رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة كتبها «هيكل» من داخل مكتب «عبدالناصر» غارات مصرية على إسرائيل تسببت في نكسة 1967
كان الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل مقربًا بشدة من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ما جعل وجوده في مكتب الرئاسة أمر طبيعي، حتى في أكثر اللحظات أهمية بل وسرية أيضًا، تمامًا كهذه اللحظات التي دونها في كتاباته، ونشرها بعد قرابة 33 عامًا من حدوثها، كشف فيها مفاجأة ربما كانت أحد أسباب نكسة 1967. ويروي «هيكل»، في كتابه «عام من الأزمات» تفاصيل لقاء جمعه بالرئيس جمال عبدالناصر في صباح يوم 18 من مايو 1967، في غرفة مكتبه في بيته، تحدث معه الرئيس عن «شيء انشغل به عصر الأمس»، ليوضح للصحفي المقرب: «يظهر إن عبدالحكيم عامر وصدقي محمود (قائد الطيران) أرادا اختبار قوة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ولذلك أرسلا طائرتي استطلاع لاختراق المجال الجوي الإسرائيلي من (إيلات) إلى (بير سبع) إلى (الخالصة) إلى (سد بوكر) ثم عادتا بسلام». وأضاف الرئيس موجهًا حديثه لـ«هيكل»: «كما أن طلقات المدفعية الإسرائيلية المضادة كان بينها وبين طائراتنا مسافة كبيرة، وقد خرجت المقاتلات الإسرائيلية بعد ذلك للمطاردة، لكنها خرجت متأخرة 14 دقيقة بعد لحظة الاختراق، وأكملت الطائرتان مهمتهما وعادتا، وجائتني قبل قليل مجموعة من الصور». وتناول «ناصر» مجموعة من الصور ليطلع عليها صديقه الصحفي، قبل أن يستطرد: «إنني أستغرب ما حدث، ولا أصدق أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ليس عندها المدى الذي يسمح لها بالوصول إلى الارتفاع الذي كانت عليه الطائرتان. وفي نفس الوقت فإني لا أتصور أن هناك تقصيرًا في الدفاعات الإسرائيلية يسمح لطائراتنا أن تخترق (النقب) للاستطلاع وتعود». وبينما جلس «هيكل» ليستمع لكواليس سرية للحظات كان لها أن تكتب صفحات بل وكتب للتاريخ فيما بعد، تابع الرئيس في «الفضفضة» لصديقه الصحفي: «(حكيم) و(صدقي) كانا سعيدان، ولكني لم أتحمس كما توقع الاثنان. الحكاية دعتني إلى الشك والتساؤل عما إذا كان الإسرائيليون يريدون إقناعنا بأنهم ليسوا مستعدين –أو ماذا؟». ليختتم «ناصر» حديثه لـ«هيكل»: «اتصلت بعد ساعة بـ(صدقي). أبديت له شكوكي، وبدا لي أنه ما زال مأخوذًا سعيدًا بما فعله أولاده، لكني في الحقيقة أفضل أن أتحفظ». خرج «هيكل» من مكتب الرئيس المصري ليدون ما سمعه منه بتفاصيله، وكشف «هيكل» في كتابه أن ثمة تطورات طرأت على نفس الموضوع محل حديث «ناصر»، قائلًا في كتابه: «من المفارقات أنه بعد أيام قليلة، يوم 26 مايو، وربما بقصد إقناع جمال عبدالناصر، فإن المشير عبدالحكيم عامر والفريق صدقي محمود رتبا لغارة استطلاع ثانية عبرت نفس المنطقة واستطلعت وصورت ورصدت قذائف مضادة للطائرات تنفجر في الهواء تحتها، ولكن المدى لا يطولها». لم تمر أيام على هذا الأمر حتى اجتاحت الطائرات الإسرائيلية الأجواء المصرية وقصفت مطارات مصر على الأرض، لتبقى المعلومة عن الغارات الاستطلاعية المصرية على إسرائيل، والتي ربما تسببت في خديعة مصر، سر محبوس في قلوب أصحاب الأمر.. و«هيكل». هذا الخبر منقول من : المصري اليوم |
|