نعم هناك فرق ٌ
كثيرون يتحمسون لعلاج أخطاء الآخرين ، وقد لا ينقصهم صدق الدافع أو حماس الرغبة ، ومع هذا يكون علاجهم لأخوتهم خارج مشيئة الله ، لماذا ؟ لانهم يعالجون الخطأ بخطأ آخر . يعالجون اخطاء اخوتهم بطريقة جارحة دون أن يلاحظوا ان بعملهم هذا يسببون جرحا ً كبيرا ً لغيرهم . وأحيانا ً يوجهون الانتقادات لآخرين ويحكمون عليهم بطريقة ٍ مزعجة دون أثر ٍ للمحبة ، تلك المحبة التي تتأنى وترفق ، المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ ، المحبة التي تستر كثرة ً من الخطايا . يعلّمنا الرسول بولس قائلا ً :
" إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ " (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 6: 1 )
نعم هناك فرق ٌ بين علاج الخطأ بالجسد وبين علاجه ِ بالروح . العلاج بالروح المقدس دائما ً يمتلئ بالحب الحقيقي والاتضاع الصادق . إن كنت قد رأيت ما هو خطأ في أخيك لا تذهب اليه منتقدا ً تصرفه ُ ولا بعنف تعييرك بل تعال بكل محبة قلب ٍ وصدق ٍ خالص ، تعال كما علمك المعلم الأعظم بكل تواضع كي تقدر أن تغسل رجلي أخيك التي اتسخت باوحال هذا العالم الذي لا يُعطي الى كل الذين يركضون خلفه ُ الا التعب والمشقة .
ربي يسوع ، يا من باتضاع ٍ فائق ٍ انحنيت لتغسل أقدام عبيدك وانت الذي لم تفعل خطية ً واحدة ، انت وحدك تقدر ان تغسل أرجلنا من الغبار العالق بنا من رحلتنا في زمن الغربة . ايها الرقيق كل الرقة ، اللطيف كل اللطف ، ايها الراعي العذب الذي قصبة مرضوضة لم تقصف وفتيلة مدخنة لم تطفئ . تحتمل وتحتمل ، تعالج أخطائنا في صبر ٍ عجيب . ما اعظم طول أناتك ، ما أعجب وداعتك . آه يا سيدي ، علمنا أن نتشبه بك ونحب اخوتك كما أحببتهم ، وحين يخطأون نعاملهم كما تعاملنا دون أن نجرح مشاعرهم . يا رب علمنا أن نحب كما أحببت أنت .