تمت دعوه القديس نعمة الله فى بيئة تشجع على سلوك درب القداسة فى بيت كساب -حردين تلك البلدة المعروفة بكناءيسها واديرتها ومعابدها الفينيقية واليونانية والرومانية وفى عائلة مولفة من ستة اولاد كان منهم الخورى انطونيوس والاب اليشاع الحبيسى والاب نعمة الله والراهبة مسيحية
ودخل الرهبانية اللبنانية ليتسامى فيها على درب القداسة مع شقيقة الاب اليشاع وتلميذه الاب شربل مخلوف والراهبة رفقا فى زمن كان شعبه يعانى فى القرن التاسع عشر من اصعب المحن فى تاريخه اذا اندلعت بعد سلسلة من الاضطرابات الخطيرة بين الموارنة والدروز
الفتنة المدبرة من السلطنه العثمانية المستضعفة والتى كانت توءججها تدخلات القوى العظمى بواسطه قناصلها وموفديها الى ان فرضت على اللبنانين نظام القاءيمقاميتين اى التقسيم ما فتح المجال واسعا امام التناحر والتقاتل والضياع والفراغ السياسي وانتهى إلى مذبحة الموارنة فى الجبل سنة 1860فدفع الموارنة ثمن هذه الفتنة استشهادا للالاف وتدميرا للكنائس والبيوت وتخريبا للارزاق وتهجيرا للناجين من الحرب وهذه الاضطرابات كان لها انعكاسات على الكنيسة وعلى الحياة الرهبانية فكان ان تدخلت روما وعينت مجلسا جديدا للرهبانية وطلبت من الاب نعمة الله ان يكون مدبرا عاما لانه بقى مثابرا على اتحاده بالله ومتعاليا عن كل ما كان يحدث كان يعيش الازمة بالم شديد ا صابرا على هذه المحنة التى المت بأبناء رهبانيته وكان يردد لاخوته المتالمين مثله ( الشاطر يلى بيعرف يخلص نفسو)
ثباته فى ايمانه وثقته بالله وصلاته المتواصلة كانت الاساس فى النهضة الروحية فى الرهبانية لم يستسلم ولم يهرب من الدير إلى المحبسة كما كان طلب منه شقيقه الحبيس اليشاع بقاوءة فى الدير كان عضدا لاخواته الرهبان الذين كانوا يجاهدون مثله ليتقدسوا ويقدسوا كنيستهم وشعبهم اذا كان يعتبر ان الحياة الديرية فى الجماعة هى اصعب من الحياة فى المحبسة لانها استشهاد دائم
كان الاب نعمة الله رجل الصلاة والعمل والعلم فجمع فى شخصة الصفات التى سعادته على تقديس ذاته والاخرين