المحتوى الكامل في حده الاقصي
المحتوى الكامل في حده الاقصي
" لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ"
(كولوسي 19:1).
(لأن مسرة الآب أن يحل كل الملء في المسيح يسوع) (شرح)
إن كلمة "الملء" المستخدمة أعلاه هي في اليونانية "pleroma"، وهي تعني الحد الأقصى، أو المحتوى الكامل والنهائي لإناء! وهي تعني أنه يجب أن يكون في الإناء كل شئ في تمامه وكامل قدره؛ أي المحتوى الكامل في حده الأقصى. وهكذا، فيكون الإناء قد مُلء بأقصى حمولة من كل شئ يجب أن يكون فيه. إذ يُمكنك أن تحصل على أقصى حمولة ولكن ليس كل شئ منه. وبعبارة أخرى، قد تحمل من أمورٍ معينة أكثر من أمورٍ أخرى يجب أن تكون في محتوى الإناء. ولكن "pleroma" تعني كل ما هو مطلوب بالكامل وفي سعته القصوى.
إن رغبة الله لنا أن نكون مملوئين بأقصى حمولة له. فقال " لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ. " فعندما تحدثنا عن الرب يسوع، يقول في كولوسي 19:1 " لأن مسرة الآب أن يحل كل الملء في المسيح يسوع." لقد سُر الآب أن يحل في يسوع، كل الـ "pleroma" – وبعبارة أخرى، فعندما ترى يسوع، فأنت ترى ملء اللاهوت. وهذا يعني أن كل ما هو الآب ولديه، هو في يسوع؛ وكل ما هو الروح القدس وما عند الروح القدس، هو في يسوع. فهو المُعبر عن ملء اللاهوت، وبَهاء (تألق) مجد الآب؛ والصورة المُعبرة عن شخص الله (رسم جوهر الله).
فلا عجب أن كان ليسوع الجرآة ليقول "... اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ." (يوحنا 9:14)؛ وقال أيضاً "... أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ." (يوحنا 11:14). ثم قال في يوحنا 30:10 "َأنَا وَالآبُ وَاحِدٌ."والآن، إن الأمر الجميل في كل هذا أنه عندما ننظر إلى يسوع، فإننا نرى ونعرف من نحن، "... لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هذَا الْعَالَمِ، هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا." (1يوحنا 17:4).وهكذا فكما أن يسوع – المُعبر عن ملء اللاهوت، وبهاء مجد الآب، والصورة المُعبرة عن شخص الله (رسم جوهره) – في ملء الـ "pleroma" لله، هكذا نحن أيضاً. فأنت مملوء بالحمولة القصوى لله! ولن يكون هناك أعظم، وأمجد، وأسمى مما أنت عليه بالفعل الآن.
فلا عجب أن يقول الكتاب المقدس " وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ (وأنتم كاملين فيه)، الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ." (كولوسي 10:2). وكل ما تحتاجه في الحياة هو في داخلك، لأن الله يحيا فيك. وبغض النظر عن ما تُريده، سواء كان شفاء، وقوة، وإزدهار – كل ما هو ضروري للخير، والنصح والحياة الناجحة – هو في داخلك! " كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ،" (2بطرس 3:1).
إقرار إيمان
أنا ممتلئ بملء الله، ومُحمل بكل القوة، والمجد، والقدرة، والنعمة الإلهية! فأنا شريك طبيعة - الله، وملء اللاهوت يسكن في روحي ويظهر بطريقة فريدة ومُعبرة اليوم من خلالي.