لعل ما يسرق فرحتك في الحياة ، هو كثرة تذمرك ، فتعيش كمن لا يرضيه شيئاً بالمرة ، كأن ليس في الدنيا شيئاً صالحاً ، عيناك دائماً تتجه نحو السلبيات ، كأنك لا تريد أن تري الإيجابيات ، ربما تمتلك خيرات كثيرة ، وعطايا هذا عددها ، ولكن دائماً تبحث عن ما ينقصك ، كمن يريد أن يقتني كل شئ ، فبدلاً ما يراك كل من حولك ، إنساناً راضياً ، بشوشاً ، يجدونك دائماً ، ناقداً ، غضوباً ، نفوراً ، أما الله فلا تراه إلا ، إلهاً قاسياً ، غير عادلاً ، فبدلاً ما تشكره ، ليلاً ونهاراً ، علي رحمته ، وكثرة إحساناته ، تتحول صلاتك إلي سيل من العتابات ، والشكاوات ، والمقارنات ..
صديقي الغالي ، هناك كثيرون ، يعيشون حولك ، كحياة لعازر المسكين ، محرومين ، متألمين ، معوزين ، ولكنهم دائماً شاكرين ، صامدين ، أبداً غير ساخطين ، لعل هذا هو سبب فرحتهم ، وسر غناهم الحقيقي ، كلمة واحدة ، تخرج من عمق القلب ، أشكرك يارب ..
ريّح بالك ، وسلم له حياتك ، فالحلو عمره ما هايكمل ، إلا معاه ..
أبونا يوسف