كما نعرف كلنا إن الآباء والأهل يحبون دائما أن يكون لديهم أطفال ناجحون وأذكياء ومبدعون وواثقون بأنفسهم ولكن الأغلبية منا لا تعرف بان هذه الصفات يمكن تحقيقها بأهم واحدة منها وهي الثقة لأننا إذا وجدنا الثقة وجدنا النجاح والأصرار على الإبداع ولكن الثقة بالنفس لا تأتي بالفطرة بل هي مكتسبة من البيئة المحيطة بالطفل لذلك تحتاج بان تزرع به منذ الصغر وذلك عن طريق الحب الذي يقدمه له الوالدان منذ الطفولة وتعتبر الثقة سلاحاً يمكن أن نزود به أطفالنا لمواجهة صعوبات الحياة ولأنها القوة العاطفية التي تساعد الإنسان على استخدام ذكائه وطاقته لتحقيق أهدافه وأحلامه والطفل الواثق بنفسه يعني ذلك الطفل الواثق من قدراته ومواهبه وإدراكه وتقبله لنقاط الضعف والقوة لديه .
ويأتي ذلك من إحساس الطفل بالقدرة على الإنجاز وشعوره بالأمن والحب من الآخرين. قد يعتبر بعض الآباء أن تربية أطفالهم وبناء ثقتهم بأنفسهم مهمة ومسؤولية صعبة وهذا الاعتقاد في مكانه وهو كذلك فهي فعلاً تحتاج من الآباء الذكاء وحسن التصرف معهم لان بناء الثقة بالنفس عند الطفل تأتي من مهارة معاملة الوالدين له لذلك اشعر طفلك بحبك وحنانك وتقبلك له كما هو وإذا أخطأ بسلوك ما لا تصرخ في وجهه أو تعاقبه بل حاول أن يكون كلامك واضحا ومعبرا عن رفضك عن ذلك التصرف غير المقبول وأعطه النصائح والارشادات كيف يتصرف في المرة القادمة بشكل جيد ومقبول .
ويجب على الوالدين أن يحاولا أن لا يمارسا بعض السلوكات عند التعامل مع أبنائهما مهما كان عمرهم ومستواهم العقلي ومهما كانت الظروف لان هذه السلوكات جارحة ولن تفيد إلا في إيذاء مشاعر الطفل وأضعاف ثقته بنفسه وسوف أعطي بعضاً من هذه السلوكات وأكثرها مستخدمة في حياتنا ومجتمعاتنا ومنها: .
-أن يقول أحد الوالدين لابنه - يا ريت ما جبتك على الدنيا - - التعامل معهم بالصراخ والعدوانية مثل - الضرب - وخاصة على الوجه.
مناداة أحد الأبناء ببعض الألقاب السيئة مثل- يا غبي - يا جبان - وغيرها .
وإشعار الطفل بأنه عبء على أهله بطلباته الكثيرة .
مقارنته مع زملائه أو جيرانه أو أخوته مثل - شوف جارنا (علي) كيف الأول على صفه!.
شوف صاحبك كيف دائما نظيف ويهتم بدروسه ! وشوف أخوك … وهكذا .
لذلك يجب أن ينتبه الوالدان إلى كيفية التصرف مع أبنائهما ويجب عليهم أن يظهرا احترامهما لأبنائهما ونفسياتهم في أسلوب التعامل معهم ويجب على الوالدين بان يشعرا طفلهما بأنهما فخوران به وذلك بإخباره بأنه أفضل طفل في العالم ، وعندما يبدي رأيه بموضوع معين يشجعانه بان يستمر دائما بإبداء رأيه وتحفيزهُ بان يقدم أفضل ما عنده دائما ويعلمانه كيف يتحمل المسؤولية وذلك بان يجرب الأشياء الجديدة بنفسه وتوكله ببعض المهام البسيطة - بشرط أن تناسب عمره- أو يطلبان منه بان يساعدكا ببعض المسؤوليات المنزلية البسيطة وهكذا …
ويجب تشجيع المواهب الموجودة عنده ولا تحاول غض النظر عنها لأنه عندما تهتم بموهبة لديه فانك تشعره بالاهتمام وتعمل على مساعدة تطويرها وتعزيزها بنفسه ليصبح مبدعاً فيها مثل الرسم قراءة القصص والنحت وتصميم الملابس والتمثيل وغيرها .
ويجب على الوالدين أن يستمعا لما يقول طفلهما ومهما كان حديثه حتى لو كان خيالا لأنكما بهذا تشعرانه باهتمامكما له واظهرا له ثقتكما به واجعلاه يشعر بأنه أحب طفل عندكما ويجب عندما تتحدثان معه أن تنحنيا له بهذا الاهتمام وتشعراه بأنه مهم وان أحدا يهتم بأمره فتتعزز ثقته بنفسه .
واهم ما في الأمر أن توفر له نوعا من الجو الدافئ المليء بالحنان والحب والاستقرار فذلك مهم لأنك تجعله أقوى على التعامل على الحياة والجو الخارجي . وهذا كله يجعل الطفل أكثر ثقة بنفسه وأكثر إبداعا ه وأقوى على مواجهة صعوبات الحياة الخارجية ويصبح مسؤولاً عن جميع تصرفاته.