رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لعل من أكثر الأمور التي تصعب على الفهم عند كثير من البشر هي طبيعة
الله فالبعض يرفض فكرة الثالوث ويعتبرها كفراً و يعتبر الله مجرد جسم مصمت يملأ الكون و لكن من يدقق بكثير من الآيات عند جميع الأديان .. سيجد انه كثيراً ما يوصف الله أن له يد و يقول كلاماً أي له فم و له إرادة أي عقل و يهب لنجدة الذين يطلبونه وقت الضيق .. وإنا اطلعت على قليل من تعاليم السيخ و الهندوس .. وجدتهم يجسدون الآلهة يعني أنفكرة تجسد الإله و نزوله هي غاية البشر و منيتهم ..لعل كل الأديان تسعى لله وتطلبه و تصلي له لكن المسيحية وحدها تعلم أن الله تجسد و هو أتى لعالمنا و تجول بيننا و علم تعاليم رائعة و عاش حياة كاملة و عانى من التجارب و لكن كان كاملاً وزكياً و بدون خطيئة ..بل و افتدى خطايانا على الصليب .. الكتاب المقدس هو كلمة الله ، وبعهديه القديم و الجديد هو مرجعنا لأيسؤال متعلق بالله، و يؤكد الكتاب المقدس حقيقة وحدانية الله بشكل لا يقبل المساومة،و هو مليء بالشواهد التي تقر بهذه الوحدانية ، مثل: خروج 2:20 "أنا الرب إلهك.. لا تكن لك آلهة أخرى أمامي". تثنية 35:4 "لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخرسواه". إشعياء 5:45 "أنا الرب و ليس آخر. لا إله سواي" إشعياء 18:45 "أناالرب وليس آخر" إشعياء 21:45 "أليس أنا الرب ولا إله غيري. ليس سواي" إشعياء 22:45 "لأني أنا الله و ليس آخر" إشعياء 9:46 "لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي". رومية 12:10 "لأن رباً واحداً للجميع" كورنثوس الأولى 6:8 "لكن لنا إله واحد" أفسس 5:4 .... "رب واحد. إيمان واحد. معمودية واحدة" 1 تيموثاوس 5:2 "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد" يعقوب 19:2 "أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل" وقانون الإيمان الذي نردده في كنائسنا بجميع طوائفها يقول:"نؤمن بإله واحد فنحن موحدون نؤمن وبكل يقينأن الله واحد لكن هذه الوحدانية ليست وحدانية مُجردة مُطلقة، لكنها وحدانية جامعةمانعة، بمعنى أنه إله واحد، جوهر واحد، ذات واحدة، لاهوت واحد، لكنه أقانيم متحدون بغير امتزاج، ومتميزون بغير انفصال، وكلمة أقنوم هي كلمة سريانية تدل على التمَيّزبغير انفصال( إتحاد في الجوهر و الطبيعة وتميز في الشخصية). والأدلةكثيرة على أن وحدانية الله جامعة وليست مطلقة، فأسماء الله قد وردت في العهد القديم بصيغة الجمع أكثر من ثلاثة آلاف مرة. أول آية في الكتاب المقدس في سفر التكوين تقول " في البدء خلق ( بصيغة المفرد) الله ( ألوهيم بصيغة الجمع) السموات والأرض." نعمل(بصيغة الجمع) الإنسان على صورتنا كشبهنا." ( بصيغة الجمع) " هوذا الإنسان قد صاركواحدٍ منّا" " هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم" وفي سفر إشعياء " ثم سمعت صوت السيدقائلاً من أُرسِل ( بالمفرد) ومَن يذهب من أجلنا( بالجمع)." ولا يمكن أن نقول أن هذه صيغة تعظيم، فصيغة التعظيم لا وجود لها في اللغة العبرانية لكنها مُستحدثة في اللغة العربية، وحتى هذه الصيغة المُستحدثة لا تنطبق على قولهِ " هوذا الإنسان قدصار كواحدٍ منّا" وهذه الوحدانية الجامعة غير المُجرَّدة لازمة وضرورية لتفسيرطبيعة الله قبل خلق هذه الخليقة، فنحن نعرف أنه بعد أن خلق الله الخليقة قد أحبّناوصار يسمع صلواتنا ويتكلم إلينا في الأنبياء. والسؤال هو تُرى ماذا كان يفعل الله قبل هذه الخليقة؟ هل كان يتكلم؟ هل كان يسمع؟ هل كان يُحب؟ لكن مع من وإلى من كان يسمع ومن كان يحب؟ هل كان قبل الخليقة صنماً لا يتكلم ولا يسمع ولا يحب ثم صاربعد الخليقة إلهاً حياً، حاشا! إن الله لا يتغير ولا يتطور ولا يمكن أن يُضاف إليه شئ، فالله كان يحب ويتكلم ويسمع ضمن أقانيمه الثلاثة. فإذا قلنا أن الله لم يكن يتكلم قبل أن يخلق المخلوقات و أصبح يتكلم فهذا يعني إما تغيراً في الذات الإلهية أو أن الله غير مستقل و غير مكتف بذاته و هو بحاجة لمخلوقاته حتى يمارس صفاته وتكون صفاته عاملة ، حاشا لذلك فوحدانية الله هي الوحدانية الجامعة المانعةجامعة لكل ما يلزم الله لممارسة صفاته ومانعة لوجود جوهر آخر أو تركيب أو تجزئة فيجوهر الله ، والتي وحدها تليق بجلاله لأن بها تكون له ذاتية خاصة، ويكون متصفاً بكل الصفات الإيجابية اللائقة بكماله، وتكون هذه الصفات ليس بالقوة بل بالفعل ومنذالأزل هي عاملة، لذلك فلم يعترِه أي تغيير عندما تجسد الأقنوم الثاني على كوكبنا .. و لنقرأ قصة الميلاد لندرك أكثر القصة 6 وفي الشهرالسادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة 27 إلىعذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف.واسم العذراء مريم. 28 فدخل إليهاالملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها.الرب معك مباركة أنت في النساء. 29 فلمارأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى إن تكون هذه التحية. 30 فقال لها الملاك لاتخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. 31 وها أنت ستحيلين وتلدين ابناوتسمينه يسوع. 32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داودأبيه. 33 ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية 34 فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانأ لست اعرف رجلا. 35 فأجاب الملاك وقال لها.الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله و لتقرأ من سفر ميخا بالتوراة النبوءة عن ميلاد المسيح ولننتبه أنها حددت مكان الولادة قبل مئات السنين من ولادته في بيت لحم .. و هل هناك إثبات بعد هذا كم هو الله دقيق في كلامه رغم أن مكان إقامة يوسف الصديق ومريم هو الناصرة !! أما أنت يا بيت لحم افراتة وأنت صغيرة إن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل. إي أن ولادة المسيح من الروح القدس من مريم العذراء لم تكن بداية وجوده بل هو موجود منذ الأزل .. و دعونا نضع جانباًً أفكارنا المسبقة و لننظر للشمس مثلاً الشمس ألا تكون ثالوث و بنفس الوقت هي وحدة ... الشمس بإمكانك أن تأخذها على أنها كوكب مصمت أو كتلة و لا تقبل أي تجزيء لها و تتهم من يعارضك بالغباء و الكفر و بإمكانك أن تنظر لها مثلاًبأنها نور و حرارة و وجود ( كيان) اسمح لي نور الشمس يصلك و بنفس الوقت تقول(الشمس أنارت البيت) و هو نفسه يعطيك الإحساس بالحرارة عندما تطلب دفئها و تقول(الشمس حارقة) و أيضاً الكوكب الشمس موجود - ألآب موجود .. ككيان .. أي بكل بساطة النور هو الشمس و الحرارة هي الشمس و الكوكب هو الشمس أي أن لا تجزئة بينهم و هم ثالوث في وحدة ..الفكرةبسيطة الحرارة هي الروح القدس روح الله .." الله حي " و الضوء نستطيع تشبيهها بالابن المسيح الذي ولد بعد إنحل الروح القدس على مريم العذراء و التي حبلت من الروح القدس و السيد المسيح هو القائل " أنا نور العالم " .. و الكوكب نفسه كوكب الشمس .. الوجود .. ألآب فهما وجدا بنفس الوقت و لكل واحد عمل و هناك اختلافات ولكنهم يشكلون كوكباً واحداً و وجود واحد .. و هنا أيضاً تستطيع أن تقول ألآب هو الله و الابن هو الله و الروح القدس هو الله المسيح و لو أتى لعالمنا في وقت محدد لكن وجوده منذ الأزل و قس على ذلك النار مثلاً و كثير من الأمثلة الحياتيةموجودة فالثالوث ليس اجتزاء لله و لطبيعته فهو كما نقول في بداية صلاتنا باسم ألآب و الابن و الروح القدس الإله الواحد آمين و سلام الرب يجمع جميع الأخوة البشر في مظلة الله و محبته و رعايته فلا يبقى بغض و لا كره و لا تفرقة بل الكل أحبة ..و كما يعلمنا الإنجيل الله محبة و في القلوب المحبة المتسامحة يسكن ... اسمحلي في هذه الرسالة أن نقدم لك بعض الكلمات المعبرة عن السيد المسيح ... فهل هناك ما هو أجمل من الحديث عنه جاء من الله ، مولودا من امرأة بسيطة . كان ميلاده أمراً حيّر الحكماء ، ولم يستطع أحد من العلماء تحت الشمس أن يدرك هذا السر . أخذطبيعة البشر لكي يفتدي الجنس البشري ، وصار ابن الإنسان لكي نصير نحن أولاد الله . عاش فقيراً ، ونشأ مجهولاً ، في صباه لم يخرج من بلدته إلا مرة واحدة . لم يكن له نصيب في التعليم العالي ، لأن عائلته لم تكن لها ثروة أو نفوذ . ومع ذلك ففي طفولته كان سبب الرعب في قلب ملك ، وفي صباه حيّر أهل المعرفة ، ولما اكتمل شبابه سيطر على الطبيعة ، فمشى على الأمواج وأمر البحر فهدأ ، وشفى الجموع الكثيرة ،وأقام الموتى بسلطان كلمته . لم يكتب كتاباً واحداً في حياته ، ومع ذلك فليست هناك مكتبة يمكنها أن تسع الكتب المكتوبة عنه . لم يؤلف ترنيمة واحدة ، ومع ذلك فان ألحان التسبيح والتمجيد له تبلغ عدداً لا يستطيع جميع الموسيقيين معاً أن يؤلفوا مايساويه . لم يؤسس مدرسة واحدة ، ومع ذلك فكل جامعات العالم لا يمكنها أن تفتخربتلاميذ أكثر من تلاميذه . لم يدرس الطب ولم يمارس هذه المهنة ، ولكن من ذا الذي يستطيع أن يحصي عدد القلوب التي سحقتها الآلام ووجدت الشفاء عنده ؟ لم يقد جيشاً ،ولم يجند عسكرياً ، ولم يحمل سلاحاً ، ومع ذلك فليس هناك قائد جمع حوله عدداً من المتطوعين أكثر منه، وفي كل أنحاء الأرض ألقى كثير من العصاة أسلحة تمردهم ،وأخضعوا إرادتهم لإرادته دون أن يصدر منه تهديد ودون الالتجاء إلى الشدة ولكنه هزمهم بسلاح اللطف والوداعة . لقد خلع الملابس الملكية الفاخرة ليرتدي الملابس المتواضعة . كان غنياً وفي سبيل محبته لنا قد افتقر ... وإلى أي درجة من الفقر قدوصل ! اسأل عن ذلك مريم أمه ، بل اسأل الرعاة والمجوس . وقد رقد في مذود لا يملكه ،وعبر بحيرة جنيسارت في قارب لا يملكه ، وفي يوم دخوله أورشليم كان راكباً على جحشلا يملكه ، ودفن في قبر يملكه غيره. كثيرون من العظماء ظهروا ثم طواهم النسيان ،ولكنه وحده الذي يبقى مدى الأجيال . لم يقدر هيرودس الملك أن يقتله ، ولم يتمكن الشيطان من وضع العقبات في طريق عمله ، ولم يستطع الموت أن يهزمه ولا القبر أن يستبقيه تحت سطوته . هو المسيح الذي لا مثيل له " يدعى اسمه عجيباً " " له يشهدجميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال غفران الخطايا". الشخصية المعجزة العظمى في تاريخ البشرية ، وكإنسان كان وجهه يلمع بمجد الله العلي . صديقنا ،، هذا هو يسوع الذي يستحق أن نكرس له حياتنا ، ونعيش لمجده |
|