فليضئ نوركم
(فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ) متى5: 16
في القديم عاش العالم في ظلام الجهل الروحي, وفي ملء الزمان أرسل الله يسوع المسيح الذي هو "نور العالم". إلا أنه لم يبقَ في الجسد على أرضنا إلا حوالي ثلث قرن من الزمن, فهل يعود العالم إلى الظلام بعد صعوده إلى السماء؟ كلا...لقد أقام الرب جماعة من المؤمنين ليقوموا بالعمل الذي قام به. فكما أن الشمس بعد أن تغيب في السماء تعكس نورها على القمر ليضيء على الأرض في ظلام الليل, هكذا بعد صعود المسيح يجب على المؤمنين أن يعكسوا نوره للبشرية.
بل إن المؤمن هو كالشمعة, وإذ يضيء المسيح هذه الشمعة يضعها في المنارة الذهبية التي هي الكنيسة. أليست هذه هي الصورة التي رآها يوحنا الرائي؟ لقد رأى الكنائس كالمناير الذهبية, ورأى السيد بجلال مجده وهو يتمشى في وسطها. فالشمعة في ذاتها لا نور فيها. لكن إذ ينيرها المسيح بنوره فإنها تضيء ويشع نورها على الآخرين.
إن شعاعة النور الأولى التي تشع من المؤمن هي شعاعة التعليم الصحيح, فالمعرفة الروحية التي وصلت إليه لابد أن يبلغها إلى الآخرين لنفعهم وبركتهم. أما الشعاعة الثانية فهي شعاعة الحياة اللامعة. فالعالم لا يريد أن يسمع الكلمات فقط, بل أن يرى الأعمال الصالحة التي هي الإثبات الحقيقي للحياة الجديدة النابعة من المسيح المخلّص.
ليت نورنا يتوهج ويضيء, حتى عندما يرى العالم أعمالنا الحسنة يمجّدون أبانا الذي في السموات. لأنهم رأوا ولمسوا المسيح الحي, الذي خلّصنا, وسكن فينا, ونوره يَسطع فينا وهو معنا دائماً.