المجد. إن كنت ضعيفًا كما أنت الآن، لا تستخف بالمتواضع، فإنك تثبت بقوة عظيمة في المجد. صلاه ليحملني روحك القدُّوس إليك. أنت هو الطريق الأمن، لن يقدر العدوّ أن ينصب لي فيه فخاخًا. لأنه لن يقدر أن يقترب إليك! اعترف لك يا أيها الحق، إني كثيرًا ما حوّلتُ نظري عنك، وسلكت الطرق الجانبية، فاقتنَصي العدوّ واستعبدني. من يقدر أن يحرّرني منه سواك؟! |
|