رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«حماس» تمد «بيت المقدس» بالأموال والمعدات العسكرية
على مدار العامين الماضيين، استطاع تنظيم «داعش» الإرهابى أن يتحول إلى محور الاهتمام الأول فى العالم، إلى أن باتت أجهزة الاستخبارات الدولية جميعها تتابع عن كثب تحركات التنظيم الذى أرّق دولاً بأكملها ونشر الفوضى فى العراق وسوريا وليبيا بشكل يهدد بتفتيتها إلى دويلات صغيرة، خصوصاً بعد أن استطاع التنظيم الإرهابى التوغل فى عدد كبير من المناطق فى أنحاء العالم واستطاع أن ينفذ تفجيرات إرهابية داخل دول أوروبية ظنت أنها فى مأمن من إرهاب التنظيم. صحفى التحقيقات الاستقصائية الإسرائيلى رونين بيرجمان كان له رأى آخر فى النظرة الاستخباراتية للتنظيم الإرهابى فى العالم، فهو يرى أنه فى الوقت الذى تحولت فيه أنظار أجهزة الاستخبارات الغربية إلى متابعة التنظيم عن كثب فى سوريا وعملياته فى أوروبا، فإن فرع التنظيم فى شبه جزيرة سيناء المصرية، والمعروف باسم تنظيم «أنصار بيت المقدس» أو «ولاية سيناء» بحسب ما يطلق التنظيم على نفسه، يواصل تعزيز قواته ونفوذه فى سيناء. وبحسب الصحفى الإسرائيلى، الذى أجرى تحقيقاً استقصائياً حول قوة التنظيم الإرهابى فى سيناء، فإن «حادث الطائرة الروسية، إن صح أن التنظيم الإرهابى هو من نفذه، فإن هذا العمل قد يكون مجرد بداية لتورط الفرع المصرى للتنظيم فى العمليات الدولية للتنظيم الرئيسى»، مؤكداً أن تزايد قوة «داعش» فى سيناء يهدد إسرائيل ويفرض عليها تحديات أمنية وإقليمية خطيرة، خصوصاً أنه يبعد عن «إيلات» بضعة كيلومترات. صحفى إسرائيلى يكشف معلومات استخباراتية جديدة عن التنظيم «بيرجمان» يقول فى تحقيقه، الذى نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إنه على الرغم من أن عملية إسقاط الطائرة الروسية فى سيناء لا تزال تشغل الكثير من أجهزة الاستخبارات حول العالم بحثاً عن هوية منفذ تلك العملية، فإن معلومات استخباراتية جديدة وصلت إلى بعض أجهزة الاستخبارات الغربية فى الأيام الأخيرة، تكشف عن تزايد وتيرة الرسائل المتبادلة كتابة وتحدثاً بين عناصر بارزين فى «بيت المقدس». وبالإضافة إلى ذلك، رصدت المعلومات الاستخباراتية نفسها تزايد وتيرة الاتصالات بين عناصر «بيت المقدس» وعناصر أخرى فى العراق وسوريا مرتبطة بـ«مجلس الأمن والاستخبارات» التابع لـ«داعش»، وهو الجهاز المسئول عن النشاطات والعمليات الأكثر سرية للتنظيم الإرهابى، بما فى ذلك العمليات النوعية ومساعدة الجماعات الإرهابية خارج سوريا والعراق فى تنفيذ مساعى التنظيم، وعلى رأسها التواصل مع تلك الجماعات مثل «بيت المقدس». الصحفى الإسرائيلى يؤكد أن تلك المعلومات الاستخباراتية لا تستند على تسجيلات أو وثائق يمكن الاعتماد عليها بشكل حاسم للجزم بأن التنظيم الإرهابى هو من نفذ تلك العملية، ولكن الإشارات كلها تؤكد وجود علاقة مباشرة بزيادة وتيرة تلك الاتصالات والمراسلات بين عناصر التنظيم قبل حادث إسقاط الطائرة وحتى إسقاطها، خصوصاً أن تلك الاتصالات والمراسلات توقفت تماماً فور وقوع الحادث. «قشطة» كان ضابطاً فى الجناح العسكرى لحركة «حماس» فى قطاع غزة.. ثم غادر إلى سيناء وأصبح مسئول التعليمات والتخطيط فى التنظيم الإرهابى يؤكد «بيرجمان» أن «الدليل ليس نهائياً ولا حاسماً بالتأكيد، حيث إن كل الأطراف المتورطة فى هذا الحادث لديها مصالح مختلفة فى تحديد هوية مرتكب وسبب الحادث، فعلى سبيل المثال، هناك أبوأسامة المصرى الذى يعرّف نفسه بأنه قائد تنظيم (بيت المقدس) فى سيناء، الذى يسعى بالتأكيد لتلقى مسئولية الحادث كنوع من التأكيد على مدى نفوذ التنظيم»، ويضيف: «وهناك كذلك السلطات الروسية التى أعلنت أن الحادث هو نتيجة عمل تخريبى متعمد، فهى لديها مصلحة مزدوجة من تحديد أن الحادث هو عمل إرهابى، فهى من ناحية تستطيع أن تبرر عملياتها الجارية فى سوريا ضد التنظيم الإرهابى، ومن ناحية أخرى ترفع مسئولية الحادث فنياً عن الشركة الروسية مالكة الطائرة»، لافتاً إلى أن «هناك الجانب المصرى أيضاً الذى توصل إلى نتيجة مغايرة تماماً بأن الحادث لم يكن نتيجة عمل إرهابى، حيث إن هذا الإعلان يضر بالسلطات المصرية ويؤثر على السياحة ويثير الشكوك حول الإجراءات الأمنية المتبعة فى المطارات المصرية». على أية حال، يقول «بيرجمان»، إن «العالم فى انتظار تحقيق شفاف حقيقى يمكن الاستناد إليه من خلال تعاون عدة أجهزة استخبارات للعمل على التوصل إلى النتيجة الأمثل، وسيكون السؤال وقتها: هل ستنجح أجهزة الاستخبارات فى ربط الحادث بالتنظيم الإرهابى بشكل مباشر وحاسم؟ وهل ستنجح الأجهزة نفسها فى إثبات كيفية تنفيذ التنظيم لهذا الحادث؟»، مؤكداً أن «المعلومات الاستخباراتية التى تبادلتها بعض الأجهزة الاستخباراتية الغربية، تناولت بعض الأسماء البارزة فى التنظيم الإرهابى بشكل متكرر، مثل عبدالله محمد سيد قشطة الذى يعد القوة الرئيسية للفرع المصرى للتنظيم الإرهابى خلال العامين الماضيين، حيث كان يعمل فى السابق كضابط فى الجناح العسكرى لحركة (حماس) فى قطاع غزة، وبعدها غادر إلى سيناء من خلال أحد الأنفاق، وتحول بعدها ليصبح المسئول عن التعليمات والتخطيط فى (بيت المقدس) من خلال خبرته الواسعة فى التعامل مع مضادات الدبابات والمتفجرات المتطورة». «بيرجمان» يؤكد، بحسب مصادره، أن «قشطة يعد واحداً من أبرز خبراء الحرب التى يشنها التنظيم الإرهابى فى المنطقة بأكملها، حيث إنه منذ أن بدأ عمله مع التنظيم الإرهابى، استطاع أن يرفع من قوة (بيت المقدس) واستخدام الصواريخ المضادة للدبابات، وهو ما ظهر بشكل جلى فى تكرار استخدام تلك الصواريخ ضد قوات الجيش المصرى، كما أن التنظيم تطور إلى حد كبير وبات يستخدم صواريخ (كورنيت) الروسية». وأضاف «بيرجمان»: «قشطة يساعد التنظيم الإرهابى فى تحسين قدراته على استخدام الصواريخ والقنابل المتطورة، بما فى ذلك القاذفات التى يمكنها اختراق الدروع، إضافة إلى الأجهزة المتفجرة التى تستخدم على الطرق لاستهداف المدرعات الخاصة بالجيش المصرى». «داعش» تَواصَل مع «بيت المقدس» قبل حادث الطائرة الروسية ونجح فى تصنيع متفجرات لا يتم اكتشافها فى مارس الماضى، تلقت أجهزة الاستخبارات الغربية معلومات متفرقة تشير إلى وجود صلات بين قياديين فى تنظيم «داعش» فى العراق وقياديين فى «بيت المقدس»، وكان من بين هؤلاء «قشطة»، وقد تم اعتراض رسالة مشفرة تكشف عن أن عناصر فى التنظيم باتوا مقتنعين بأنهم قادرون على تصنيع صيغة معينة من المتفجرات يمكنها إحداث أضرار طفيفة ولكنها مؤثرة فى الوقت نفسه، ولا يمكن كشف تلك المتفجرات من خلال وسائل وأجهزة استكشاف المتفجرات العادية، وإنما بالبحث الدقيق والفحص فقط. وفى الرسالة نفسها، ناقش هؤلاء القياديون إمكانية نقل وتهريب القنابل والمتفجرات إلى المناطق التى تخضع لعمليات مراقبة، من خلال زرع تلك المتفجرات داخل جسد شخص ما من خلال ابتلاعها أو زرعها بعملية جراحية. بعد عدة أسابيع من حادث تحطم الطائرة الروسية، نشر «بيت المقدس» صورة لـ«علبة مياه غازية» قال إنه استخدمها لإسقاط الطائرة الروسية. ووفقاً لـ«شاى أربيل» المدير العام لشركة «تيروجينس» الاستخباراتية التى تتضمن عدداً من قادة وأعضاء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية السابقين، والذين يعملون بشكل أساسى فى جمع المعلومات عن «داعش» وفروعه فى أنحاء العالم، إن «تحليل الصورة التى نشرها التنظيم الإرهابى وبقية المواد الأخرى التى حصلت عليها الشركة، يكشف عن أن هناك احتمالية (معقولة) لصحة مزاعم التنظيم الإرهابى بإسقاط الطائرة الروسية». وقال «آربيل» إن «علبة المياه الغازية التى نشر التنظيم صورتها، ربما احتوت على كمية معينة من المتفجرات، ولا يلزم أن تكون من النوع القابل للكشف فى أجهزة الكشف عن المتفجرات، وهو ما يعنى أن مرتكبى الحادث ربما استخدموا مواد متفجرة بدائية وآلية بدائية للتفجير بدلاً من أجهزة التحكم عن بُعد، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام غشاء مطاطى ممتلئ بالأحماض لإشعال فتيل التفجير، من خلال تحلل الغشاء المطاطى بفعل الأحماض، وهو ما ينتج عنه فى النهاية اشتعال المتفجرات، وهذا النوع من المتفجرات لا يمكن كشفه إلا من خلال الفحص الدقيق وليس العادى». أما حاييم تومير رئيس شعبة الاستخبارات السابق بجهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد»، فيقول إن «حدسى يخبرنى بأن الانفجار كان عملاً إرهابياً، وبالتأكيد إذا تبين صحة تنفيذ (بيت المقدس) لهذا الاعتداء، فإننا نتحدث هنا عن حادث له أهمية استراتيجية، فهو يثبت أن قائد التنظيم الإرهابى أبوبكر البغدادى، استطاع أن يعمل من خلال جماعات فرعية فى دول أخرى وليس فى العراق وسوريا فقط، وإنما فى سيناء أيضاً، وإن صح هذا الأمر، فإن التنظيم أكبر وأقوى كثيراً من كل تقديرات الأجهزة الاستخباراتية فى أنحاء العالم». متطرفون من السعودية وليبيا ومصر جاءوا إلى سيناء فى 2002 وسيطروا على البنية الأساسية لـ«بيت المقدس» وبغض النظر عن الطائرة الروسية، فإن «بيرجمان» يؤكد أن «بيت المقدس» يعد واحداً من أهم وأخطر التهديدات التى تواجه مجتمع الاستخبارات الإسرائيلى والغربى أيضاً، حيث رصد الصحفى الإسرائيلى قصة تعامل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية مع التنظيم الإرهابى منذ البداية، فيؤكد أن البداية مع التنظيم كانت فى قطاع غزة فى بدايات الألفية الثانية، ووقتها كان تأثير هذا التنظيم محدوداً وفاشلاً نظراً إلى سيطرة حركة «حماس» بقوة على القطاع، إضافة إلى الحصار الإسرائيلى المشدد. ونقل «بيرجمان» عن مصدر إسرائيلى بجهاز الاستخبارات العسكرية «آمان»، قوله إنه «فى عام 2002، تغير الوضع تماماً، حيث ظهر اسم التنظيم نفسه بين البدو فى شمال سيناء أولاً، وبعدها فى سيناء بأكملها، وهو ما أثار حيرة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، خصوصاً أنه كان من غير المعروف إذا كان الحديث عن التنظيم نفسه أم عن تنظيم آخر يحمل نفس الاسم فقط. فى عام 2005، وبعد الانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة، تسبب الانسحاب الإسرائيلى فى زيادة تدفق عمليات تهريب البشر والبضائع والطعام والأسلحة والوقود، وقد نجحت بعض القبائل البدوية فى سيناء فى الحصول على ثروات طائلة من خلال تلك العمليات، حيث تقدر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حجم المكاسب فى الشهر الواحد بنحو 230 مليون دولار. وقد كان أحد الأسباب الرئيسية للعقبات التى تواجه الجيش المصرى فى سيناء هو الملاحق الأمنية لاتفاقية السلام مع إسرائيل والتى تحظر وجود قوات من الجيش المصرى فى بعض المناطق، وهو ما كان يدفع السلطات المصرية إلى التوجه بطلب لدخول قوات إلى تلك المناطق، وفى بعض الأحيان كانت إسرائيل توافق وفى بعض الأحيان ترفض. حتى عام 2010 كان التنظيم الإرهابى محلياً ويستهدف قوات الجيش والشرطة المصريين فقط، وبعد ذلك بدأ فى استهداف المناطق السياحية، وقد تسبب وجود العناصر الإرهابية فى سيناء فى تدفق تهريب الأسلحة والبضائع الأخرى إلى إسرائيل من خلال سيناء، وكان البدو هم العامل الرئيسى فى تلك العمليات، ونجح عناصر «بيت المقدس» فى الاستفادة من هذا الأمر بشراء كميات ضخمة من الأسلحة بمساعدة بعض العناصر البدوية. وخلال تلك الفترة، كان التنظيم يتلقى تبرعات محلية يتم جمعها بشكل سرى من خلال بعض القبائل البدوية المتعاطفة مع فكر التنظيم، ولم يكن يتم التبرع بشكل علنى لصالح التنظيم، ورغم ذلك كان كل من يقدم تبرعات يعرف جيداً أين تذهب تلك الأموال. بحسب «بيرجمان»، كان عام 2010 نقطة تحول فى تاريخ التنظيم الإرهابى، حيث كانت الأزمة الأكبر التى يعانيها فى سيناء هى العزلة المكانية المادية، وهو ما دفعه إلى التواصل مع عناصر دولية أخرى بشكل أثر على عملياته فيما بعد ودفعها إلى التحول إلى عمليات دولية بعد أن كانت محلية فقط، وعلى الرغم من أن التنظيم الإرهابى كان يعرف أن الاتصالات تتم مراقبتها، فإنه نجح فى التغلب على هذا الأمر. مع وصول جماعة الإخوان إلى الحكم فى عام 2012 فى مصر وتولى الرئيس الأسبق محمد مرسى مقاليد البلاد، خرج العديد من الإسلاميين المتطرفين من السجون بأمره، وبعد أن تم عزل «مرسى» هرب عدد كبير منهم إلى سيناء، وباتوا يشكلون البنية الأساسية التنظيمية لـ«بيت المقدس» حالياً، حيث سيطروا على قيادة التنظيم وساهموا فى تعزيز قوته بشكل يفوق ما كان عليه قبل انضمامهم إليه، وبهذا الشكل تكونت واحدة من أشد الجماعات الإرهابية خطراً فى العالم. أما عن تطور مهارات وتسليح «بيت المقدس» خلال السنوات الثلاث الماضية، فقال «بيرجمان» إنه من خلال تحقيقه الاستقصائى، تمكن من التوصل إلى معلومات استخباراتية من خلال مصادر استخباراتية غربية، تؤكد أن «أغلب التسليح والتدريب الذى يحصل عليه التنظيم الإرهابى فى سيناء يتم من حركة (حماس) فى الأساس، حيث تساعد الحركة الفلسطينية التنظيم من خلال الأموال والأسلحة والمعدات العسكرية والتدريب». ووفقاً للمصادر نفسها، فإن «حماس استغلت وجود التنظيم الإرهابى فى سيناء وأقامت علاقات ممتدة مع التنظيم من خلال الجناح العسكرى للحركة (كتائب عز الدين القسام)، ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت القيادة السياسية التى تعيش فى تركيا والخليج على علم كامل بتلك العلاقة أم لا». ويشير «بيرجمان» إلى أن «مصلحة حركة (حماس) فى التواصل مع التنظيم الإرهابى نابعة فى الأساس من الخلاف مع النظام المصرى الحالى، وهو ما دفع الحركة الفلسطينية إلى محاولة إلحاق الضرر بالنظام المصرى بأى شكل دون التورط بشكل مباشر فى الصراع»، لافتاً إلى أن «المحلل الإسرائيلى أليكس فيشرمان، حصل على معلومات مؤكدة بأن حركة (حماس) تدفع أموالاً للتنظيم الإرهابى فى سيناء مقابل تأمين شحنات الأسلحة التى يتم تمريرها إلى القطاع عبر شبه جزيرة سيناء». 1000 عنصر عدد أفراد تنظيم «بيت المقدس» الإرهابى بحسب تقديرات أجهزة الاستخبارات الغربية. ويضيف الصحفى الإسرائيلى: «على مدار السنوات الثلاث الماضية، ساعدت (حماس) تنظيم (بيت المقدس) بشكل مكثف فى تطوير منظومة أسلحته ومعداته العسكرية وتدريباته، وهو ما ظهر بشكل جلى فى الفيديوهات التى ينشرها التنظيم الإرهابى، ففى البداية كانت الفيديوهات تتضمن عناصر التنظيم يحملون أسلحة خفيفة، بينما باتوا الآن يحملون أسلحة ثقيلة ومتطورة». وتابع «بيرجمان»: «(حماس) تتودد للتنظيم الإرهابى ليس من خلال الأسلحة فقط، ففى الفترة الأخيرة على سبيل المثال، استطاعت الجمارك الإسرائيلية مصادرة شحنة من القماش كانت فى طريقها إلى غزة عبر الجمارك الإسرائيلية، ووفقاً للمعلومات التى وصلت حينها، فإن تلك الأقمشة كانت فى طريقها إلى القطاع ليتم صناعة البذلات العسكرية منها ونقل بعضها إلى سيناء لصالح عناصر التنظيم، كما أنه فى أعقاب الهجوم الدامى على مواقع الجيش المصرى فى 29 يناير من العام الحالى، تم نقل عدد كبير من مصابى التنظيم الإرهابى إلى غزة بموافقة (حماس) لتلقى العلاج هناك». وبحسب التقديرات التى حصل عليها «بيرجمان» من مصادر استخباراتية متعددة، فإن «عدد عناصر التنظيم حالياً فى سيناء يبلغ نحو 500 إلى 1000 عنصر، من بينهم 100 أو 200 عنصر على الأقل سافروا إلى سوريا والعراق وتلقوا تدريبات على أيدى تنظيم (داعش) الإرهابى هناك وعادوا إلى سيناء مرة أخرى». وبحسب مصدر استخباراتى غربى، فإنه «بعد إعلان (بيت المقدس) مبايعته لـ(داعش)، بات التنظيم الإرهابى فى سيناء يعمل تحت قيادة مجلس الأمن والاستخبارات بالتنظيم الإرهابى، وهو المجلس الذى أسسه وأشرف عليه أبومسلم التركمانى الذى كان أحد أبرز ضباط الحرس الجمهورى لنظام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، وبعد مقتل (التركمانى) فى 18 أغسطس من العام الحالى فى غارة أمريكية، تولى أبوعلى الأنبارى مسئولية المجلس وهو أيضاً أحد عناصر الحرس الجمهورى لـ(صدام)». وفى 12 من الشهر الحالى، أعلنت وسائل إعلام عربية عديدة مقتل «الأنبارى» و14 آخرين من قادة «داعش» فى هجوم أمريكى عراقى مشترك على الحدود السورية، ولكن هذه التقارير لم يتم تأكيدها حتى الآن. الصحفى الإسرائيلى حاول تعقب الطريقة التى يستخدمها عناصر التنظيمات الإرهابية للتواصل معاً، وبحسب مصادر استخباراتية إسرائيلية وغربية، فإن «بيت المقدس وداعش يتواصلان من خلال استخدام تطبيق (تليجرام) للرسائل الفورية، حيث إن هذا التطبيق الروسى يستخدم شفرة معقدة يصعب اختراقها لتشفير الرسائل المرسلة من خلاله»، وبحسب المصادر الاستخباراتية، فإنه «اتضح أن (تليجرام) هو التطبيق الأفضل الذى تستخدمه التنظيمات الإرهابية كوسيلة للتواصل معاً، كما أنه يستخدم للإبلاغ عن التمويل النقدى الذى يتم تحويله». وأضاف «بيرجمان»: «التطبيق يتم استخدامه من قبل عناصر التنظيم المتطرف لتحويل التمويل للعناصر المتطرفة، حيث يتم تحويل الأموال من خلال منظمات مساعدة إنسانية وهمية تعمل فى تركيا، إلى عناصر التنظيم من خلال خدمة تحويل الأموال العالمية الشهيرة (ويسترن يونيون)، دون أن تكون الشركة العالمية متورطة فى هذا الأمر، فهى تدير خدمة تحويل الأموال فقط». ويؤكد «بيرجمان» أن مستوى خبرة عناصر مجلس الأمن والاستخبارات التابع لـ«داعش» يرتقى إلى مستوى أجهزة استخبارات عالمية، حيث اتضح أن عناصر التنظيم الإرهابى كانوا على علم بأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تراقب التحويلات النقدية التى تزيد على 500 دولار فى جميع أنحاء العالم لبحث مصادر تمويل التنظيم، وهو ما دفع التنظيم الإرهابى إلى تقسيم المبالغ التى يتم تحويلها إلى مبالغ نقدية ضئيلة جداً لا ترقى إلى مستوى الشبهات أبداً». الصحفى الإسرائيلى صحفى تحقيقات استقصائية إسرائيلى ومحلل الشئون الأمنية والعسكرية بصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. عمل محللاً سياسياً لصالح صحف أمريكية عدة، من بينها «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» و«فورين آفيرز» و«نيوزويك». ألف «بيرجمان» 4 كتب باللغة العبرية تتناول موضوعات مختلفة على رأسها تداعيات حرب أكتوبر 1973، إضافة إلى المشروع النووى الإيرانى، وحروب الجيش الإسرائيلى. حاضر «بيرجمان» فى عدة جامعات أوروبية وأمريكية، من بينها «برينستون» و«يال» و«كولومبيا» و«نيويورك» و«أكسفورد» و«كمبريدج». تمدد الإرهاب نجح تنظيم «داعش» الإرهابى فى السيطرة على ثلث مساحة سوريا والعراق خلال أقل من عام من إعلان دولة الخلافة المزعومة. تبنى تنظيم «بيت المقدس» الإرهابى حادث إسقاط الطائرة الروسية فى سيناء ونشر صورة لعبوة مياه غازية قال إنه استخدمها فى التفجير. نجحت قوات الأمن المصرية فى السيطرة على حالة الانفلات فى سيناء وكبّدت «بيت المقدس» خسائر عديدة خلال الأشهر الأخيرة. 9 جماعات إرهابية نشطت فى سيناء على مدار الـ15 عاماً الماضية، بعضها كان يتبع تنظيم «القاعدة» الإرهابى، والبعض الآخر استغل القيود التى تفرضها اتفاقية السلام على مصر للتمدد. هذا الخبر منقول من : الوطن التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 28 - 12 - 2015 الساعة 11:44 AM سبب آخر: تعديل العنوان |
|