السؤال
لي زميل في العمل متعب جداً ، يضايقني بكل الطرق . وجربت معه كل طرق المحبة و التسامح ، فظنهنى ضعيفاً ، وزادت مضايقته لي . فهل إذا تجنبته ، لسيما اتجنب المشاكل ، أكون في موقف خصام ؟ وهل أكون ضد وصية " أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعينكم "( مت 5: 44) ؟
الجواب
الله لا يريدنا أن نكون ضعفاء . وفي نفس الوقت يريدنا أن نكون حكماء . فإن فشلت الحكمة و المحبة مع هذا الشخص ، لامانع مطلقاً أن تتجنبه ، ليس عن عداوة ، وإنما كما قلت " تجنباً للمشاكل " ، ولعدم الوقوع في خطية بسببه ، وأيضاً لعدم إعطائه فرصة لمزيد من الخطايا ، ضدك .
و المزمور الأول يدعونا إلي تجنب الأشرار .
إذ يقول " طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار ، وفي طريق الخطاة لم يقف ، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس "( مز 1: 1، 2) . وفي العهد الجديد يقال أيضاً :
" المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة " ( 1كو 15: 33) .
ويقول الرسول أيضاً " أما الآن فكنت إليكم : إن كان أحد مدعواً زانياً أو طماعاً أو عابد أو شتاماً أو سكيراً أو خاطفاً ، أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا "( 1كو 5: 211) . إذن عدم معاشرة الشتامين و الخطافين وفاسدي الأخلاق ، تعليم كتابي . ويقول الكتاب أيضاً :
" نوصيكم أيها الأخوة*…*أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب "( 2تس 3: 6) .
سواء من الناحية الخلقية أو الناحية العقيدية .. ويأمر الرسول كذلك بالبعد عن المناقشات الغبية و تجنبها " عالماً أنها تولد خصومات "( 2تي 2: 23 ) .
ولا تعتبر هذا التجنب خصومة أو ضد المحبة .
لأنه لم تكن من لوطا البار أن يختلط بأهل سادوم .. وكان خطأ واضحاً ومؤسفاً وذا نتائج مرعبة ، أن يختلط سليمان الحكيم بنساء أجنبيات ويتزوج بهن ، مما جعل قلبه ليس كاملاً أمام الله ( 1مل 11: 4، 5) .
يمكن أن تبتعد عن مثل هذا ، وتحفظ قلبك طاهراً من جهته .
فلا تحقد عليه ، ولا تبغضه ، ولا تتكلم عنه بالسوء . وأيضاً يمكن أن تصلي من أجله ، أن ينجيه الرب من أخطائه . وفي أخطائه . وفي صلاتك من أجله تنفذ الوصية " أحبوا أعدائكم باركوا لاعينكم " وتصلي أيضاً أن يعطيك الرب نعمة فى عينيه ، ليكف أذاه عنك . ولكن إن وجدت أن أمثال هذه الصلاة تجدد عليك ذكرت متاعب هذا الإنسان ، فلا داعي للدخول في التفاصيل المتعبة أثناء الصلاة ، ولا لتذكار الخطايا . لتكن صلاة عامة مجموعة ، وكفي*…