رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يتجاسر أحد ويستطيع أن يعرف أسرار الله كقوة حياة وخبرة يتذوقها في أعماق قلبه من الداخل ولا زال قلبه ملتوي وغير صادق في رغبته أن يحيا مع الله في شركة مقدسة بالإيمان الحي العامل بالمحبة، ولا يستطيع أحد أن ينال سلام الله الذي يفوق كل عقل وهو معجون بالشر ويحيا في فساد برغبة قلبه وإرادته الكاملة، لأنه باطلة كل معرفة تنبع من قلب شرير لأنه متغرب عن الله الحي، ومبتعد عنه بعيداً... ومن المستحيل على الإطلاق أن يُعطى سلام للأشرار الذين يحجزون الحق بالإثم ويأكلون حق الأرملة وأرجلهم سريعة لسفك الدماء والوشاية ويريدون أن ينتقموا لأنفسهم ويجلسوا على كراسي القضاء، وكما هو مكتوب: [ لا سلام قال الرب للأشرار] (إشعياء 48: 22) فكم هو مرعب ذلك الطريق المُظلم القفر الذي لا يسير فيه أحد ولا يُسمع فيه صوت إنسان، فهو يسكنه الوحوش الشرسة وكل عقرب وحية سامة، وأي إنسان يسير فيه يكون مصيره الحتمي هو الهلاك لا محاله !!! فالويل لتلك النفس التي لا يسير فيها الرب ويسكن داخلها، ويجلس فيها ملكاً متوجاً على قلبها بالمجد والكرامة، حتى لو كانت تعرف كل المعرفة الروحية من الكتب، وحتى لو خدمت سنين عمرها كله في داخل بيت الله أي الكنيسة، بل وحتى لو كانت في أعلى الرتب الكنسية وأمانة كل خدمة، لأن الرب هو وحده القادر أن يطرد بصوته وحوش الشرّ الروحية، ويُزيل كل سم الحية المميت، ويشفي أعماق النفس ويُريحها من الظلمة التي تسكنها، ويحفظ ويحرس كل مداخلها ومخارجها وكل حواسها من كل شر وشبه شر بروحه القدوس الساكن فيها، ويجعلها ينبوع مختوم وعين مقفلة عن كل ما هو غريب عن طبعها السماوي الجديد التي نالته فيه [ إذاً أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً [ (2كورنثوس 5: 17)... وكما أن الأرض تبور وتخرُّب إذا تركها الفلاح ولم يعتني بها ويسقيها من الماء العذب ويسمدها بالسماد اللائق بها، وكل زرع فيها يموت ولا تظهر فيها أي ثمار بل تفقد كل شكل للحياة فتمتلئ شوكاً وحسكاً، ويكون كل زرع فيها مصيره حريق النار، بل وستصير مكان سكنى الحيوانات القارضة والزواحف الفتاكة القاتلة: + هكذا الويل للنفس التي ليس لها المسيح الرب الراعي الصالح الحقيقي والوحيد، ليُفلَّحها بعنايته الخاصة لكي تأتي بثمار الروح الصالحة والنقية + والويل كل الويل للنفس التي تفتش عن نبع آخر تشرب منه سوى النبع الحي الذي هو الروح القدس، لأن كل نبع آخر يختفي فيه السم القاتل الذي للحية القديمة التي أغوت آدم ففصلته عن الله الحي، فالروح القدس هو الذي يشع حياته في داخل القلب ليستنير الإنسان بالنور السماوي الذي لا يُطفأ بل به إشراق الحياة وكل قوى النفس التي تحفظها من العطب وكل مرض وضعف وتبدد ظلمتها بالتمام وتُنميها حسب عمل فلاحة الله فيها... وكما أن البيت المتروك من سيده يقتحمه اللصوص ولا يتركون فيه شيئاً نافعاً أو صالحاً، بل معدماً من كل زينة أو غنى، بل يخربوه عن آخره، هكذا النفس تصير منهوبة ومسلوبة مملوءة بالأشواك ومقفرة قاحلة، كصحراء خربة يسكنها وحوش الشرّ والفساد وتصير وكراً للأعداء واللصوص، حتى أنهم يملكوا كل جزء فيها وتصير أداة شر تتحرك بموجب أوامرهم كملوك عليها، فتفوح منها رائحة الإثم الخانقة والشهوات الكريهة الفاسدة، وتصير في النهاية كمن أخذ مخدراً، فيفتخر بخزيه ويصير عاراً أمام الملائكة والقديسين مرفوضاً من الله ومحتقراً من الجميع... * والويل كل الويل لكل نفس تتكل على معرفتها وعلمها وقدرتها على الكلام وإقناع الآخرين بينما لا يكون الرب المحبوب سيداً ساكناً فيها، لأنها – حتماً – ستتعذب بالشرّ وتصير نبع مُرّ لكل من يُصاحبها أو يستمع لها، لأن سم الحية مستتر وراء كل تقوى ظاهرة لأن ورائها قلب مملوء من كل خلث !!! اليوم لنا أن لا نسكت على أنفسنا أو نهملها، أو نتكل على معرفتنا ومعلومتنا عن الله، بل لنطلب بإصرار من رب المجد محب البشر القدوس، أن يشرق علينا كشمس برّ (ملاخي 4: 2) ليبدد ظلمتنا ويطرد منا أرواح الشرّ ويُعيد زينتنا الداخلية بالقداسة والعفة وكل سيرة حسنة صالحة، ويفتح أعيننا الداخلية لنبصر بهاء مجد نوره العظيم، ويفتح أذاننا لنسمع صوته المُحيي فيصير لنا قيامة بكلمته، فنحيا في مجد عظيم ويشع نوره فينا فنحقق قوله: [ أنتم نور العالم ]، فيكون لنا شركة على مائدته المقدسة الملوكية وسط قديسيه، ونعيش بكرامة البنيين، ولا يستطع أن يقترب منا الأعداء لأن الرب هو المالك علينا.. فيا أحباء الرب أعلموا أنه لا يجرؤ لص أن يقترب من بيت يسكن سيده فيه، بل ويصير هذا البيت حلواً ومرتباً ونظيفاً ويتزين بكل زينه حَسنة، ويأتي رب البيت مع كل أصحابه وأحباؤه ليجلسوا على المائدة المقدسة الذي يعدها لهم في هذا البيت محل فرحه ومكان راحته، فيفرحوا ويتعزوا جداً في هذا المكان الذي زُين بكل زينة مقدسة حلوة لحساب مجد صاحب البيت... فأن النفس التي يسكنها الرب هكذا هي مثل ذالك البيت المُزين بكل زينة الروح والمُعَد لسيده، فتصير عذراء المسيح العفيفة [ أختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم (للرب فقط). أغراسك فردوس رُمان مع أثمار فاغية ونادرين... ينبوع جنات بئر مياه حية وسيول من لبنان ] (نشيد 4: 12 – 15)، والرب يعتني بها ويرسل له ريحه المقدسة فتفيح رائحته الزكية فيها فتثمر ثمر الروح النفيس: [ استيقظي يا ريح الشمال وتعالي يا ريح الجنوب. هُبي على جنتي فتقطر أطيابها. ليأتِ حبيبي إلى جنته ويأكل ثمرهُ النفيس ] (نشيد 4: 16) [ أما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف ] (غلاطية 5: 22 و23) [ لأن ثمر الروح هو في كل صلاح وبرّ وحق ] (أفسس 5: 9) |
10 - 12 - 2015, 07:10 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: عدم القدرة على معرفة أسرار الله
شكرا على موضوعك الجميل
ربنا يبارك حياتك |
||||
|