رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسمحوا لي أن أشرككم معي في كتاب للحبيب القمص داود لمعي راعي كنيسة القديس مرقس بمصر الجديدة بعنوان: الخدمــة هــي الحــل مقدمة الكتاب كثرت المشاكل... تعددت... تنوعت... تفاقمت... تشعَبّت ما بين: + مشاكل روحية... كالسقوط في خطايا كبيرة وعدم القدرة علي الخروج منها. + مشاكل نفسية... كالقلق والاكتئاب والخوف والتردد والوحدة. + مشاكل اجتماعية... كالخلافات الزوجية والفشل في التربية وصدام الإخوة ومشاكل الإرث وتأخر سن الزواج والفشل الدراسي. + مشاكل صحية... كالأمراض المزمنة أو الخطيرة. الكل يهرب إلي الكنيسة "الأم" ليجد فيها الراحة والعزاء والحل ، ويتعلم صاحب المشكلة كيف يصلي ليجد المسيح معيناً له وكيف يقرأ ليجد الإنجيل سراجاً له وكيف يحب الناس ليجد الحب شافياً له وكيف يتغير ليجد التوبة طبيباً له وكيف يخدم ليجد... الخدمـة هــي الحــل دعوة لكل شعب الكنيسة أن يخدم... أطفالاً وشباباً وشيوخاً... رجالاً ونساءً... وراء إلهنا ومعلمنا الصالح الذي قال: "إن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 28:20) (القمص داود لمعي) تـــــابعوني في ... الخـــدمة هي الحــــل |
15 - 02 - 2016, 08:28 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الخدمة هي الحل / قصص واقعية من الحياة
المـــرض ----------كانت سعاد إخصائية إجتماعية... نشيطة... محبوبة... وكانت شعلة نشاط في بيتها وفي المدرسة التي تعمل بها، ولم يكن لها إلا ابنه واحدة وزوج طيب... وبيت هادئ... ولم تكن علاقتها بالكنيسة قوية. كانت سعاد علي خلاف قديم مع أختها... من وقت إنتقال والدتهما ودخل الشيطان بينهما... ولم تعد تكلمها بالسنين، وكلما تذكرتها أحست بغضب داخلي... وتذكرت كل الكلام الصعب الذي دار بينهما... وكانت تردد بداخلها "منها لله...". تزوجت ابنتها وسافرت مع زوجها للبلاد العربية... وتحوّلت علاقتهما إلي تليفونات يومية ودعوات حارة. أحست سعاد بتعب غريب في قدميها... وثقل في الحركة... وبدأت رحلة العلاج... وإنزعجت جداً من تشخيص الأطباء، الذي فاجئها أنه مرض في الأعصاب، سيصيبها بشلل قريب وليس له علاج. بكت سعاد بشدة وتذمرت... واعترضت... وقالت "ليــه؟" واستطاع زوجها أن يُحضر أبونا الكاهن ليشجعها... ولكنها كانت جافة جداً معه... وكانت دائماً تقول "أنا كنت عملت إيه وحش علشان يحصل كدة" وحاول أبونا أن يقنعها بحب الله... أبونا السماوي... وبركات الألم والتجربة... ولكنها كانت تسمع غير مقتنعة... وبعصبية شديدة كانت ترفض كل تشجيع. زاد المرض... ولم تعد قادرة علي الحركة بقدميها... وكانت أول يوم تجلس فيه علي الكرسي المتحرك... يوماً حزيناً لا تنساه. وجاءت ابنتها بضعة شهور لتخدمها... ولكنها لم تستطع أن تمكث معها أكثر من ذلك، من أجل زوجها وطفلتها. وظل زوجها صالح... زوجاً صالحاً... يخدمها ويصبَّرها ويحاول معها حتي أن تتناول في البيت، ولكنها بغضب كانت ترفض كل شيء. جاءت لزيارتها إيمان –خادمة من الكنيسة- كانت تعمل معها في نفس المدرسة، وكانت تحبها... وبكت معها وهي تسمع شكواها... وإحباطاتها... وكانت إيمان قد صلّت كثيراً قبل هذه الزيارة... لكي يعطيها الله نعمة في الكلام مع سعاد المُجرّبة... وإستأذنت إيمان سعاد في أن تقرأ لها جزء من الإنجيل، كما تعوّدت في زيارة الإفتقاد... فأذنت لها سعاد علي مضض. واختارت إيمان رسالة يعقوب الإصحاح الأول لتقرأه لصديقتها القديمة... "احسبوه كل فرّح يا إخوتي حين تقعون في تجارب متنوعة... إن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً... ليكن لكم عمل تام لكي تكونوا تامين..., وإن كان أحد تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء... ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب...." وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن للتجربة أن تصير سبب فرح بالإيمان وبالصلاة والصبر... والعمل التام... وفتح الله قلب سعاد لتسمع هذه المرّة، وقالت لها "طيب أنا ممكن أعمل إيه دلوقتي؟!" أجابتها إيمان وقالت لها "كفاية تذمر... إيه رأيك تقولي يا ربي يسوع المسيح أشكرك... يا ربي سامحني علي كل حاجة... يا ربي ساعدني علي إحتمال المرض". قالت سعاد لأول مرّة حاضر... هأحاول ... وإيه كمان؟ قالت لها إيمان "وتحاولي كل يوم تقرأي إصحاح بتمعن وتصلي بالأجبية باكر ونوم وتسمعي شريط وعظة". ضحكت سعاد وقالت لها "بالراحة عليّ يا إيمان"، فقالت إيمان بإيمان "صدقيني جربي وهتشوفي إن نفسيتك هتكون أحسن... وأنا هأطلب من أبونا يجي يناولك في البيت". بدأ التغيير يظهر علي سعاد... وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل أسبوع... وتقرأ معها الإنجيل... ظلّت سعاد متمسكة بالشفاء في كل صلواتها... وظل الوقت طويلاً مملاً. وفي زيارة بعد شهرين... سألت سعاد إيمان... الآية اللي بتقول "ليكن له عمل تام" إيه اللي ممكن أعمله وأنا كدة؟ مش بأتحرك برجليّ؟. ترددت إيمان وقالت بحكمة، خلينا نصلي الأسبوع ده وربنا يفتح لنا باب للخدمة يناسبك. وذهبت إيمان تسأل أب إعترافها... بماذا ينصحها؟!!! فأجاب أبونا "التليفونات ممكن تبقي خدمة... خليها تسأل علي الناس التعبانة وتقول لهم كلمة حلوة... آية أو حكمة... وبالذات الذين في وحدة أو مسنين أو حتي المرضي اللي زيها". رجعت إيمان بالإجابة لسعاد... التي فاجأتها وقالت لها "أنا كمان لقيت فكرة مشابهة... أنا مسجلة علي الموبيل حوالي 100 تليفون ناس معرفة... هأبعت لهم كل كام يوم آية من اللي بأقرأها لأني هأكسف أكلم الناس كتير لحسن يزهقوا مني. فردت إيمان "رائع... فكرة هايلة، ومش لازم تبقي نفس الآية، فرصة تكتبي الآيات وتحفظيها. بدأت سعاد هذه الخدمة... وتقدمت بسرعة غريبة وكانت ردود الأفعال رائعة... رجعت لها تليفونات كثيرة بالشكر والتقدير... والبعض ممكن يتكلم يسألها عن معني الآية وهي تحاول تشرح بعد أن تبحث في التفاسير والعظات... والبعض كان يقول لها "الآية جت في وقتها"... وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها ساعات كل يوم... وتغيّر وجهها... ورجعت إبتسامتها وسعادتها... وأصبح كل من يزورها يتمتع بكلمات النعمة الغزيرة وبروحها الحلوة. وبعد سماع عظة مؤثرة عن التسامح... ومع النمو الروحي الملحوظ... تحرك قلبها تجاه أختها التي فارقتها من سنين بسبب الخصام والقطيعة... وتجاسرت سعاد بعد صلاة حارة وكلمتها بالتليفون... وبكت الإثنتان تأثراً وتسارعت أختها بزيارتها في اليوم التالي... وكان لقاءً حاراً... فيه إعتذار وندم متبادل... ورجعت المحبة القديمة أقوي من زمان. قالت سعاد لزوجها يوماً... عارف يا صالح أنا دلوقتي بس بأشكر ربنا بجد علي المرض... أنا حياتي النهاردة أحلي جداً من زمان... وحاسة إن ليَّ لزوم ورسالة... عمري ما حسيت بالإحساس ده زي دلوقتي. تصور إني بطلّت أقول "يارب إشفيني" من غير ما أحس. كل صلاتي دلوقتي "يارب يسوع سامحني... يارب إهدي الناس كلها". أجاب صالح "أنا كمان إتعلمت منك أحب الإنجيل والكنيسة... إنتِ مرضك جه بركة لينا كلنا". "نشكر ربنا علي كل حال" |
||||
15 - 02 - 2016, 08:29 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الخدمة هي الحل / قصص واقعية من الحياة
الوحــدة ---------أ.وحيد... فقد زوجته المحبوبة من سنوات طويلة، بعد صراع مع المرض، وكان يحبها جداً... فتركت له فراغاً هائلاً... وثلاثة أولاد. وانشغل أ.وحيد بعمله وبأولاده كل الانشغال لكي ينسي وحدته. وكان حينما يخلو لنفسه دقائق تتسارع الدموع إلي عينيه حين يتذكر زوجته... فكان يهرب من هذه الدقائق... وكبر الأولاد وتزوجوا... وسافر اثنان منهم للخارج والثالث مشغول في بيته مع أولاده. دخل أ.وحيد سن المعاش... ولم يعد هناك إلا الوحدة، وكانت علاقة أ.وحيد بالكنيسة علاقة بسيطة، فقد كان يواظب علي قداس الأحد وعادةً ما يتأخر عن الإنجيل، ولم يكن يقرأ أو يُصلي إلا "أبانا الذي....الخ" قبل النوم، وكان يظن إنه بهذا يُرضي الله وضميره. ولأول مرّة في القداس... يبكي أ.وحيد وحدته، ويطلب معونة وتدخل إلهي، فلم يعد هناك شغل ولا زوجة، وحتى الأولاد أصبحت العلاقة مقتصرة علي التليفونات. وخرج أ.وحيد بعد التناول... وعلي سلّم الكنيسة قابلة أ.فرج بفرح، فهو زميل دراسة قديم، وسأله عن ظروفه وعن سن المعاش وكيف يشغل وقته؟؟؟، وكادت الدموع تغلبه مرّة أخري في هذا اليوم... وأحس أ.فرج به فقال له "وحيــد... أنت لازم تيجي تخدم معانا... أنا مش لاحق أروح بيتي" قالها أ.فرج بابتسامة رقيقة وربت علي كتفه وقال له "هاشوفك ضروري.. في اجتماع خدام إخوة الرب يوم... الساعة... أنا عارف إنك هاتنبسط". شكره أ.وحيد ومضي إلي بيته وحيــــداً. وفوجئ في يوم الاجتماع إن أ.فرج يكلمه تليفونياً قبل الاجتماع بساعتين ويؤكد عليه الحضور... فخجل منه... واستعد للذهاب. دخل أ.وحيد الكنيسة لأول مرّة في اجتماع روحي... اجتماع الخدام... وشعر بخجل في الصلاة إذ إنه لا يعرف في الأجبية شيئاً ولا يدري في أي صفحة يقرأون... وإدَّعي خجلاً أمام ضميره إن نظارة القراءة لم تكن معه... وجلسوا للترانيم... وشعر بسعادة جديدة عليه... بتعزية... وسمع كلمة روحية عن الاقتراب لله... وكانت كل كلمة يسمعها... يشعر إنها موجهه له.. وكأن ليس في الاجتماع غيره... حتى إنه كان يتلفّت حوله ليري هل يري تأثره أحدً؟!... ولكن الجميع كانوا منتبهين للعظة. ولأن الاجتماع كان مزدحماً، ظن إنه لن يجد أ.فرج واكتفي بالميعاد لأنه لا يريد التأخر ليلاً، وعلي باب الكنيسة أثناء خروجه بعد الصلاة الختامية وجد أ.فرج علي الباب بابتسامته الرقيقة يقول له "نوَّرت الاجتماع... علي فين؟؟؟" فأجابة "مرّوح... مش خلاص كده!!!"... "خلاص إزاي... إحنا اتفقنا هنخدم... تعالي معي". وبحب الأصدقاء أمسكه من يده، وتقدم الصفوف مرّة أخري إلي أبونا.... وعرّفه بالأستاذ وحيد... واستقبله أبونا باهتمام وترحيب وطلب منه الانتظار قليلاً... فلم يتركه أ.فرج... حينئذ سأله أ.وحيد "هو انتم بتعملوا إيه في الخدمة؟". قال أ.فرج "إحنا بنخدم المناطق الفقيرة... يعني بنزورهم وبنشوف إحتياجاتهم وأحوالهم وبنعيش مشاكلهم وبنصلي معاهم وبناخد بركتهم". قال أ.وحيد لكن أنا عمري ما خدمت ومعرفش أتكلم في الدين"... فرد أ.فرج مبتسماً "كلنا كنا كده... بس الحكاية سهلة والناس بسيطة، أنت هتنزل مع حد يعلمك ويسلمّك، أصل الحكاية مش وعظ ولازم تجرب". ظل أ.وحيد متردداً إلي أن قابله أبونا وشجعه جداً ونصحه بأن يبدأ مع أ.فرج بحكم الصداقة القديمة. وجاء يوم الخدمة... وكان أ.وحيد رجل إلتزام بطبعه فهو نتاج سنوات من العمل والنجاح، فكان في المكان المتفق عليه قبل الميعاد بدقائق، وقابله مجموعة من الخدام مختلفي الأعمار، ولكن ما شجعه أنه لاحظ أنه هناك علي الأقل ثلاثة ممن هم علي المعاش مثله... الكل مبتسم... مُرحّب... متفائل... هكذا قال أ.وحيد في سرّه. وجاء أ.فرج يلهث علي الميعاد بالضبط، وكان قائد الفريق (أمين الخدمة) –هكذا إكتشف أ.وحيد- ووجد الكل يحبونه ويضحكون معه كالأطفال ونظر أ.وحيد وقال له في سرّه "يا بختك... كل الناس دول يعرفوك وبيحبوك". وركبت المجموعة –المكونة من عشرين خادماً- أتوبيس صغير وبدأوا بالصلاة، ووجد أ.وحيد إن الكرسي الملاصق له يجلس فيه إنسان وديع –في الأربعينات من عمره- وفتح له الأجبية علي الصفحة وظل يقلّب معه الصفحات بإتضاع وأدب، مما جعل أ.وحيد يشعر بالإرتياح وبدأ يصلي المزامير. وبعد الصلاة، قال أ.فرج بصوت عالي "بنرحب كلنا بالأستاذ وحيد، وهو خادم جديد وسطينا وصديق قديم "فوجد تصفيقاً حاداً من الكل مما أجبره علي إبتسامة واسعة كانت قد فارقته من سنين طويلة. ثم بدأ أ.فرج يشرح موضوع اليوم وكان عن الصلاة، وكان مُركزّأً واضحاً بسيطاً، وقال "بصوا إحنا اللي يهمنا في آخر الموضوع اللي هانقوله في كل بيت، وهو إن الناس تحب تصلي... وتبتدي تصلي بإنتظام، ومش عاوزين كلام وعظ طويل، لأن الناس بسيطة وأغلبها من بيعرف يقرأ، وعاوزين نبتدي نشجعهم يحفظوا صلاة الشكر والمزمور الخمسين، وده في مدة السته شهور القادمة، وهانحكي معاهم النهاردة حكاية صديق نصف الليل (لو 5:11 -8)". ثم مال أ.وحيد علي أ.وديع بقلق وقال "أنا مش هأتكلم ولا أقول حاجة" فإبتسم أ.وديع برّقة وقال "ماتخفش... معاك شهرين فُرّجه". وبدأ أ.فرج يوزع المسئوليات... والخدام اثنين اثنين... فقال أ.وحيد مندفعاً "ممكن أنزل مع وديع؟" أجاب أ.فرج بسرعة "طبعاً ممكن...". ووصل الفريق المنطقة الفقيرة (مكان خدمتهم)... وتعجب أ.وحيد من حماس الخدام ومحبتهم للفقراء ومقابلتهم بترحيب شديد... ودخل ثلاثة بيوت فقيرة شبه معدومة... مع وديع... الذي أُعجب به جداً في كلامه البسيط عن الصلاة... ومحاولة تكرار كلمات "فلنشكر صانع الخيرات..." للناس حتي يحفظونها... ولكنه لم يستطع أن يصارحه إلا بعد شهور أنه نفسه (أ.وحيد) لم يكن يحفظها. وإشتكي البعض من المشاكل... الفقر والظروف... وكان أ.وحيد صامتاً يتفرج كما أوصونه، فوجد أ.وديع يقول للناس... "ربنا يدبر الصالح... هانشوف... حاضر... مش ناسيكم..." لكنه لم يعد بشيء ولم يدفع شيء. وفي الرجوع... وقف أ.وديع وتحدث أمام المجموعة عن مشكلة أحد البيوت التي تحتاج لسقف مسلّح... قبل الشتاء... وبسرعة تقدم أحد الخدام بإقتراح متابعة التنفيذ... وصارحهم أ.فرج إن صندوق الخدمة لا يحتمل إلا تكلفة شهريات الأرامل وبركة العيد... واقترح الكل أن يجمعوا مبلغاً خصيصاً لهذا السقف. وجلس أ.فرج إلي جانب أ.وحيد الدقائق الأخيرة قبل الوصول إلي الكنيسة وسأله عن رأيه... فأجاب أ.وحيد "رائع... بس أنا مش هاعرف أتكلم زيكم" أجاب أ.فرج "ماتخافش... إنت بس واظب علي الإجتماع والخدمة كام شهر... هتلاقي كل حاجة هاتيجي في وقتها هاتبقي أحسم مننا كلنا". ورجع أ.وحيد إلي الكنيسة مرهقاً جداً... وتذكر أيام الشغل وتعبه من سنين... لكنه كان سعيداً. مرّت الشهور تباعاً وأحب أ.وحيد الخدمة جداً... وزادت مسئولياته وإستُبدلت دموع الوحدة... بدموع حب الله ودموع حب الفقراء ودموع الصلاة من أجل المحتاجين... وأحب الخدام أ.وحيد. وبعد سنتين فوجئ أ.وحيد بأبونا يستدعيه... وتصوّر أنه لابد أنه أخطأ في شيء وشعر بالخوف من المؤاخذة... وإذ بأبونا يقول له "إيه رأيك يا أ.وحيد آن الآوان تمسك مجموعة جديدة في منطقة جديدة فقيرة... لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون". أحمر وجه أ.وحيد خجلاً وقال بدون تفكير "أنــا؟؟.. مش معقول أبداً... أنا ما إعترفتش غير من سنتين، وأول مرّة أمسك الأجبية والإنجيل بإنتظام... أنا لسه في حاجات كثيرة ما عرفهاش". إبتسم أبونا وقال له "ماتخفش... اللي إبتدي يكمل، ومتنساش إن قوته في الضعف تُكمل، وأ.فرج هينزل معاك أول كام مرّة لتنظيم الخدمة، وأي مشكلة تبقي ترجع له أو ترجع لي... أنا واثق فيك". خرج أ.وحيد من مكتب أبونا... والدموع في عينيه... ونظر إلي السماء... وقال في سرّه.. "ماستهلش يارب". ولم يعد أ.وحيد... وحيداً، ولم يعد الوقت كافياً... ولم يعد في القلب إلا حب الله وحب الناس... وحب الخدمة |
||||
15 - 02 - 2016, 08:31 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الخدمة هي الحل / قصص واقعية من الحياة
المشغـــولية / الخدمة هي الحل ------------------------------د.هادي... طبيب متفوق... خجول... أقرب إلي الإنطواء... وصل سن الخامسة والخمسين ولم يتزوج... ربما بسبب خجله وهدوءه الزائد أو ظروف مرض والديه، حتى رحلا إلي السماء خلال السنوات الأخيرة. ولكن د.هادى... كان دائماً حزيناً... لم يكن له أصدقاء... وحتي الأصدقاء القدامي أصبحوا متزوجين ولهم أولاد، وكثيرون منهم سافروا والكل مشغول. كانت علاقته بالكنيسة علاقة رسمية حرفيه... القداس... الإعتراف كل شهرين... الصلاة دقائق. كان يتجنب الكبائر –كما يسميها- لكنه كان سريع الغضب... يصارع أفكاره الممتلئة شكوك ووساوس بالجملة. لم يكن د.هادي... سعيداً. كان يؤرقه عدم الزواج... لكنه فضّل أن يغرق في عمله ومرضاه... وكان ناجحاً... كان يخاف مما يسمعه من مشاكل زوجية وكان يري دائماً إنه لم يعد السن مناسباً للزواج... ولكنه كان وحيداً حزيناً... ظل د.ممدوح صديقه الوحيد المتدين –كما كان يسميه- يدعوه للخدمة... وكان د.هادي يتهرب قائلاً "الخدمة دي للناس الفاضيه اللي مش لاقية حاجة تعملها". ولكن د.هادي كان يغير من د.ممدوح وشخصيته ومحبة الناس له، وإنطلاقه في الخدمة وقدرته علي التوفيق بين بيته وأولاده وعيادته وخدماته الكثيرة في كل مكان.. ومع الإلحاح... قرر د.هادي أن يجرّب مرّة... حين طلب منه د. ممدوح أن يشاركهم في قافلة طبية لقرية فقيرة مسافة سفر 3 ساعات... رايح راجع... وكان اليوم مناسباً له. وأخذ د.هادي أدواته... وتحركت القافلة المكونة من أربعة سيارات ملاكي كلهم أطباء من الكنيسة، منهم من هم أصغر منه وقليلون أكبر منه سناً... ولكن الكل كان يحترمه لسمعته الطبيّة الطيبة وجديّته الملحوظة. تعجب د. هادي في نفسه إن كل هؤلاء ليسوا من الناس الفاضية –كما كان يقول عليهم- وبعضهم أسماء مشهورة... وكل دقيقة عندهم غالية... لكن كلهم فرحانين بالخدمة بلا حساب للوقت أو الجهد. وصلت القافلة للقرية... ووجد د.هادي إن أبونا...... الكاهن البسيط... رجل حكيم جداً ومنظم... قد أعد غرف بسيطة تصلح لأن تكون عيادات متخصصة لهذا اليوم فقط... وفريق من شباب القرية لتنظيم دخول المرضي الفقراء، ومكان للأدوية... ونظام للتحويلات للمستشفي للأشعة، ومعمل صغير أحضره د.ممدوح حسب تخصصه للتحاليل الأولية. فأُعجِب جداً بهذا الترتيب المُحكم بالرغم من ضيق الظروف والمكان وبساطة إمكانيات القرية. وفوجئ د. هادي إن في إنتظارهم مئات من المرضي... واقفين طوابير... وفيزيتا مخفضة جداً (خمسون قرش فقط)... فضحك في نفسه قائلاً "بقيت دكتور من أبو خمسين قرش". وجد وسط المرضي كثيرون من غير المسيحيين يُعامَلون بكل إحترام من خدّام القرية كأهل وأصدقاء وأحباء. وبدأت الكشوف ومرّت الساعات وفوجئ إنه إشتغل سبعة ساعات متواصلة دون أن يلتفت للوقت حتي إنه بدأ يدوخ من التعب.. ولم يخرج مريض من عنده إلا ودعي له بالبركة والخير والستر. وكان د.هادي يتأثر من بساطة الناس... ومع التعب الشديد والإرهاق، أخذ الكل فسحة من الوقت ليأكلوا معاً ويرتاحوا قليلاً. ووجد د.هادي نفسه لأول مرّة من سنين يضحك مع الأطباء ويتكلم بطلاقة ويحكي عن الست أم راضي اللي قعد يفهم منها أي شكوي وفي الآخر طلعت عاوزة حبوب منع الحمل!!! وبعد الراحة والأكل، إستمرّت الخدمة ثلاثة ساعات أخري، ودخل د.ممدوح عيادة د.هادي قائلاً "ياللا يا هادي... كفاية... لازم نمشي الدكاترة أستوت". فأجاب هادي "معلش يا ممدوح فاضل ثلاثة، مش معقول يمشوا"، فخرج ممدوح بالإجابة وقال في سرّه "أخيراً الصنارة غمزت". وفي الرجوع نام الكل تقريباً من التعب... وعند باب الكنيسة قال د.ممدوح للدكتور هادي "تعبناك يا دكتور". أجاب د.هادي "ده أحلي يوم في عمري يا ممدوح... من فضلك ماتحرمنيش من الخدمة دي... أنا مستني المرّة اللي جاية بفارغ الصبر". تاني يوم... دخل د.هادي عيادته بإبتسامة عريضة علي شفتيه وتذّكر الطوابير الطويلة والدعاوي الحلوة واليوم الطويل وقال في باله "صحيح طلعت الخدمة أحلي من الشغل" |
||||
15 - 02 - 2016, 08:32 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الخدمة هي الحل / قصص واقعية من الحياة
الخطيـــة -------نعيم... محاسب متميز... شاب طول بعرض... تزوج من خمس سنين وله طفلة جميلة... كان قديماً طفلاً متديناً... ففي طفولته كان مواظب علي مدارس الأحد والإعتراف والتناول... ومع سنوات الجامعة... إبتعد وإنشغل وسافر للخارج بضع سنوات... حصل فيها علي شهادات كثيرة... وأصبح مركزه كبير في شركة أجنبية... وقليلون من في سنه وصلوا إلي ما وصل إليه من نجاح عالمي. وكان شغل نعيم أغلبه علي الكمبيوتر... ومع بعده عن الكنيسة والأسرار... دخل عدو الخير عن طريق الـ Net وبدأ نعيم يقع في براثم الـ pornography ... فكان يرجع بيته منهكاً... يأكل ويرتاح ساعة... ويصحوا ليجلس أمام الكمبيوتر... وكانت زوجته تظن إنه -يا عيني- شغله كثير قوي. أما هو فكان يقضي من أربعة إلي سته ساعات يومياً أمام الصور والأفلام الدنسة... وكان يدخل لينام بصعوبة حوالي الساعة الثالثة بعد نصف الليل، وبالتالي كان يصحو بصعوبة أكبر لكي يذهب إلي عمله. تعرض نعيم لأكثر من حادثه بالسيارة... وحاولت زوجته إقناعه إن هذا بسبب السهر الشديد... لكنه كان عنيداً ويدّعي دائماً "الشغل يا ماما ملهوش آخر"!!!. أما زوجته دينا... فكانت بنت الكنيسة... طيبة... وديعة... تحب زوجها... وتحب بيتها جداً... وكانت تجاهد دائماً مع نفسها... لتلتمس الأعذار لزوجها... ونادراً ما فقدت صبرها ولامته علي تركه إيّاها وبُعده عنها، وعدم إهتمامه بها وبإبنتهما... ولم تجد من الحوار إلا التهكم واتهامها بعدم التقدير. ولم تجد حل إلا الصلاة والدموع. وبمرور الأيام تفاقم الوضع... لدرجة إن نعيم... كان يختلس النظر إلي هذه الأمور حتي في مكتبه وعمله... وإفتضح أمره أمام أحد الزملاء، فما كان منه إلا الكذب والإنكار والإدعاءات... وصدّقه زميله لإحترامه له ولنجاحه الملحوظ. ويوماً... احتاجت دينا أن ترسل رسالة بالـ e-mail، والذي كانت نادرا ما تحتاجه، ويا لهول ما رأت.. وبكت.. وبكت ولم تصدق نفسها... ولم تستطع أن تنظر طويلاً إلي هذه الخلاعات، وعاتبته بشدة... فما كان منه إلا الصراخ والإهانة والتطاول عليها "إزاي تفتحي الكمبيوتر من غير إذن؟!!! - هي دي المشغولية والشغل يا نعيم.......؟ - ما جتش من منظر في دقائق.... - ربنا يسامحك... وأنا اللي دائماً أقول مشغول... ربنا يعينه... وإشتكت دينا لأب إعترافها... الذي كان أب إعتراف نعيم أيضاً... فجلس إليه وإعترف نعيم بعد أكثر من سنه بالتدهور في حياته في كل شيء، في البيت... في الشغل... في الصحة... في التركيز... في العلاقات... في الأخلاق... وفجأة قال له أبونا مقاطعاً "تحب تخدم يا نعيم؟، إنت كان نفسك زمان تخدم... ومدخلتش إعداد خدام...". "يا أبونا ... بعد اللي قلته؟". - "يا إبني أنا عاوزك جوه الكنيسة... علشان تبعد عن الحاجات دي، أنت مش هتعلّم... لكن هتشتغل معانا بمشاكل الفقراء والمحتاجين". - مش معقول يا أبونا... أنا مستهلش أصلّي ولا أتناول... إزاي هأخدم؟ - إحنا نحاول يا نعيم... كله يمشي مع بعضه... بس أوعدني ما تدخلش علي المواقع الوحشة دي تاني - يا أبونا مش قادر أوعدك... أنا أتعودت... أنا بقيت زي المدمنين... أنا أتعلمت الكذب والشرب وكل حاجه وحشه بسبب المصيبة دي - كل شيء مستطاع عند الله... بس نبتدي وتأثر نعيم بتشجيع أبونا وطول أناته وبدأ يصلي ويقرأ في الإنجيل، وتقدم للتناول بعدما أخذ الحِِل... وظل الشيطان يراوده... وكان أحياناً يسقط ثم يقوم ليعمل ميطانيات ويصارع مع الله "ساعدني يا رب... إنقذني من نفسي... إرحمني يا رب". وإنضم نعيم لإجتماع خدام أخوة الرب... وإنضم لفريق الخدمة... وأصبح مع مجموعة من الرجال مسئولين عن تنمية وخدمة إحدي القري الفقيرة. لم يكن متحمساً في البداية... لكنه من صغره كان يحب أبوه الروحي ويخضع له... وكان يشتاق من قلبه أن يتخلص من هذه العادة الرديئة. وذهب نعيم مع الأخوة للخدمة... ووجدهم كلهم أتقياء، بسطاء... فكان ينظر إليهم متحسراً علي نفسه وغير مصدق أن يكون هو - بما فيه - واحداً منهم. ووصل الخدام لقرية... ووجد نعيم الفقر الذي لم يراه قبلاً... ووجد كنيسة بسيطة وكاهن تقي بسيط ونساء ورجال يعيشون تحت خط الفقر... لكن شاكرين وراضيين... ومن بيت إلي بيت... تأثر نعيم بمحبتهم وترحيبهم وكرمهم وبساطتهم. وظل نعيم صامتاً. وفي إحدي العشش، وجد أرملة وحيدة وفقيرة شبه كفيفة وحاولت الأرملة أن تُقبّل يديه!، فسحب نعيم يده بشدة... وترقرقت الدموع في عينيه حين بدأت تصلي وتشكر الله علي نعمُه وإحساناته، وظلت تدعو لهم بالخير والصحة والبركة والنجاح للأولاد، ثم قالت لنعيم بعد الصلاة "يا إبني عاوزة أشوفك تاني... لازم تيجي لي". فقال نعيم "إدعي لي يا أمي وإدعي لمراتي وبنتي". فرفعت الأرملة وجهها الطيب إلي السماء ويديها وأخذت تدعو دقائق... "يا رب يفتحها عليك وينجيك من كل حاجة وحشة، ويبعد الأشرار من سكتك، ويصلح طريقك، ويفرّح قلبك، ويبارك بيتك، ويُكثر في نسلك، ويغنيِك". بصعوبة تمالك نعيم نفسه وأحس أنه يري قديسة لم يقرأ عنها ولم يسمع بها... وإنحني وقبّل يديها بإصرار ونزلت دمعة علي يديها.. وأحس لحظتها إن قوة صلاة هذه الأرملة لابد ستشفيه من هذه الحرب العنيفة. ورجع نعيم... قص علي دينا ما رآه... ولأول مرّة بعد سنين يحكي مع دينا لمدة ساعة بهدوء وفرح... ولأول مرّة يقفا ليصليا صلاة النوم، وبدأ نعيم ينتظم في القداس والتناول والإعتراف وأصبح نادراً ما يضعف... وظل يقاوم بشدة... ويتذكر دعوات الأرملة وكلمات أب إعترافه... والآيات التي بدأ يحفظها مع دينا من الإنجيل كل يوم... ورجعت السعادة لهذا البيت وأحب نعيم الخدمة... وأصبح يعشق القرى الفقيرة... ولا يترك فرصة إلا ويزور هذه الأرملة البسيطة... التي كانت تقول له "ربنا يخليك لي يا إبني" أما هو فيقول بخجل... "ربنا يخليكِ إنتِ وتصلي لنا دائما"ً |
||||
15 - 02 - 2016, 08:34 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الخدمة هي الحل / قصص واقعية من الحياة
الإرتـــداد -----------لم يكن حبيب متديناً... تربي في بيت لا يعرف للكنيسة طريقاً... وإنشغل مع الشباب بالسينما والمخدرات و...... تخرج حبيب من كلية التجارة... وعمل في شركة... وإرتبط عاطفياً بزميلة لكنها كانت غير مسيحية. لم يهتم والداه بالموضوع وتصورا إنها عاطفة مؤقته... حاول صديقه من الكلية (مينا) أن ينبهه إلا أنه لم يكن يسمع له... بل كان يري مينا "مدّروّش". ووقع حبيب في الخطية... ومن خطية إلي خطية... وبدأ موضوعه مع زميلته يُعرف... وأصرّت أن يتقدم لخطبتها... وبالتالي لابد أن يترك دينه. وخاف حبيب وتردد... إلا أن الضغط عليه كان قوياً... ما بين تهديد... وما بين دلع. وحدث المحظور... وباع حبيب المسيح... وتزوج خارج الكنيسة... وحزنا والداه عليه، وأحسا بذنبيهما إنهما لم يغرساه في الكنيسة ولم ينتبها إلي بُعده عن الإعتراف والتناول. إنقطعت الصلة بينه وبين والديه وأخته... وسافر بلاد عربية للعمل... ولكن الله بترتيبه لم يعطيه نسلاً. تمّررت حياة حبيب... وإنتهت العاطفة وفاجأته الحقيقة... كان لابد له أن يتنازل عن كل شيء... عن عاداته... وتربيته... ولغته... وأصدقاءه... وأهله... وطبعاً الكنيسة!!! واكتشف حبيب أنه خسر كل شيء وتفاقمت المشاكل بين حبيب وزوجته وتركها... لكنه لم يستطع العودة إلي مصر... كان خائفاً... وكان حيراناً. ظل يعمل وحيداً... لا دين له... سنوات طويلة... ولكن الله الحنّان لم يتركه... وأرسل له مينا... فقابله بعد سنوات في عمل مشترك ولم يتردد مينا من أن يسأله عن أخباره... وبكي حبيب... بكي بحرقة... واعترف بخسارته... وكان سؤاله "هل هناك حَل؟". وسارع مينا بتشجيعه... وأرسل لأبوه الروحي في مصر... الذي لم يكف عن ذكره في كل قداس... ليخبره بالأخبار المفرحة. ورجع حبيب إلي مصر... بعد سنوات طويلة... وعاد إلي أبوه وأمه التي تعلّمت أن تصلي بدموع لعلها تنقذ إبنها. وإرتمي حبيب في حضن أبونا الذي أكد له الغفران بالتوبة. وتجنب حبيب أن يراه أحد من المعارف القدامي... ولكن أبونا سمح له بالتناول بعد فترة... وظل حبيب وحيداً... نادماً. لم يعد حبيب صغيراً... لم يكن محتاج لعمل فقد عمل كثيراً وكسب كثيراً... إنتهت كل علاقته بالماضي المظلم ولكن لم تكن هناك قيمة لحياته بعد، حتي سأل أبونا مرّة: "هو أنا ممكن أخدم زيكم؟". "طبعاً ممكن يا أبني... أنت خلاص رجعت... وبتصلي وتصوم... وتقرأ في الإنجيل وتتناول..." "أنا فعلاً مش بأعمل حاجة غير كده... بس نفسي أقدم حاجة لربنا كنوع من الإعتذار... أنا قدمت فلوس كتير لكنائس فقيرة لكن مش حاسس إن ده اللي نفسي أعمله...". "تعال يا أبني... إنزل خدمة في القرى الفقيرة... بعيد عن أي معارف... الحصاد كثير والفعلة قليلون". وإنطلق حبيب لخدمة القرى الفقيرة... ودخل وسط الناس وأحب الناس وأشترى بيتاً وسط الفقراء وعاش وسطهم!... يُعلّم... ويخدم... ويواسي المحتاجين... ويفتقد الكل... ولم يعرف أحد سرّه. حاول أهل القرية أكثر من مرّة أن يزكونه ليقبل الكهنوت... وكان يبتسم إبتسامة حزينة ويقول لهم: "كويس قوي إن ربنا قبلني أخدمه... ده كده عز قوي... بس صلوا لي نكملّها علي خير" |
||||
15 - 02 - 2016, 08:34 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الخدمة هي الحل / قصص واقعية من الحياة
التجربـــة -----------فقدت السيدة مَلكة إبنتها في حادث عربية ... وكانت إبنتها في البكالوريوس... ولم تقدر أن تتعزي... كانت دائماً تردد... "دي كانت بنتي.... وأختي.... وصاحبتي... مافيش حاجة ممكن تعوضني عنها". مرّت السنة الأولي حزينة... بطيئة... كئيبة... وليس هناك طعم للحياة. حتي عندما حملت حفيدها الأول من إبنها... لم تكن قادرة علي الفرح كما توقع لها الكثيرون. وفي قداس الذكري السنوية الأولي... تقدمت إليها إبنة خالتها مريم... وكانت خادمة في الكنيسة... وقالت لها... أنا حجزت لكِ معي في خلوة روحية مع الكنيسة ليلتين. فنظرت لها مَلكه بعتاب وقالت لها "هو وقته ده... هاتفسح يا مريم؟!!. - "لا دي مش فسحة... إحنا هنغير جو... وهنصلي ونسمع كلمة ربنا... أنا عارفة إنك هتنبسطي". - "مافيش حاجة ممكن تبسط خلاص.... بلاش أحسن". - أنا حجزت لكِ وخلاص... ماتكسفنيش... وتعالي معاي علشان خاطري". - حاضر ... إن شاء الله. وذهبت مَلكة للمؤتمر وكانت لا تكف عن البكاء في التراتيل الهادئة والصلوات... وكأنها كانت تغسل أحزانها وقلبها بدموعها. وتوالت الكلمات الروحية... وأحبت مَلكة الإنجيل... ولأول مرّة تجد فيه عمقاً... لم تكن تراه من قبل. ووجدت راحتها في وعود الله والكلام عن الحياة الأبدية... وملكوت السموات... وفي نهاية الخلوة... وجدت دعوة لكل من لم يبدأ الخدمة أن ينضم ... وشجعتها مريم وقالت لها "جربي مش هتخسري حاجة". ذهبت مَلكه يوم الجمعة... وكانت تشعر إن الكل ينظر إليها ويعرف مصيبتها ويُشفق عليها... وكان هذا الشعور غير مريح بالمرّة، لكن حين دخلت وسط الخادمات وجدت إن كلاًّ منهن تحمل صليباً... وألماً... وكأن هناك ترتيب إلهي ينتظرها... نزلت مَلكه مع مريم زيارة لبعض العائلات الفقيرة... فوجدت أرملة قد فقدت وحيدها من فترة وليس لها عائل... والكنيسة تعولها. وفتحت مريم الإنجيل بشجاعة علي قصة "إبن أرملة نايين" وكيف لمس يسوع النعش... وكأنه يُعلن أن يلمس الصليب ليحمل الموت عنّا ويعطينا قوة قيامته... وخرجت كلمات مريم قوية... مؤثرة... عن محبة ربنا لنا... حتي في التجارب... وإستفاضت عن أمنا مريم العذراء... التي شاهدت إبنها علي الصليب يموت... وعن لقائنا الأبدي مع السيد المسيح ومع الأحباء في السماء. وتعزّت الأرملة... وتعزت أيضاً مَلكه بالكلام... وشعرت براحة جديدة... إن هناك من جرّب ما تشعر به... الأرملة الفقيرة... أرملة نايين... أمنا العذراء. وتوالت الزيارات وبدأت مَلكه تتكلم مع المجروحين... وفي كل مرّه تدخل إلي من ودّع أحد أحباءه... تتكلم بجرأة... أنا كمان ودّعت إبنتي للسماء... فكان الكل يتأثر لجرأتها وصدقها. أصبحت مَلكه... خادمة متميزة لخدمة المجروحين والحزاني... وتعلّمت كيف تقدم السيد المسيح... معزيّاً وحيداً... "أنا هو معزيكم". وبدأت تصلي من أجل عشرات من المخدومين... وبدأ حِملها يخف تدريجياً... وسعادتها ترجع إليها. ولم تنسِ أبداً في أحد إعترافاتها إن أبوها الروحي قال لها.. "إطمئني بنتك فرحانة بخدمتك" |
||||
15 - 02 - 2016, 08:35 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الخدمة هي الحل / قصص واقعية من الحياة
الفشـــل ----------كان كريم ... شاباً لطيفاً ... محبوباً من الكل ... ولكنه كسول. دخل كلية الصيدلة... ولم يقدر أن يتحمّل المذاكرة الكثيرة... وبدأ يتعثر... سقط كريم أول سنة... وأعاد السنة... وبصعوبة خلص أول سنة ودخل سنة ثانية . وفى منتصف العام... أدرك أنه لا شك سيسقط ثانية... وبدأت سلسلة من الهواجس والمخاوف "أنا فاشل... أنا مش نافع... مافيش فايدة... طيب أغيّر الكلية... هاقول ايه لأصحابى... هاتأخر عن دفعتى... مش هينفع أدخل الكنيسة وأقف شماس... كلهم ناجحين ومُنطلقين. ودخل كريم فى دوامة الاحساس بالفشل . كان والده بالجسد وأبوه الروحى دائماً التشجيع له... ولكنه كان لا يسمع واستسلم للنوم، "هاروح الكلية أعمل اية... مافيش فايدة". وكان أبونا يحب خدمة الملاجىء... وبيوت الايواء... فقال له: "كريم... عاوزك تيجى تساعدنى فى خدمة أطفال مارجرجس". " ماعرفش أخدم يا أبونا". " بس تعالى معى أول مرة وجرب... هتعلمهم ألحان". " يا أبونا... أنا حتى بطلّت أقف شماس... وأنت عارف انى مقضيها نوم وكمبيوتر وبلاوى". " يا حبيبى تعالى بس وجرب". ذهب كريم مع أبونا الى بيت الايواء... ووجد حوالى ثلاثين طفلاً مختلفى الأعمار... آخر شقاوة... وقال فى باله في أول مرّة "مش ناقصهم". أبونا قال "يا أولاد... الأستاذ كريم هايعلمنا الحان كل يوم خميس الساعة 6، وفيه جوائز لأحسن واحد هيحفظ". بدأ كريم الخدمة بتثقل... لم يكن يثق فى نفسه... ولم يكن كل الأولاد مُريحين... وكل شوية يسَكِّت الفصل الا أن أكثر من ولد بدأوا يرتبطوا به... وينتظرونه... فزاده هذا الشعور التزاماً. وفى أحد المرات وجد كريم ولد فى ثالثة ابتدائى يبكى... فسأله "مالك يا ابرام" "أنا سقطت فى لحساب وبيشوى قال لى يا فاشل". وقعت الكلمة على كريم كالرصاص "لأ يا حبيبى ... أنت مش فاشل ... المرّة اللى جاية هتنجح". "أنا فيه حاجات مش فاهمها... والأستاذ مش بيشرح فى المدرسة وبيزعق فى أى حد بيسأل". تحمس كريم وقال له... "ايه رأيك بعد درس الألحان هات كتاب الحساب ونشوف المسائل الصعبة مع بعض؟". تعلّق كريم بابرأم... وبدأ يقضى معه ساعتين اسبوعيآ... ونجح ابرأم... وأكتشف كريم أنه ذكى جداً... وتقّدم المشرف لكريم قائلاً "ممكن يا كريم تساعد أولاد سنة ثالثة كلهم فى المذاكرة... عندنا مشاكل كثيرة". "حاضر يا أستاذ جرجس... هاشوف يوم ثانى... ونتفق". رجع كريم فرحاً... وشعر ان نجاح ابرأم... نجاح له... وفى هذه الليلة أمسك كريم بكتب الصيدلة... التى علاها التراب... لأول مرّة من شهور... وقال "أنا كمان ممكن أنجح". ويا للعجب!!!! استطاع أن ينجح هذه السنه بالرغم من تأخره وأصبح الوقت كله ما بين الكنيسة والكلية والمذاكرة وبيت الايواء. ومرت السنين تباعاً... وتفوق كريم... ورجع شماس محبوب... وعمل بيت الايواء حفل لكريم... وكل الأولاد جابوا هدية... وتقدم ابرأم بالهدية لكريم قائلآ "مبروك يا دكتور". فأجاب كريم ابرأم: "أنت السبب فى نجاحى ... أنا عمرى ما هانساك" |
||||
15 - 02 - 2016, 08:36 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الخدمة هي الحل / قصص واقعية من الحياة
العقلانيــــة ------------كان رامي شاباً ذكياً، متميزاً، متفوقاً... ولم يكن مرتبطاً بالكنيسة كما يجب. واستهوته الفلسفة وبعض القراءات العقلانية الأجنبية... وقرأ... وقرأ... وتعّمق... وإن لم يكن عنده أساس روحي كافي... بدأ يتشكك في كل شيء. كان رامي حين يناقش زملاءه في كلية الآداب... وحتى المتدينين منهم... لا يجد جواباً شافياً لأسئلته، فبدأ يتهكم علي كل ما هو ديني... ولم يقدر أحد أن يجادله بسبب فصاحته وبلاغته ومعلوماته الغزيرة التي يفتخر بها وأسماء الفلاسفة التي يحفظها وكلامهم الذي يدعو أحياناً للتشكك. ابتعد رامي بالأكثر عن الكنيسة... ولم يعد يقتنع بأي إجتماع روحي أو أب روحي... وحاول والديه أن يرّداه ولكنه نظر إليهما علي إنهما لم يقرئنا ولم يعرفا ما يعرفه وإنهما من صفوف الجهال الذين لا يفهمون. دخل رامي مع مجموعة من أشباه الملحدين الذين يتنكرّون لكل ما هو ديني... ويعتبرون الدين أفيون الشعوب... بعضهم ينكر وجود الله وبعضهم يعتبر الإنسان هو الله، وبعضهم لا يؤمن إلا بالعلم وآخرون من مذهب Agnostics الذين يقولون ليس هناك أحد يعرف الحقيقة. وتعثّر رامي في تساؤلات بلا نهاية... + هل التطور هو البداية... وهل هناك خلق؟ + إن كان الله موجوداً، فلماذا الظُلم ولماذا الشر ولماذا الألم؟ + هل المسيحية فقط هي الحقيقة ولماذا لا يكون الآخرون أيضاً علي حق؟ + هل هناك حقاً حياة بعد الموت... وما هو الدليل؟ ألغاز وأفكار... سحبته في طريق مظلم، وبدأ يشرب الخمور ويسهر سهرات شريرة ويضحك علي كل مَن حوله ويضحك أيضاً علي حاله... كان له صديق وفيّ (كريم) كان يحب رامي حقاً، وحين يتركه الكثيرون... لم يستطع كريم أن يبتعد عنه. حاول كثيراً أن يناقشه، ولكن رامي كان يسخر من جهله وسذاجته ولم يكّف كريم عن الصلاة لصديقه. وفي يوم... دعاه كريم للنزول معه إلي قرية فقيرة لتوزيع هدايا العيد للأطفال... تمنّع رامي أولاً... ولكن كريم دعاه بحجة أنه سيرى خبرات جديدة وعالم جديد قد يفيده في فكره ويرد علي تساؤلاته. وإن لم يجد رامي بديلاً من إلحاح كريم... سافر مع مجموعة الشباب وكان يحاول ألا يسخر منهم كما اعتاد إحتراماً لصديقه. ولكنه كان ساخطاً علي تدينهم وبساطتهم. وصل رامي القرية ووجد آلاف من الأطفال في انتظارهم... ونسى رامي نفسه وأفكاره... وإنهمك في توزيع هدايا العيد وتنظيم الأطفال... وكم كانت سعادتهم بالهدايا البسيطة ومحبتهم للخدام الآتين إليهم. وإبتسم رامي... حين كانوا ينادونه "يا أستاذ ... يا أستاذ" وهو يقول في نفسه "لو عرفوا أني لا أدخل كنائس ها تبقي فضيحة"، وكان يوماً شاقاً ولكن ممتعاً. واستضافهم عمدة القرية المسيحي لغداء كريم بترحيب شديد... وعاد رامي مع كريم... ولم يهدأ فكره طوال رحلة العودة... + أنا عقلاني... وذكي... وعرفت... ولكني غير سعيد!!! هؤلاء البسطاء الفقراء والأطفال أكثر سعادة وأكثر حياة... + أنا وراء تساؤلاتي لم أصل إلا إلي حياة من الكآبة والشقاء والتدهور الأخلاقي... وهؤلاء الخدام بعملهم الإيجابي وتعبهم صاروا سبب إسعاد الكثيرين. + فقر البعض هو فرصة للبعض الآخر أن يخدم فتتعمق المحبة وتظهر الإنسانية في أجمل صورها. + هذا الكون الهائل... لابد له من خالق... ولكنه ترك الإنسان العاقل أن يشاركه ترتيب تفاصيله وتوازناته. + الحقيقة لا يمكن أن تكون أثنين... الحق وعكسه... هذا غير منطقي. + لم أجد راحة نفسية في كل هذا الزخر من الأفكار... بل مزيد من الكبرياء والإنطواء والضياع. + لماذا لا أعترف أني لا أستطيع أن أفهم كل شيء؟ لعلني أحتاج أن أقرأ الإنجيل كتلميذ وليس كناقد. + إن كانت هناك حياة حقيقية... فهي في الحب والعطاء وإسعاد الآخرين، وهذه الحياة الشاقة التي نحياها... من المنطقي أن تنتهي لتبدأ حياة أكثر سعادة ليس فيها تعب ولا خطية ولا موت. رحلة العودة... كانت بمثابة... إستنارة داخل عقل رامي، وظل الثلاث ساعات صامتاً يفكر، وأخيراً تحركت دموعه قبل الوصول للكنيسة... وصلّي لأول مرّة من سنين. "يا رب سامحني علي عِندي وكبريائي" "أقبلني... وعلّمني... وهبني أن أبدأ" |
||||
16 - 02 - 2016, 06:02 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الخدمة هي الحل / قصص واقعية من الحياة
الأنانيـــة --------كان نادر طفلاً وحيداً مدللاً، وكان أبوه غنياً جداً... فأغدق عليه بالهدايا وترك له حرية بلا قواعد، أو ضوابط. درس نادر خارج مصر... وتزوج بأميرة، فتاة جميلة لكنها أيضاً كانت غنية ومُدللة... كان كلاهما لا يعرف الكنيسة إلا أيام الأعياد... وكانا لا يحتملا التواجد في الكنيسة أكثر من دقائق... ولم يكن لهما إرتباط حقيقي بالله. ومن أول يوم في الزواج بدأت المشاكل.... "أنت مش بتحبني..." "أنت مش بتحترميني..." ووصلت المشاكل للأهل... وتدهورت العلاقات... وكل منهما يري الآخر مخطئاً كل الخطأ. ودخلت الكنيسة أخيراً... لتحاول الإصلاح... واكتشف أبونا أنه لا توجد أي حياة روحية... فترك المشاكل الزوجية جانباً... وأهتم بتعليمهما الصلاة والإنجيل والإعتراف والتناول... تجاوب نادر وأميرة بصعوبة... وظلّت المشاكل الزوجية قائمة... وهناك شبه إنفصال بينهما. وبعد شهور... دعاهما أبونا للخدمة في حقل الفقراء... وكعادتهما لم يتحمسا، ولكن مع إلحاح أبونا بدأ الزوجين بالإرتباط بخدمة المناطق الفقيرة... وظن نادر كعادته إن الخدمة تحتاج لفلوس... لكن أمين الخدمة شرح له إن الفلوس مش هي الخدمة...الناس عاوزة اللي يحبهم... يزورهم... يحس بيهم... يرفعهم من الفقر والجهل والمرض. وكانت يدي نادر سخية في العطاء... وتأثرت أميرة بالفقر الشديد... واقترح نادر أن يقوم بمشروع مع أمين الخدمة وكاهن المنطقة... وبدأ العمل. اقترحت أميرة أن تقوم بمشروع لمحو الأمية ودروس تقوية للأطفال وأقنعت صديقاتها بهذه الخدمة... وأصبح هناك فريق من السيدات لخدمة التعليم في كنيسة المنطقة. وإنشغل الإثنان بالعمل مع الله... وأحب الإثنان الفقراء وإرتبطا أيضاً بكاهن المنطقة الذي بدأ يزورهما بإنتظام. وإنتظم الإثنان في إجتماع الخدام... وتعلّما مبادئ الحب والعطاء والتضحية والتنازل... وبمرور الوقت بدأت المشاكل بينهما تقل جدا. مضي علي زواجهما خمس سنوات ولم يرزقا طفلاً... وكان هذا أحد أسباب قلقهما ومشاكلهما.. عدا السنة الأخيرة التي بدءا فيها الخدمة... فقد تحسّنت الأمور جداً وتعلّم كلاهما لوم النفس وضبط النفس والإعتذار والتسامح. وأصبح نادر وأميرة خادمان يعطيان من وقتهما أكثر من نصف الأسبوع للخدمة... وصار بيتهما الواسع مُلتقي الخدام وتدبير الخدمة. وكافأهما الله مع توبتهما وخدمتهما... وحبلّت أميرة وولدت طفلاً سمته إبرام... وفرح به الكل... الأهل والخدام والفقراء. "وصار بينهما كنيسة... وتبدلّت حياتهما إلي سعادة غامرة" ------------------ وأنتهت القصص الجميلة والمُعزية ربنا يبارك قدس ابونا داود لمعي . |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
واقعية: الأمل في الحياة بمعونة المسيح |
الخدمة هي الحل |
يوم من الحياة بتفاصيل واقعية جدا جدا |
قصص واقعية من الحياة/ الخدمة هي الحل |
الخدمة هى الحل |