كارثة صحية جديدة على الأبواب

[Mary Naeem]

كارثة صحية جديدة على الأبواب

كشف الدكتور عبدالرحمن حامد، رئيس وحدة الإدمان بمستشفى العباسية للصحة النفسية، عن كارثة صحية جديدة تحصد أرواح المئات، تتجلى في انتشار مخدر الفودو بين الصغار والمراهقين، مؤكدًا أن تلك المادة تم إدراجها كمؤثرة فى الحالة النفسية وفق القرار الوزاري رقم 691 لسنة 2014 بوزارة الصحة، ورغم ذلك تباع بمحال العطارة.

عطور مخدرة
وقال «حماد» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، إن سبب التسمية «الفودو» يرجع إلى التيمن بديانة في الكاريبي وأفريقيا تقدس السحر، لافتًا إلى أن المخدر يباع في أكياس بألوان متعددة على أنه «عطور»، لكنه غير صالح للاستخدام.

وأضاف أن «الفودو» ينتمى لنفس عائلة مخدري الماريجوانا والحشيش، إلا أنه يزيد خطورة عليهم بسبب حقنه بمواد "الأتروبين" و"الهيوسين" و"الهيوسامين"، وهي المواد التي تخدر الجهاز العصبي وتتحكم به لتفقد الجسم اتزانه، ويتم حقن الأعشاب بهذه المواد وهي في التربة.

أكياس المخدر
وذكر أنه يباع في مصر على شكل أكياس تحتوي على 3 مليجرامات من المخدر، وتتنوع الألوان بين الأسود والأخضر والأصفر بحسب بلد المنشأ، ويتراوح سعر الكيس الواحد بين 250 و350 جنيهًا، كما يلاحظ تدوين جملة "غير صالحة للاستخدام الآدمي" على بعض الأكياس، والتي في الأغلب يكون مصدرها الولايات المتحدة الأمريكية.

تأثيراته
وأكد أنها تؤثر تأثيرا مباشرا على الجهاز العصبي المركزي، وتؤثر فى القشرة المخية، والتي يوجد فيها مراكز التفكر، والتذكر، والحكم على الأمور، فتؤثر فى الوظائف المعرفية وتسبب لها تدهورا سريعا، بمعدل أسرع من الحشيش والبانجو والمارايجوانا.

وأوضح أن كل تقارير الهيئات الدولية المعنية بمشكلة المخدرات مثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومثل الهيئة الدولية للرقابة على المخدرات منذ نحو ٣ سنوات ماضية، وتنبه على زيادة الطلب على المخدرات المصنعة مثل الأمفيتامين- الميث أمفيتامين - الكبتاجون - الترامادول - الفودو- السبايسي.

وكشف عن خطورة هذه المواد عن المخدرات التقليدية بسبب رخصها- سهولة تصنيعها- تعددها- صعوبة التعرف عليها أو كشفها سواء عن طريق أجهزة الكشف في المطارات والجمارك أو وسائل التحاليل الطبية للكشف عن المخدرات.

دراسات وأبحاث
وكشف عن الأخطر من ذلك هو عدم وجود دراسات وأبحاث حول هذه المواد مما يصعب علاجها أو التنبؤ بمخاطرها ولخطورة هذه المواد قامت بلدية نيويورك منذ أيام بمنع تداولها، بسبب الحوادث التي تسببت فيها، فلقد تسببت في بعض حوادث الوفاة، وتزايد معدل الجرائم والأمراض النفسية والعنف.

قرار وزارى
وفي مصر صدر القرار الوزاري رقم 691 لسنة 2014 الخاص بإضافة بعض المواد ذات التأثير على الحالة النفسية والمعروفة إعلاميًا بــ "الفودو- سبايسي- ماريجوانا" إلى القسم الثاني من الجدول رقم 1 الملحق بقانون المخدرات رقم 182 لسنة 1960 الخاص بمكافحة المخدرات وتنظيم استعمالها والاتجار فيها، وبهذا القرار، يتم تجريم الاتجار في هذه المواد طبقًا لأحكام القانون المشار إليه وذلك بعد ورود توصية في هذا الشأن من إدارة المراقبة على المخدرات بالإدارة المركزية للشئون الصيدلية.

وأشار رئيس وحدة الإدمان إلى أن هناك بعض الحالات بدأت تتردد على العيادة بالمستشفي العباسية بسبب تعاطي الفودو، حيث تابع حالة شاب صغير قام بالاعتداء على أبيه بالسكين محاولا قتله وهو نائم، تحت تأثير هذه المادة والحشيش رغم صغر سنه.

وكشف عن كارثة أخرى، وهى زيادة خطورة هذه المادة في صغار السن، وفي حالة تعاطيها في سن مبكرة، وبكميات أكبر، مما يسبب تدهورا كبيرا في الوظائف المعرفية كالتذكر والتفكير والتركيز، والقدرة على حل المشكلات، والتفكير التجريدي.



فيتو