![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالصور.. مأساة بائعة مناديل ابني الكبير «أنثى».. والصغير «ماتولدش» وعنده طفلين
![]() أمر على رصيف محطة مترو البحوث منذ ما يقرب من 6 سنوات وحتى الآن، وفي كل يوم أسلك خلاله هذا الطريق أجدها جالسة هناك منذ الصباح الباكر وحتى المساء، لا تتسول ولا تطلب المساعدة، فقط تجلس وأمامها "المناديل" على منضدة خشبية تقترب من الأرض، يمر أمامها يومياً آلاف المواطنون والأطفال، لا ينظر لها سوى القليل منهم، تطاردها أحيانا البلدية، تقسو عليها حرارة الشمس، ويعاني جسدها من شدة البرودة، يأكل المرض أحشاءها. "أحلام علي حسن" العجوز الممتلئة الجسم، تبلغ من العمر ما يقرب من 62 عاما، أثارت بداخلي العديد من التساؤلات، كيف تتحمل تلك العجوز الجلوس لفترات طويلة بهذا المكان؟ أين تعيش؟ ومع من؟ أين عائلتها؟ هل هناك من يرعاها؟ وهل هي بالفعل تبيع المناديل لأنها تحتاج للمال أم أنها ممن يتهمهن البعض باستخدام بيع المناديل للنصب على المواطنين؟ اقتربت منها وبدأت الحديث معها.. في البداية عرضت عليها المساعدة، ولكنها رفضت، ثم أخذتها بعد إلحاح مني، أكدت أنها تحصل على رزقها من بيع المناديل، ولا تطلب المساعدة المالية من أحد، وكانت المفاجأة أن هذه العجوز تحصل على رزقها من الأرصفة منذ 13 عاما، نعم.. تجلس على نفس الرصيف منذ 13 عاما لتبيع المناديل. قبل أن تشعر بآلام القدم كانت تنتظر على الرصيف حتى يطلبنها ربات البيوت لتنظيف مساكنهن أو في غسيل "السجاد". وكانت المفاجأة عندما تحدثت العجوز عن أبنائها، وهم: "قرشي سيد - 23 عاما، رضا سيد - 25 عاما"، الأول يعيش بدون شهادة ميلاد أو إثبات شخصية، والآخر عاش 25 عاما مسجلاً في شهادة الميلاد كـ"أنثى"، الابن الأول لم يتم تسجيله في السجل المدني منذ ولادته، والآخر تم تسجيله باسم "رضا" دون أن يحدد والده نوع المولود فتم تسجيله أنثى. وقد لجأت الأم إلى الرصيف؛ لأن زوجها متوفي، وابناها بدون أوراق، ويعملان إلى جوارها على الرصيف كـ"ماسحي أحذية"، وحاولت استخراج أوراق تثبت شخصيتيهما ولكنها فشلت في ذلك بسبب الروتين، وقد حاولوا تسليم الابن قرشي إلى التجنيد في محاولة لاستخراج أوراق له ولكنهم فشلوا أيضا لعدم وجود أوراق ثبوتية له ولا بيانات، ثم توجهت إلى شيخ الحارة للتوقيع على أوراق تساعد في استخراج أوراق رسمية لابنها ولكنه رفض التوقيع. وأكدت أنها تعيش في مأساة لأن ابنيها لا يستطيعان العمل في أي مكان، فالمجتمع يخاف منهما بسبب عدم وجود ما يثبت شخصيتيهما، وفي النهاية عملا في مسح الأحذية إلى جواري على الرصيف. الحاجة أحلام أكدت أن من لا يملك ما يثبت شخصيته من السهل أن يخطئ دون أن يثبت أحد أي شئ عليه، كما أنه تم القبض على أبنائها أكثر من مرة، بسبب المشادات والاشتباكات مع الآخرين، كما أنهم أبلغوا الضباط في قسم الدقي أكثر من مرة أنه ليس لديهم أوراق تثبت شخصيتهم. كما أكدت أنها تسكن عند ابنتها المتزوجة، وعندما يفتعل زوج ابنتها المشكلات تترك المنزل وتتخذ من الرصيف مأوى لها، قائلة: "أنا ببات كتير على الرصيف، وأنا مريضة وبتكسف لما باطلب من حد يكشف عليا مجاناً". واستكملت حديثها: "لا عندي معاش ولا عندي حاجة، أنا ماليش غير ربنا ومش عايزة غير مكان أنام فيه وكفن أحطه في الجامع، أنا عندي 62 سنة ست كبيرة ومديونة بـ5000 جنيه، ومعايا حفيدي طفل صغير؛ لأن أمه مطلقة وبتشتغل في البيوت عشان تاكل بالحلال، وفيه يوم ما بلاقيش آكل ولا حتى مواصلات أروح فببات على الرصيف، عايزة المسئولين يعملوا لولادي بطاقة رقم قومي". بعد أن انتهينا من الحديث مع الحاجة أحلام انتقلنا إلى ابنها على امتداد نفس الرصيف، وهو "قرشي السيد، والشهرة صبري"، والذي أكد أن عمره 25 عاما، وليس لديه بطاقة رقم قومي، ويعمل ماسح أحذية بجوار والدته، وتزوج عرفي لأنه لا يملك شهادة ميلاد، ووالده لم يقم بتسجيله في السجلات بعد ولادته، لافتا إلى أن لديه طفلين، وغير مسجلين بالسجلات أيضاً لأنه لا يملك أوراق تثبت شخصيته، وأن زوجته أخذت الأطفال، بعد تعرضهم لمضايقات عند البحث على سكن إيجار لأنه لا يوجد عقد زواج رسمي، مطالبا الرئيس عبدالفتاح السيسي بالنظر إلى قضيته وشقيقه، قائلا: "عايز أوصل للمسئولين إن أنا وأخويا خطر، إحنا ما عندناش ورق ولا يجوز محاسبتنا على أي جريمة". مضيفا أنه أحياناً كان ينام على الرصيف هو وأولاده. ![]() عايزة سكن أنام فيه "وكفن" أحطه في الجامع.. عايزة الستر وأعمل حج أو عمرة.. لا يشغلهن الطقس، لا يفكرن في العادات والتقاليد، ولا تربطهن علاقة بالمحلات المحيطة بهن والمارة من حولهن سوى النظر في خلسة، يفترشن الأرض، تحميهن مظلة متهالكة من الشمس، ويعطيهن الغطاء الذي يوزعه عليهن المواطنون بعضا من الدفء، كل هذا وأكثر ممكن أن نصف به الوضع الذي وصلت إليه المئات من السيدات المسنات ممن لا مأوى لهن، هربن من الفقر والجوع والوحدة ليجلسن وسط البشر حتى تراهم الأعين وتشعر بهم القلوب. بعضهن هرب إلى الرصيف بحثا عن الرزق، وبعضهن هرب بحثا عن مناخ ملائم للموت حتى لا يموت وحيدا دون أن يشعر به أحد إلا إذا استنشقوا رائحة جثته. لهن عناوين ثابتة على أرصفة الشوارع، هنا على هذا الجزء من الرصيف بجوار محطة مترو البحوث تسكن الحاجة أحلام، وهناك على رصيف وسط المدينة تسكن الحاجة سيدة، وهناك وهناك وهناك كلما تجولت في شوارع العاصمة كلما صادفتك عناوين لسيدات مسنات يسكن على أرصفة تلك البلد... مسنات يتسولن الابتسامة على أرصفة العاصمة صامتات أحياناً وباكيات أحيانا أخرى. ![]() وجوه عديدة ومأساة واحدة على الرصيف تختلف القصص ولكن المأساة واحدة... أمنياتهم بسيطة جدا، فبعدما التقينا الحاجة أحلام التي كانت أمنيتها مجرد كفن تضعه في المسجد ومنزل بالايجار يأويها، انتقلنا لعمل لقاء مع سيدة أخرى من مسنات الأرصفة، وهي سيدة تجلس بجوار محطة مترو جمال عبدالناصر، تجلس أيضا لبيع المناديل وطلب المعونة من المارة، ولكنني بمجرد أن اقتربت منها لسؤالها عن سبب تواجدها على الرصيف انطلقت في البكاء رافضة بشدة أن يتم عرض قصتها على الرأي العام، مؤكدة أنها لا تريد سوى قوت يومها، وأن يتركها الجميع في حالها... تريد فقط المساعدة في صمت دون أن يحدث حولها ضجة. انطلقنا بعدها إلى السيدة "سيدة عمران" إحدى المسنات على أرصفة وسط المدينة أيضاً تجلس على كرسي وأمامها المناديل وبعض حقائب الليمون الصغيرة، رفضت أن نلتقط لها صوراً أو نصور لها فيديو، وبسؤالها عن السبب أكدت أن لديها أبناء وإذا علموا بوجودها على الرصيف سوف يغضبون منها ويعنفونها بشدة. عندما أكدت أنهم سيغضبون خطر ببالي أنها لا تبلغهم بحالتها المادية، وأنهم لو علموا لن يقصروا معها، ولكن كل ما دار بعقلي بعد إجابتها عن سؤالي كان خاطئاً؛ فهم يعلمون جيداً أن حالتها المادية سيئة، وأنها لا مأوى لها، ولكنهم نظراً للحالة المادية السيئة التي يمرون بها لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتها، وهي تراعي شعورهم وتخفي عليهم تواجدها على الرصيف لطلب المساعدة، وأكدت أن كل أمنيتها الستر وأداء فريضة العمرة أو الحج. مأساة تتحملها عجوز حرصاً على ابنها أما السيدة "نبوية إبراهيم" تلك العجوز التي اقتربت من الـ80 عاما تتجول في الشوارع وتجلس على الرصيف يوم الجمعة فقط؛ لأن لديها ابن مريض تعيش معه، وزوجها توفى منذ زمن بعيد، ولم تتزوج، وفضلت أن ترعى ابنها المريض ولا تتركه، ونظراً لأنها أصبحت غير قادرة على العمل فأصبحت مضطرة للنزول للشارع بدون علم ابنها المريض حتى تتسول ثمن الدواء والطعام من المارة بشوارع المهندسين... كل ما طلبته " شفاء ابنها وشراء كفنها". هذا الخبر منقول من : التحرير |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
امي إن حنانك عظيم الكبير والصغير يتمتع بأمومتك |
المسيح في أناجيل الصوم الكبير |
مروة بنت أسوان..من بائعة مناديل لعداءة أولى. |
الكبير والصغير |
أناجيل الصوم الكبير |