صحراء مصر تنتج كمية من الذهب كفيلة لسداد ديونها بالكامل

[Mary Naeem]

صحراء مصر تنتج كمية من الذهب كفيلة لسداد ديونها بالكامل




الذهب يعود لقائمة ثروات مصر.. وخبراء:

خبير تعدين: تحويل الذهب لـ"سبائك" أولا لتحصيل الفائدة منه جمال بيومي: نستطيع استغلال "الذهب" في "تسديد ديون مصر" ودعم "النقد" انخفاض أسعار الذهب في الماضي جعله "ثروة منسية" شعبة الذهب: معدن الذهب يعكس القوة الاقتصادية لأي دولة مطلوب فسخ عقود احتكار الشركات الأجنبية للتنقيب عن الذهب مطلوب الاستعانة بـ"مدربين أجانب" لتدريب الأيدي المصرية على التعامل مع "الذهب" مطلوب استحداث شركات وطنية لتشغيل صناعة الذهب في مصر

"يا مصر عادت شمسك الذهب".. لم يكن مجرد لونا ذهبيا انعكس على الرمال، فقد خزنت هذه الرمال المصرية بين ذراتها معدن الذهب على مر آلاف السنين، وآن الآوان للاستفادة منه اقتصاديا.

فقد صرح المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، بأنه سيتم قريبا البدء في إنتاج الذهب من 6 مناطق بالصحراء الشرقية، وأوضح أن الدراسات الفنية أكدت وجود 2.9 طن من الذهب في كل من (أم عود والبرامية وحنجلية وعقود وأم الروس والفواخير) وأنها ستحقق عائدا يقدر بنحو 784 مليون جنيه، بتكلفة 450 مليونا، أي أن الصافي سيكون 334 مليون جنيه.

السطور التالية تجيب عن كيفية الاستخدام الأمثل لهذه الثروة حتى تكون من مدخلات الاقتصاد المصري، بالإضافة إلى الصناعات التي يدخل فيها هذا المعدن النفيس، كما تجيب عن سبب التأخر في دخول خط إنتاج الذهب واستخراجه وتصنيعه.

"نقبوا عن الذهب بالقانون"
في هذا السياق، أكد المهندس علاء فارس، صاحب شركة آمون للتعدين، أن الاستخدام الأمثل للثروة الذهبية الموجودة في الصحراء الشرقية، يكون بسماح الدولة للشركات الصغيرة والكبرى وإعطائها تصريحا بالتنقيب عن الذهب بطريقة مشروعة، ثم يتم بيع المنتج كاملا للدولة، للتولى مراحل تصنيعه وبيعه، حتى يتم القضاء على التنقيب العشوائي عن الذهب وبيعه في السوق السوداء.

وقال "فارس": يجب على الدولة شرعنة التنقيب عن الذهب منعا للتنقيب غير الشرعي وبيع الناتج للأفراد أو في السوق السوداء، ما يعني فرض الدولة سيطرتها على الإنتاج كاملا، ثم تتولى تصنيع المادة الخام مما يعني إنشاء مصانع قائمة على هذه الخامة وتوفير فرص عمل.

وعن الصناعات التي يدخل الذهب فيها، أوضح، خبير التعدين، أن الذهب ليس كباقي المعادن الأخرى التي تدخل في صناعات مختلفة، إنما هو مادة خام يتم بلورتها وسبكها لبيعها "ذهب" كسلعة وبذلك فهو لا يدخل في صناعة معينة إنما يباع كما هو في صورته بعد بلورته وتنقيته.

"دهب يعني اقتصاد"
فيما، كشف الدبلوماسي المصري الدكتور جمال بيومي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، سر عزوف الدولة المصرية عن استخراج خام الذهب خلال الفترات الماضية، حيث قال إن العائد من استخراجه زهيد جدا نتيجة انخفاض سعر الذهب العالمي في تلك الفترات، بينما تكلفة الإنتاج مرتفعة جدا.

وقال "بيومي": "لدينا منجم ذهب قديم هو منجم السكري ويبدو أنه تم هدر إنتاجه فيما لا ينفع، وما تبقى كان شعيرات تكلفة إنتاجها صغيرة جدا، لذلك لم يكن هناك حماس للبحث والتنقيب عن الذهب، أما بعد ارتفاع سعر الذهب وارتفاع قيمة أمانه قلت معه تكلفة استخراجه مع ارتفاع العائد من استخراجه.

وعن استخدامات الذهب المرجو استخراجه من الصحراء الشرقية، أوضح رئيس اتحاد المستثمرين العرب أنه سيشكل دعما للاحتياطي النقدي، أو يتم بيعه والاستفادة بعائده الاقتصادي، فهذه الثروة بصفة عامة تعبر عن قدرة الدولة على تسديد ديونها أو تغطية وارداتها.

"تخلصوا من عقود الاحتكار"
وفي السياق ذاته، أكد نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب، أن الاقتصاد يقوم في الأساس على إنتاج الذهب، لأن هذا المعدن يمثل الغطاء النقدي للعملة المعتمدة، كما أن إنتاج الذهب يعكس القدرة الاقتصادية لأي دولة.

وقال "نجيب": "لدينا منجم السكري الذي استنفدته الشركات الأجنبية، وغيره من المناجم التي لا يعود نفعها على الدولة المصرية بسبب افتقادها الخبرة والإمكانات والآليات في مجال استخراج الذهب، وقصر هذه الإجراءات على عقود احتكار الشركات الأجنبية للمناجم، وبالتالي لا يصلنا إلا الفتات".

وأضاف أن الاستفادة من الثورة الذهبية المصرية مهمة للغاية، لذلك على الدولة توفير جميع الإمكانات الممكنة وإيجاد العمالة المدربة في مجال استخراج الذهب وتنقيته وتحويره لصورته النهائية، ومن الممكن أن يتم ذلك عن طريق التعاقد مع شركات أجنبية متخصصة لتدريب العمالة المصرية، ومن ثم تأسيس شركات وطنية متخصصة لاستخراج الذهب وتنقيته وتصنيعه.

وأوضح أنه حتى تكون الاستفادة كاملة من الذهب الموجود في الصحراء الشرقية، يجب إلغاء وفسخ عقود احتكار التنقيب عن الذهب، والاشتراط على الشركات المنقبة الموجودة حاليا أن تقوم بتدريب الشباب المصري على هذه العملية حتى نتمكن من الاستغناء عن هذه الشركات.

وأشار إلى أن هناك العديد من الصناعات التي يمكن توظيف الذهب فيها مثل المعادن المطلية بالذهب، والنجف والموبيليات المذهبة، وغيرها من الصناعات.

وعن تأخر مصر في مجال التنقيب عن الذهب، أوضح سكرتير شعبة الذهب أن الدولة حاليا لديها أولويات أهم من استخراج الذهب مثل الأمن والصحة والتعليم، بالإضافة إلى افتقادها إلى الخبرات المؤهلة في هذا المجال، وهذا سيحتاج وقتا لتوفيره.

هذا الخبر منقول من : صدى البلد