24 - 10 - 2015, 10:14 AM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
العظة علي الجبل .. احترزوا من الأنبياء الكذبة.." مت 7 : 15 " (2)
بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : قداسة البابا شنودة الثالث ١٧ أكتوبر ٢٠١٥
في ثياب الحملان تقدم إلي أبشالوم كمعين يوصله إلي الملك. قدم له النصيحة الأولي علي لسان أخيتوفل في الدخول إلي سراري لأنه إذ يصبح بذلك مكروها من أبيه يتشدد معاونوه كأنه قطع عليهم خط الرجعة 2صم16:21-23وكانت المشورة الثانية علي لسان أخيتوفل أيضا في اختيار أثني عشر ألف رجل لينقض علي أبيه وهو متعب ومترخي اليدين فيهرب الشعب ويضرب داود وحده2صم17:2,1ولم يسمح الرب بتنفيذ تلك الخطة بسبب صلاة داودحمق يارب مشورة أخيتوفل2صم1:22.
كان أخيتوفل في ثياب الحملان بالنسبة إلي أبشالوم يحقق له رغبته في الوصول علي عرش المملكة وكان من الذئاب الخاطفة إذ يساعد أبشالوم علي قتل أبيه..
وهكذا يفعل الشيطان أيضا في تحقيق كل لذه خاطئة.
كل لذة ضد العفة وكل لذة في جمع المال ومحبته كما فعل مع الغني الغبيلو12:16-20إذ قدم له ذلك الفكر في بناء مخازن أوسع يجمع فيها مدخراته ويقول لنفسه:يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة استريحي واشربي وافرحي…
وفي ثياب الحملان يقدم الشيطان لكل حاكم اللذة في استخدام السلطة والحكم بتنفيذ مشيئته بينما يكون ذئبا يخطف منه محبة الشعب.
وفي ثياب الحملان يفتح الشيطان أمام الناس الباب الواسع الذي يؤدي إلي الهلاك ويبعدهم عن الباب الضيق المؤدي إلي الحياة مت7:14,13حنو في الظاهر ولكن يختطف منهم الملكوت!!هكذا إن بدأوا الصوم يلقي عليهم محاضرات في البروتينات والأحماض الأساسية وحاجة الجسد الماسة إلي الغذاء وكيف أن الجسد هو أمانة في أيدينا وأنه مهمة وينبغي أن نقوته ونربيه حسب قول الرسولأف5:29كذلك بنفس الأسلوب ينصح بعدم التعب في السهر والصلاة وفي الخدمة
وبثياب الحملان يحاول أن نتخلص من الناموس والوصايا,لأننا تحت النعمة لا تحت الناموسرو6:14وأننا في حرية مجد أولاد اللهرو8:21.
بينما حرية مجد أولاد الله سوف لاننالها هنا في هذا الجسد المادي بل في العالم الآخر عندمانعتق من عبودية الفسادرو8:21والحرية الحقيقية ليست هي التحرر من الوصية بل هي التحرر من الخطية كذلك فإن النعمة لاتتعارض مع الناموس بل هي تساعدنا علي طاعة الناموس والوصايا…لأن غاية الناموس هي المسيح للربرو10:4والسيد المسيح أعلن أنه لم يأت لكي ينقض الناموس والوصايا ولا حرفا واحدا منه ولانقطة واحدةمت5:18,17.
إن الحرية كلمة جميلة ولكن حذار أن تقودنا إلي التسيب!
فالذين- باسم الحرية- يدعون إلي التسيب من الحرية هم ذئاب خاطفة والحرية عندهم هي نوع من ثياب الحملان.
وباسم الحرية,وبنفس ثياب الحملان يتظاهرون بالدفاع عن المرأة فيقولون لماذا تحرم المرأة من بعض بركات الكنيسة لأسباب جسدية خلال أيام معينة من الشهر؟وما ذنبها؟والجسد طبيعته هكذا!!بل في بعض بلاد الغرب في مظهر من ثياب الحملان يسمحون بالكهنوت للمرأة دون أن يسندهم أي نص من الكتاب ,ولاشيء من التاريخ والتقاليد!!لهذا كله ولغيره يقول الرب:احترزوا من الأنبياء الكذبة.
احترزوا.
أي احترسوا خذوا حرصكم لاتكونوا من البساطة بحيث تصدقون كل ما يقوله هؤلاء.إن عبارةالمحبة تصدق كل شيء1كو13:7تنطبق علي محبتها لله التي تجعلنا نصدق كل مواعيده لنا أما من جهة الناس فإن الرسول يقول لاتصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلي العالمايو4:1بل الرب نفسه يقول:
انظروا لايضلكم أحدمت24:4مر13:5.
كونوا حكماء مت10:16الحكيم عيناه في رأسه أما الجاهل فيسلك في الظلامجا2:14ويقول الرب أيضا ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب احذروا من الناس مت10:17,16احذروا من التعليم الخاطيء.
إن عبارة أنبياء كذبةيمكن أن تنطبق أيضا علي المعلمين الكذبة.
وهكذا يقول لنا القديس يوحنا الحبيب:إن كان أحد يأتيكم ولايجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولاتقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة2يو11,10.
واحد من شهود يهوه يدخل إلي بيتك بثياب الحملان لكي يفتح الكتاب بحجة دراسة كلمة الله معا فلا تقبله في البيت ولاتسمع منه تعليما فترجمة الكتاب التي بين يديه قد حرفوا فيها الكثير من الآيات لتتفق مع عقائدهم..
إن قال لككلنا واحد في المسيح فلا تصدقه لأن اعتقاده في المسيح ليس هو اعتقادنا بل يعتقد أن المسيح هو الملاك ميخائيل!!
وبعض هؤلاء الأنبياء الكذبة!!أعني المعلمين الكذبة يقدمون تفسيرات جديدة للكتاب المقدس مغايرة تماما للمعروف والمألوف.
ليظهروا بذلك أنهم أكثر علما من السابقين متهمين إياهم بالخطأ وبذلك يشككون في كثير من المسلمات مدعين فيما يبتدعونه من أفكار جديدة أنهم أكثر علما وفهما!!,وربما في كل ذلك يقدمون ترجمات أخري للكتاب قائلين إنها أكثر موافقة للأصل العبري للعهد القديم أو للأصل اليوناني للعهد الجديد بينما هم ليسوا علماء في إحدي هاتين اللغتين لكنهم ينقلون عن كتب أجنبية غربية ويريدون إدخالها في مفهومنا الأرثوذكسي فاحذروا هؤلاء أيضا ولاتصدقوا كل فكر جديد يحطم فيكم مفهوما قديما ثابتا.
احذروا أيضا الذين يدعون أنهم يأتونكم برسالات من الروح القدس!
أولا:كيف تضمن أن هؤلاء لهم صلة بروح الله القدوس وأنهم يتلقون من الروح رسائل لأفراد معينين ورسائل عامة لكل الجماعة مما يمكن أن نسميه بالوحي الإلهي وقد يقدم لك أحد هؤلاء رسالة مفرحة لك فتطمئن إليه وتثق به ثم يتولي قيادتك برسائله فاحذر هؤلاء..
هوذا الرسول يقول إنالله كلم الآباء بالأنبياء قديماعب1:1فهل تأتيك برسالة من الروح هي واحدة من الأنبياء؟احذر..
ومن الأنبياء الكذبة من يأتونك برؤي وأحلام تقود حياتك!
فيقول لك أحدهم لقد رأيت لك رؤيا..أو يكونحالما حلماحسب تعبير الكتابتث13:1فاحذر أن تتولي قيادتك أمثال هذه الرؤي والأحلام لأنك لا تضمن أنها صادرة من الله وما أكثر الرؤي والأحلام الكاذبة التي ضللت كثيرين وفي بستان الرهبان أمثلة عديدة لها..
كذلك فإن بعض الأنبياء الكذبة الذين يأتون في ثياب الحملان يأتون بمساعدات مادية لجذب المحتاجين.
احذروا هؤلاء أيضا,إن كان من وراء معوناتهم قيادة الفقراء إلي اجتماعاتهم الخاصة وبالتالي تعليمهم عقائد غير عقيدة كنيستهم.
وبعضهم -غير المساعدات المادية- يقدم كتبا ونبذات مجانية ربما بعناوين لاتثير الشبهة إطلاقا لكنها من الداخل ذئاب خاطفة!
|