رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سياسة الله ٢٤هكذا يقول الرب فاديك وجابلك من البطن: "أنا الرب صانع كل شيء، ناشر السماوات وحدي، باسط الأرض. من معي؟٢٥مُبَطِّلٌ آيَاتِ الْمُخَادِعِينَ وَمُحَمِّقٌ الْعَرَّافِينَ. مُرَجِّعٌ الْحُكَمَاءَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَمُجَهِّلٌ مَعْرِفَتَهُمْ. ٢٦مقيم كلمة عبده، ومتمم رأي رسله. القائل عن أورشليم: سَتُعْمَرُ، ولمدن يهوذا: سَتُبْنَيْنَ، وَخِرَبَهَا أُقِيمُ. ٢٧القائل لِلُّجَّةِ: انْشَفِي، وأنهارك أُجَفِّفُ. ٢٨القائل عن كورش: رَاعِيَّ، فكل مسرتي يُتَمِّمُ. ويقول عن أورشليم: سَتُبْنَى، وللهيكل: سَتُؤَسَّسُ". ++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ +++ فلنأخذ جولة سريعة فى سفر أستير كى توضح الفكرة بشكل افضل وكى نقترب من فهم كيف هى سياسة الله فى حياتنا؟ فالله هو هو أمس واليوم وإلى الأبد. فقد نندهش لترك الله لهامان ينجح في مُخططه باصدار قرار يقضي بإبادة جميع اليهود (اس3: 12، 13)، مع أنه كان قادرًا على منع الملك من الموافقة، فقلبُ الملك في يد الرب كجداول المياه حيثما شاء يميله ( أم 21: 1)، بل الأعجب أن الله سبق وترك الملك يعظِّم ويعلِّي هامان ليجعل كرسيه فوق جميع الرؤساء الذين معه (اس3: 1)، بل وسمح الرب أن يكون لدى هامان كل هذه الفضة التي تكفيه لإنجاز غرضه (اس3: 11)، ألا يثير هذا أحياناً حيرة البار وربما غيظه وغضبه، إذا لم يكن فاهمًا لسياسة الله؟ لكن مَنْ يقرأ بدقة أحداث السفر، سيجد أن الله قد أعد العُدة لمواجهة هامان وشره قبل سنين كثيرة من مجرد ورود هذه الفكرة الشريرة إلى ذهنه، فرفضْ وشتي، ووصول أستير إلى العرش، وخيانة بغثان وترش (اس2: 21)، وحرص مردخاي على حياة الملك؛ كلها كانت بترتيب الله، بل كانت أدواته في تحويل شر هامان لخير شعب الله. ولو حاولنا توضيح هذا بتخيل بسيط عقلى بشرى، نقول: لقد كان الله يعمل بكِلتا يديه، باليُسرى يمسك بحبل طويل مربوط في نهايته الشرير وكل الأشرار، يتركهم يمرحون بل ويعربدون كما يشاءون، ولكن في اللحظة المناسبة يجذب الحبل جذبة خفيفة فيقع الشرير. لكن في الوقت نفسه هو باليد اليُمنى يصنع ويخلق الأحداث والظروف التي ستُبطل مفعول شر الأشرار، بل وتحوله لخير الأبرار، وذلك قبل سنوات من مجرد تفكير الشرير بالشر. ويُلاحظ أيضًا أن وضع اليهود بعد هذه الأحداث صار أفضل جدًا من وضعهم قبلها، وكأنهم قد صاروا مدينين لهامان الشرير بهذا الخير العظيم الذي صار لهم. فالمادة الخام التي صنع الله منها الخير لهم، كانت هي شر هامان، وهذا ليس بغريب على الله، فما هي المادة الخام التي يصنع منها الآن القديسون أولاد الله، إلا الفجار الخطاة أولاد آدم الساقط، بل وأبناء المعصية! هذا هو أسلوب الله. وعليه، ففي اليوم المحدد لإبادتهم، ليس فقط لم يُبادوا، بل بالحري، وقفوا هم وأبادوا خمسة وسبعين ألفًا من مُضايقيهم (اس9: 16)، وبدلاً من أن يكون يوما 14، 15 أتعس يومين في تاريخهم، صارا هما أروع يومين. نعم، تحول النوح إلى رقص، والمِسح إلى فرح، والصوم إلى عيد. هذه هى سياسة الله خالق السموات والأرض لا يدع عبيده يهلكون بشر مدبر انما يدبر خيرهم من جراء هذا الشر. فعلينا أن نتكل عليه على الدوام فهو الوحيد الذى يخضع الأشياء لصالحنا وإن تآمر كثيرون. ++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ +++ صلاة: نشكرك يا الله على عظيم تدبيرك لحياتنا وعلى فيض نعمتك فينا ...نعلن لك يا ربنا يسوع المسيح مخلصنا أننا من الآن فصاعداً سنترك لك دفة حياتنا لأننا لن نجد مثلك نواتى ماهر يستخدم العاصفة لتسير السفن ... آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب |راغبا في التأكد من استقامة سياسة الله نحو البشر |
إن «قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ (سياسة الله وحكومته)» |
سياسة امك |
سياسة التدرج التي اتبعها الله |
دي سياسة امك |