تأملات وقراءات فى سفر عاموس
الإصحاح الأول
مقدمة
سفر عاموس من أسفار الأنبياء الصغار الذين هم 12 نبى ومعنى أنهم أنبياء صغار أو كلمة نبى صغير , وليس معناها أنه نبى صغير فى السن ولكن معناه أن النبوة التى كتبها نبوة صغيرة تمييزا عن الأنبياء الكبار الذين كتبوا نبوات كبيرة زى أشعياء وأرميا وحزقيال , لكن أسموهم بالأنبياء الصغار لأن الكتابة التى كتبوها عدد إصحاحاتها قليلة ولكن هم ليسوا صغار فى السن ولا صغار فى المقام , والإثنى عشر نبى جمعوهم اليهود فى كتاب واحد أو بيعتبروهم جزء واحد من أجزاء العهد القديم وكما نعلم أن أسفار موسى الخمسة هى جزء والأسفار التاريخية مثل صموئيل والملوك وهم بيعتبروهم جزء تانى , وفى أسفار شعرية زى مزامير داود وزى أيوب , وبعدين الأنبياء الكبار جزء وبعدين الأنبياء الصغار وهذه هى تقسيمة العهد القديم ,بالإضافة للأسفار القانونية الثانية وهى جزء آخر , وكلمة نبى مدلولها فى العهد القديم أصلا من الكلمة التى تعطينا نبأ أو خبر , يعنى نبى من نبأ أو خبر لأن النبى ده كان وظيفته أنه يخبر وأتقالت باللغة اليونانية بروفيتيس يعنى من ينادى بوحى الله أو من يعلن وحى الله , فكلمة نبى أى هو الذى يعطى النبأ أو يخبر بما يقوله الله للبشر لأن بعض الناس بتفتكر أن أرتباط كلمة نبى بأن هو الذى يقول حاجات عن المستقبل لكن لأ لأن وظيفة النبى أصلا فى أنه يعلن ما يقوله الله للإنسان أو يخبر بما يقوله الله للإنسان , وكلمة الواعظ أو الوعظ هى عمل النبى أنه بيعلن ما يقوله الله للبشرية أو للناس وعلى مر الأزمنة فى التاريخ ومعاملات شعب الله بنشوف أن فى أنبياء ظهروا , منهم الأنبياء اللى كتبوا نبوات ومنهم اللى كتبوا رسائل وعبّروا عما يقوله الله بالكتابة , وفى أنبياء أعلنوا ما يقوله الله بحياتهم مثل إيليا النبى الذى لم يكتب أى سفر لكن كان له عمل النبى أنه يخبر الناس بما يقوله الله , والله لما أختار شعبه وأسس مملكة إسرائيل من الإثنى عشر سبطا اللى هم أولاد يعقوب , وهذه المملكة ظهرت فى أوج وعظم مجدها فى أيام داود الملك الذى أيضا كان نبى فى نفس الوقت وبعدين داود أعطى المملكة لأبنه سليمان الذى قد قضى فترة مع ربنا وقضى فترة أخرى بعيد عن ربنا ولأنه لم يسر بإستقامة قلب أمام الله فربنا قال له أن مملكتك حاتتقسم لكن مش فى زمنك لأجل الوعد الذى أعطيته لداود أبوك لكن فى زمن أبنك وهذا اللى فعلا أن بعد سليمان جاء أبنه رحبعام وأتقسمت المملكة لنصفين , عشرة أسباط أخذوا الجزء الشمالى من أرض الموعد وكونوا مملكة إسرائيل وكانت عاصمة إسرائيل السامرة وهذا كان بقيادة واحد أسمه يربعام الأول أو يربعام أبن ناباط , وهو الذى قاد حركة الإنفصال وكون المملكة الشمالية وعاصمتها السامرة كما ذكرت , بينما المملكة الجنوبية ظلت تابعة لبيت يهوذا أو لأسرة داود النبى والملك وكان فيهم سبطين وهما سبط يهوذا وسبط بنيامين , وكانت عاصمتهم أورشليم , وكان الهيكل فى أورشليم , وكان من المفروض أن شعب الله بيتجمع من كل مكان هو فيه أو فى أورشليم ثلاثة مرات فى السنة لكى يسجد فى الهيكل فى 1- عيد الفصح 2- عيد الخمسين 3- عيد المظال , ويربعام شعر أن العشرة أسباط اللى معاه فى المملكة الشمالية لو نزلوا لأورشليم علشان يسجدوا فى الهيكل أنهم سيحنوا لملك مملكة يهوذا ويحنوا أنهم يرجعوا ويصبحوا مملكة واحدة من جديد فعلشان يمنع هذه الحكاية قال لهم لأ أحنا حانعمل فى بيت أيل مذبح لربنا ونضع تمثال لربنا ومفيش داعى أنكم تنزلوا لأورشليم وأنا سأعمل كهنة وأسماهم كهنة مرتفعات ومفيش داعى للنزول إلى أورشليم , أحنا بنعبد يهوه لكن حانعبده فى بيت أيل , وهى كانت حركة سياسية خبيثة علشان يظل محتفظا بمملكته منفصلة , لكن هذه الحركة قادت الشعب من عبادة الله الحقيقى إلى عبادة الأصنام , وظل هذا الكلام سارى لحد ماجاء وقت من الأوقات كانت مملكة إسرائيل بعدت كلية عن معرفة الله , وكان ليهم شكل للحياة الدينية لكن ماكانش ليهم جوهر فى الحياة الروحية , وربنا كان سيسلم الشعب الذى لم يستطيع أن يثبت فى وعوده وفى معرفته للسبى وللتأديب , وكانت خطة ربنا أن المملكة الشمالية سيسلمها ليد مجموعة أسمهم الآشوريين , الذين سيبيدوا مملكة إسرائيل , والمملكة الجنوبية ربنا سيسلمها لسبى بابل أو لنبوخذنصّر , لكن ربنا لم يسلمهم للسبى كده مباشرة , ربنا أتعامل معاهم معاملات كثيرة فأبتدأ يبعث لهم أنبياء يحذروهم من خطورة الوضع اللى هم فيه سواء فى المملكة الشمالية أو مملكة إسرائيل أو فى المملكة الجنوبية اللى مملكة يهوذا علشان كده سفر عاموس وسفر هوشع(الذى سنتأمل فيه تباعا) بيمثلوا نقطة فى تاريخ شعب إسرائيل خطيرة جدا وهى نفس النقطة المهمة فى حياتنا وهى نقطة ما قبل التأديب لأنهم (عاموس وهوشع) أتكلموا تقريبا فى نفس الوقت , أو الوقت اللى كان ربنا لسة بيفكر أنه يعد الشعب للتأديب والسبى تحت يد آشور , لكن ربنا لم يفعل ذلك على طول لكن هو أبتدأ بيعث فى إنذارات ويكشف لهم الخطية ويقول لهم أنتم ماشيين غلط وأن طريقكم مش صح ولذلك أرسل مجموعة أنبياء يكلموا المملكة الشمالية , ومجموعة أنبياء يكلموا المملكة الجنوبية , وكان من ضمن هؤلاء الأنبياء وكان أول نبى أبتدأ يتكلم من الأنبياء الصغار كان هو عاموس النبى وتنبأ بنبوته سنة 760 قبل الميلاد وكان داود قبله ب 250 سنة وكان قد مر على تاريخ إنقسام المملكتين 150 سنة , ولكن العجيب أن الوقت اللى ظهر فيه عاموس يتكلم , وعاموس كان قبل هوشع , وعاموس لحق جزء من حياة أشعياء , يعنى الترتيب الزمنى والتاريخى هو أشعياء ثم عاموس ثم هوشع , وكما قلت العجيب أن الوقت اللى ظهر فيه عاموس بيحدده عاموس نفسه أنه فى أيام عزيا ملك يهوذا وفى أيام يربعام أبن يوآش ملك إسرائيل , ويربعام هذا بنطلق عليه يربعام الثانى تمييزا له عن يربعام الأول اللى كان قبله ب 150 سنة , إذا يربعام الأول عمل حركة الإنفصال , لكن يربعام الثانى أستطاع أن يصنع مجد عالمى لشعب إسرائيل أو لمملكة إسرائيل , يعنى كان فى الوقت اللى أتكلم فيه عاموس ماكانش فى أى حد ممكن يتخيل أبدا الكلام اللى بيقوله عاموس طيب ليه ؟ لأن مملكة إسرائيل كانت فى أوج عظمة مجدها , ويربعام الثانى كان قائد حربى كويس قام بفتح بلاد كثيرة وأسترد أراضى كثيرة وجعل المملكة غنية لأن كان فى هذا الوقت من الجهة السياسية , ومن دراستنا لسفر الملوك نعرف أن كان فى أعداء لمملكة إسرائيل بيتعبوها دائما وهم الآراميين أو مملكة آرام اللى هم سوريا فى الوقت الحالى , والآراميين كانوا تاعبين شعب إسرائيل وكانوا بيذلوا شعب أسرائيل , لكن فى وقت يربعام كانت مملكة آشور أبتدأت تظهر وراحت ضاربة الآراميين , وبالتالى خف الضغط على مملكة إسرائيل فبدأت تشم أنفاسها , سياسيا كان هذا هو الوضع الحربى أن آشور ضربت آرام فخفت عن إسرائيل , فأفتكروا أن هذا مكسب ليهم لكن فى واقع الأمر ده كان تخطيط لأشور أنها تأكل سوريا وبعدين تأكل إسرائيل وهى فى طريقها لأرض مصر وهذا فعلا ما فعلته علشان توصل لمصر كانت لازم تاكل سوريا أو الآراميين وبعدين تأكل مملكة إسرائيل وبعدين توصل لمصر , وتاريخيا أن ملك آشور وهو آشور بنيبال هو الذى أنهى الحضارة الفرعونية وحطم مصر يعد ماحطم إسرائيل وآرام من قبلها , لكن هم لم يفهموا هذا الوضع , وما صدقوا أن آرام أنزاحت عنهم وضعفت وأنهزمت فأبتدأوا يشموا نفسهم وأفتكروا أن الموضوع خلص خلاص وأنتهى على كده , يعنى كانوا سياسيا وحربيا مستقرين , أما إقتصاديا فهذه كانت أغنى فترة فى تاريخ مملكة إسرائيل يعنى كان معاهم فلوس كثيرة جدا طيب ليه ؟ لأن يربعام الثانى عمل فكرة جديدة , وكلنا نعرف أن فى الأول كل اليهود لا يعرفون أن يعملوا شىء سوى أن يزرعوا أرض كنعان ويأكلوا من ثمرها , فيربعام أخترع فكرة التجارة فأبتدأوا يسافروا ويتاجروا ويربحوا وعملوا أموال طائلة , فكان معظم الناس مستواهم المادى مرتفع جدا , ولكن فى نفس الوقت اللى كان فيه غنى فاحش كان فى فقر مدقع لأن الناس التى ظلت فلاحين ومرتبطة بالأرض كانوا فقراء جدا جدا جدا , فمجتمع المملكة الإسرائلية أنقسم إلى طبقتين أغنياء وفقراء ونتيجة هذا الإنقسام كان الأغنياء بيأكلوا الفقراء , والفقراء ضاعوا بالظلم وضاعوا بالإقتصاد وضاعوا بالسرقة وضاعوا بالنهب , فشعروا أن فى فجوة كبيرة جدا بين الغنى الفاحش وبين الفقر المدقع لدرجة كما سنقرأ فى أقوال النبوة أن عاموس بيقول أن كل واحد أصبح له بيت صيفى وبيت شتوى وسراير من العاج وحرير وذهب فبيتكلم عن مظاهر الترفيه فهذا أنعكس أن عاموس يأتى ويقول لهم لو لم تتوبوا ربنا سيخرب إسرائيل فكان كلام عاموس غير مقبول طيب ليه؟ مين اللى حايخرب ده إحنا فى قمة مجدنا وفى قمة عظمتنا وقمة الغنى وقمة الإستقرار , وعلشان كده الناس لم تصدق عاموس لأنهم كانوا عايشين مستريحين جدا زى ما بيحصل اليومين دى , أن واحد بيكون فى قمة إستقراره وفى قمة غناه ومجده ويقولوا له ربنا قادم فيرد يقوا هو جاى فين ؟ ده كلام فاضى , وهذا ما حدث فعلا وهذه هى كانت الصعوبة اللى وجدها عاموس النبى , وطبعا هذا إنعكس على الحالة الدينية نتيجة أنه أصبح فى ناس معاهم فلوس , وأفتكروا أنهم ممكن كمان يشتروا ربنا , يعنى ممكن يتبرعوا بشوية فلوس ويشتروا شوية ذبائح ويشتروا ربنا بالمرة , يعنى أفتكروا أنهم ممكن يشتروا ربنا بالمال , وكانوا متدينين لكن تدينهم زى ما حانشوف كان تدين خاطىء جدا لأنهم أفتكروا أنهم كمان ممكن يشتروا ربنا , يعنى يدفعوا كام قرشين ويعملوا كام صلاة وأعطيه كام حاجة وزور بيته كام مرة والموضوع ينتهى , فأفتكروا كمان أنهم ممكن يشتروا ربنا بالمال أو بشوية الممارسات اللى بيمارسوها , فأبتدأ عاموس فى هذا الجو أو جو الإستقرار السياسى والحربى والغنى والمجد لكن فى ظلم طبقى موجود بينهم , ولكن أبتدأ يتكلم أو يرسل رسالة ربنا لهذا الشعب , وكلمة عاموس معناها حامل ثقل أو واحد حامل ثقل وهذا كان فعلا بيعبر عن الواقع أن عاموس كانت خطايا الشعب عليه ثقيلة جدا جدا , آخذا رمز للسيد المسيح حامل خطايا العالم وثقلها كله , ولذلك أرانا عاموس كما سنرى أن الله لا يطيق الخطية وأن الخطية حمل ثقيل جدا جدا جدا والله لا يحب الخطية بشدة وليس فقط فى شعب إسرائيل ولكن فى كل الشعوب فأبتدأ يقول :
الإصحاح الأول
1 أَقْوَالُ عَامُوسَ الَّذِي كَانَ بَيْنَ الرُّعَاةِ مِنْ تَقُوعَ الَّتِي رَآهَا عَنْ إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا وَفِي أَيَّامِ يَرُبْعَامَ بْنِ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَبْلَ الزَّلْزَلَةِ بِسَنَتَيْنِ. 2فَقَالَ: «إِنَّ الرَّبَّ يُزَمْجِرُ مِنْ صِهْيَوْنَ وَيُعْطِي صَوْتَهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ فَتَنُوحُ مَرَاعِي الرُّعَاةِ وَيَيْبَسُ رَأْسُ الْكَرْمَلِ».
دينونة الشعوب المجاورة لإسرائيل
3هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ دِمَشْقَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ دَاسُوا جِلْعَادَ بِنَوَارِجَ مِنْ حَدِيدٍ. 4فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى بَيْتِ حَزَائِيلَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ. 5وَأُكَسِّرُ مِغْلاَقَ دِمَشْقَ وَأَقْطَعُ السَّاكِنَ مِنْ بُقْعَةِ آوَنَ وَمَاسِكَ الْقَضِيبِ مِنْ بَيْتِ عَدْنٍ وَيُسْبَى شَعْبُ أَرَامَ إِلَى قِيرَ» قَالَ الرَّبُّ. 6هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ غَزَّةَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ سَبُوا سَبْياً كَامِلاً لِيُسَلِّمُوهُ إِلَى أَدُومَ. 7فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى سُورِ غَزَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. 8وَأَقْطَعُ السَّاكِنَ مِنْ أَشْدُودَ وَمَاسِكَ الْقَضِيبِ مِنْ أَشْقَلُونَ وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى عَقْرُونَ فَتَهْلِكُ بَقِيَّةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ» قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 9هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ صُورَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ سَلَّمُوا سَبْياً كَامِلاً إِلَى أَدُومَ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَهْدَ الإِخْوَةِ. 10فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى سُورِ صُورَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا». 11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ أَدُومَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ لأَنَّهُ تَبِعَ بِالسَّيْفِ أَخَاهُ وَأَفْسَدَ مَرَاحِمَهُ وَغضَبُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَفْتَرِسُ وَسَخَطُهُ يَحْفَظُهُ إِلَى الأَبَدِ. 12فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى تَيْمَانَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بُصْرَةَ». 13هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ بَنِي عَمُّونَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ شَقُّوا حَوَامِلَ جِلْعَادَ لِيُوَسِّعُوا تُخُومَهُمْ. 14فَأُضْرِمُ نَاراً عَلَى سُورِ رَبَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. بِجَلَبَةٍ فِي يَوْمِ الْقِتَالِ بِنَوْءٍ فِي يَوْمِ الزَّوْبَعَةِ. 15وَيَمْضِي مَلِكُهُمْ إِلَى السَّبْيِ هُوَ وَرُؤَسَاؤُهُ جَمِيعاً» قَالَ الرَّبُّ.
1* 1 أَقْوَالُ عَامُوسَ الَّذِي كَانَ بَيْنَ الرُّعَاةِ مِنْ تَقُوعَ الَّتِي رَآهَا عَنْ إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا وَفِي أَيَّامِ يَرُبْعَامَ بْنِ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَبْلَ الزَّلْزَلَةِ بِسَنَتَيْنِ. بيقول هنا أقوال التى , هل هذا الكلام يمشى ؟ لأنه كان المفروض يقول الأقوال التى قالها أو التى سمعها , لكنه بيقول أقوال التى رآها , فهل تفرق رآها عن سمعها أو قالها ؟ طيب رأى يعنى أيه؟ أكيد يعنى حاجة شايفها أمامه يعنى هذا شىء أكيد حايحصل لأنه عارف أن الناس لن تصدق الكلام من قمة مجدهم وغناهم ورفاهيتهم , فييجى ويقول لهم أن فى خراب ودمار قادمين , وطبعا محدش حايصدقه , ولذلك هو قال أن الكلام اللى أنا بأقوله أنا شفته يعنى متأكد منه والكلام ملموس , وهو هنا بيعرّف نفسه أنه كان بين الرعاة بمعنى أنه إنسان بسيط جدا ولا هو من مدرسة الأنبياء ولا هو من الكهنة ولا هو من الملوك ولا أى حاجة بل هو مجرد راعى غلبان والكلمة العبرية التى تقابل الرعاة لا تعنى أنه ليس بأى راعى بل راعى لأنواع معينة من الحملان أو الخرفان التى لها صوف غزير وليس لها لحم كثير لأنه هناك أنواع من الغنم تعطى صوف كثيف ولكن لا تعطى لحم , فهو كان من هؤلاء الرعاة الذين يرعون هذا النوع من الحملان , وكان بياخد صوف هذه الأغنام بعد ما يقوم بجذه وينزل إلى الأسواق يبيعها , وبيقول أنه من بلد أسمها تقوع , وهى تقع جنوب أورشليم وتبعد عن أورشليم حوالى 12 ميل يعنى حوالى 15 كيلو , يعنى لو ركزنا شوية فى الكلام هذا , يعنى عاموس جاى من المملكة الجنوبية أو مملكة يهوذا ولكن نبوته ستختص بالمملكة الشمالية , يعنى ترك الجنوب وذهب للشمال , وبيقول التى رآها عن إسرائيل أو المملكة الشمالية لأن المملكة الجنوبية بيطلق عليها مملكة يهوذا , وبعدين بيقول فى أيام عزيا ملك يهوذا , وهنا نلاحظ أنه ذكر ملك يهوذا قبل ملك إسرائيل , لأن ملك يهوذا هو الملك الشرعى الذى أختاره ربنا , لأن ربنا لم يحبذ فكرة إنقسام المملكة , وبيؤرخ نبوته بأنها قبل الزلزلة بسنتين , وهذه الزلزلة الشديدة حدثت وهو كتب أقواله هذه قبل حدوث الزلزلة بسنتين ولما حدثت الزلزلة ثبت أقواله فى كتاب وكتبها , وهذه الزلزلة حادثة مشهورة وبنشوف تفاصيلها فى سفر زكريا , فأبتدأ رسالته .
2*2فَقَالَ: «إِنَّ الرَّبَّ يُزَمْجِرُ مِنْ صِهْيَوْنَ وَيُعْطِي صَوْتَهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ فَتَنُوحُ مَرَاعِي الرُّعَاةِ وَيَيْبَسُ رَأْسُ الْكَرْمَلِ». وجبل الكرمل هذا جبل شهير جدا فى المملكة الشمالية وهو جبل مشهور بإرتفاعه وبخصبه وأن كله مزروع وفيه كهوف كثيرة , وكلنا نعرف إن إيليا النبى أختبأ فى جبل الكرمل هذا لأن إيليا كان نبى للمملكة الشمالية , فأبتدأ عاموس بصوت زمجرة الأسد , وهذا يعطينا أن حياة عاموس كانت تتلخص فى كلمتين فترة بيعيشها فى البرارى فى الجبل بيرعى أغنامه , وكانت هذه البرارى مشهورة بوجود الأسود فيها , والفترة الثانية التى كان يعيشها من حياته أنه كان بينزل الأسواق يبيع صوف أغنامه ولذلك كان حساس جدا للطبيعة لأنه كان بيقعد فى أوقات كثيرة فى البرارى يرعى الغنم ولذلك كان حساس جدا للطبيعة , فهو بيفتكر كده وهو قاعد وبيسمع صوت زمجرة الأسد , وأول ما يسمع زمجرة الأسد بينظر لقطيعه من الأغنام فيجد خوف ورعب باين على القطيع , فهذه البرارى مشهورة بالأسود , وهنا عاموس عايز يقول أن الأسد لما زمجر فالحمل أو الخروف اللى كان آمن أو فى آمان حايبتدى يخاف وينزعج , طيب مين هو الحمل الآمن ؟ طبعا هو إسرائيل لأن كان عندهم أموال وإستقرار سياسى وإستقرار حربى وإستقرار إقتصادى , كان حمل أو خروف قاعد مطمئن جدا , لكن بيقول لهم حاييجى ليكم الوقت الل حاتسمعوا فيه زمجرة الأسد والكل حايخاف لأن زمجرة الأسد تعنى غضب الأسد وتعنى شدة الأسد وأنه يريد الإفتراس وبإستمرار عاموس لما بيتكلم عن زمجرة الأسد يعنى بهذا الأسد شخص الله , حتى أن السيد المسيح مكتوب عنه أنه الأسد الذى خرج من سبط يهوذا , وعاموس عايز يقول فى زمجرة الرب يخرج من صهيون وصهيون تابعة لمملكة يهوذا الجنوبية التى بها الهيكل والتى فيها أورشليم , فأن الله يزمجر من قدسه ويعطى صوته من أورشليم , فتنوح مراعى الرعاة , لأن كل الرعاة أغنامهم ستؤكل , وييبس الكرمل يعنى عايز يقول أن كل الغنى والمجد والإطمئنان اللى عندكم هذا هو إطمئنان كاذب وغنى كاذب , وآه لما بيبقى الإنسان عنده أمان وإطمئنان كاذب , مطمئن أن معاه أشخاص معينين ومعاه أموال ومعاه وظيفة ومعاه شوية ممتلكات ومعاه شوية إتصالات ويبقى مطمئن أن أموره ماشية تمام لأن عنده الحاجات دى , فيقول له لأ هذا إطمئنان كاذب لأن ليس معك الأسد الخرج من سبط يهوذا , هو ربنا أرسله برسالة للمملكة الشمالية فتحرك من تقوع فى جنوب أورشليم وطلع علشان يوصل الرسالة لكن يا ترى الناس حاتسمعه أزاى , فعاموس غير معروف على الإطلاق , راجل غلبان , راعى وزى ما حانشوف بعد شوية بيقول وظيفته أنه كان جانى جميز , يعنى راجل غلبان فقير فلو راح يكلم الناس محدش حايسمعه , يعنى لو راح لواحد وقاله تعالى حأقول لك كلمة , فحايقول له أمشى بعيد عنى , ولذلك قعد يفكر أزاى يجذب إنتباه شعب إسرائيل له , ويكلم الناس فين ؟ لو هو كاهن ولا هو من السبط الملوكى ولا هو عنده سلطان ولا أى حاجة , وهو كان عادته ياخد صوفه ويروح الأسواق , ويقف فى السوق , والسوق كما نعرف يإستمرار الإنسان يقدر يعرف أخبار العالم من خلال وجوده فى السوق لأن الناس فى السوق عمالة تتكلم تتكلم على طول مع بعضيها وتتكلم وتتكلم , وكان يقدر يعرف كل حاجة وأيضا يقدر ينشر أى حاجة عايز يقولها بسرعة فى السوق فابتدأ يوعظ فى السوق أو فى أسواق المملكة الشمالية ويتكلم بهذه الرسالة , ولكنه أبتدأ يتكلم بطريقة جذابة فيها حكمة علشان يجذب عدد كبير من السامعين أنهم يسمعوا له , وطبعا لو أبتدأ يتكلم على طول تجاه إسرائيل فى المملكة الشمالية لكان كلهم شتموه وقالوا له أمشى , لكنه أبتدأ الموضوع بطريقة عجيبة جدا لم يذكر سيرة إسرائيل خالص إلا فى الآخر وقال لهم تعالوا أسمعوا ده أنا عندى أخبار جديدة حأقولها ليكم , أيه هى هذه الأخبار؟ فأبتدأ يحكيها .....
3* حتى 5* 3هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ دِمَشْقَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ دَاسُوا جِلْعَادَ بِنَوَارِجَ مِنْ حَدِيدٍ. 4فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى بَيْتِ حَزَائِيلَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ. 5وَأُكَسِّرُ مِغْلاَقَ دِمَشْقَ وَأَقْطَعُ السَّاكِنَ مِنْ بُقْعَةِ آوَنَ وَمَاسِكَ الْقَضِيبِ مِنْ بَيْتِ عَدْنٍ وَيُسْبَى شَعْبُ أَرَامَ إِلَى قِيرَ» قَالَ الرَّبُّ. هو هنا أبتدأ يتكلم عن 7 ممالك وأبتدأ بترتيب لطيف يقدر يشد أنتباه الناس إليه , وكما ذكرنا أن ألد أعداء شعب إسرائيل كانت آرام أو الآراميين اللى هم دمشق , فقال لهم تعالوا أنا حأقول لكم خبر حلو قوى أن ربنا سيؤدب دمشق جدا , والإسرائيليين عندهم فكرة أنهم شعب الله وأن الله بيعتنى بيهم , وإن هم الشعب المختار , وطبعا لما حايتكلم عن دمشق فأكيد الناس كلها ستعطى آذانها له لأنه بيتكلم عن خراب لدمشق , ودى حاجة تبسط شعب إسرائيل , ويقولوا شوف أهو ربنا بينتقم لنا من أعدائنا , حاينتقم من اللى أذلونا , من اللى ضايقونا , فبيبتدى يتكلم عن أعداء إسرائيل ونقمة ربنا من أعداء إسرائيل , فتبتدى الناس تتجمع , وبعدين يروح واخد بلد تانية من أعداء إسرائيل زى ما حانشوف , فتبتدى ناس تانية أكثر تتجمع , ويتكلم عن بلد تالتة وكل ما الناس تسمع , تقول أن الكلام اللى بيقوله عاموس كلام صح لأن ربنا فعلا بتاعنا بينتقم من كل الشعوب اللى أذلتنا وضايقتنا , وأبتدأ من هذه النقطة يدخل لحد ما يوصل فى الآخر لذنوب مملكة إسرائيل , وأبتدأ هنا يتكلم عن دينونة دمشق , وهنا بيعلن الله على فم عاموس بصفة عامة أن الله لا يطيق الخطية , وليس فى شعبه فقط بل فى كل شعوب العالم , وأن الله بيهتم بالكل , والله يريد قداسة الكل , وعلشان كده غضبه ودينونته على كل من يفعل الخطية , فأبتدأ يتكلم عن مملكة آرام , وكانت خطية حزائيل لو رجعنا لسفر الملوك أن حزائيل كان إنسان معتد بذاته ولدرجة أن هم عملوا عمل شديد جدا , وجلعاد كانت تابعة لإسرائيل , ويقول أنهم داسوا على الناس بنوارج من حديد , فقال الناس آه فعلا أنهم فعلوا بنا هكذا علشان كده ربنا بينتقم منهم , وبنهدد هو أبن حزائيل , ومغلاق دمشق أو الحديد الذى على أبواب دمشق أو حصونهم , وبقعة آون هى حاليا سهل البقاع فى لبنان , وماسك القضيب يعنى الملك , فدينونة ربنا على البيت لأن من أجل أنانيتهم داسوا على الآخرين بنوارج من حديد , وناخد بالنا أن كل مرة بيتكلم عن خطية من الخطايا السبعة القادمة تجعلنا نفهم حاجة عن طبيعة ربنا وكراهية ربنا للشر , فهنا ربنا بيدين أمة آرام هذه والشعب الآرامى من أجل الذات , لأن من أجل ذاتهم داسوا على الآخرين بنوارج , إذا لو أنا من أجل ذاتى بأدوس على الآخر فأعرف أن هذا يجعلك تحت الدينونة لكن سنلاحظ فى كل باراجراف فى الخطايا السبعة بيقول من أجل ذنوب كذا الثلاثة والأربعة , طيب أيه حكاية الثلاثة والأربعة هذه , طبعا الثلاثة بإستمرار رمز الكمال لأن فى أعداد كده بترمز للكمال وهى 3 , 5 , 7 , 10 , 100 , 1000 , فهؤلاء وصلوا لكمال الخطية وزادوا 3 و 4 , بالإضافة أن الثلاثة والأربعة بيمثلوا مراحل الخطية التى يعيشها الإنسان , فالخطية فى حياة الإنسان بتبتدى بثلاثة مراحل : 1- فكر يعنى بتكون مجرد فكرة فى عقل الإنسان , 2- فعل يعنى الفكر بيتحول إلى فعل سواء بالقول أو بالعمل , 3- عادة يعنى بعد ما الإنسان يفكر ويعمل تتحول الخطية إلى عادة , وبتتحول إلى عادة لأنه مش عاوز يتوب عنها وبيستمر فى خطيته وكمان بيصّر على خطيته , فهذه الثلاثة خطوات هم كمال الخطية (فكر وعمل وإصرار يؤدى إلى عادة) , والمرحلة الرابعة التى هى فوق الكمال والأخطر أنه ليس فقط يصر على خطيته لكنه بيعلم الآخرين الخطية وبيعثر الآخرين بالخطية , وهذه المرحلة هى الأخطر لأنه ليس فقط الإنسان بيفكر فى الخطية وبعدين بيعملها وبعدين بيصر عليها لكن كمان بيساعد الآخرين أنهم يعملوها و هذا موجود بكثرة فى حياتنا وللأسف داخل كنائسنا ويكون الإنسان خاطى لأخمس قدمه والكهنة والشعب يتصرفون معه كأنه لا يفعل أى خطية بل يشجعونه أيضا وهذا لمسته كثيرا وبالذات فى الكنيسة الأرثوذكسية طالما بيتبرع وبيدفع فهو زى الفل , ما علينا أنا تعبت من كثرة ما كتبت عن ذلك ولذلك بيقول ربنا هنا من أجل ذنوب الثلاثة والأربعة ولو جمعنا 3 و 4 يكون المجموع 7 الذى هو رقم الكمال , يعنى ربنا لا يدين الإنسان إلا بعد مكيال الإنسان يمتلىء ويصل للكمال , فهو تحذير لنا جميعا شعبا وكهنة أن لا نعثر الآخرين وأن لا نجامل أحد على حساب الله من أجل تبرع أو خدمة فالله هو الغنى والقادر على كل شىء فالله كفيل برعايتنا لو عندنا إيمان وثقة فعلية فيه وما عدا ذلك فهو عدم الإيمان وعدم الثقة , ولذلك ربنا بيفضل مستنى على الإنسان , ولما بيقول أنا يكسر مغاليق دمشق يعنى دمشق تكون مفتوحة بدون حصون ومن غير أسوار , ونلاحظ بإستمرار أن ربنا بيهد ما فى الإنسان العتيق من خطية لكى ما يقيم الجديد , علشان الإنسان لما تتهد أسواره عندئذ يقول لربنا أنت حصنى وأنت سورى الوحيد وبك تسورت أسوارا زى ما داود بيقولها لربنا فى مزمور 18 .
6* حتى 8* 6هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ غَزَّةَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ سَبُوا سَبْياً كَامِلاً لِيُسَلِّمُوهُ إِلَى أَدُومَ. 7فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى سُورِ غَزَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. 8وَأَقْطَعُ السَّاكِنَ مِنْ أَشْدُودَ وَمَاسِكَ الْقَضِيبِ مِنْ أَشْقَلُونَ وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى عَقْرُونَ فَتَهْلِكُ بَقِيَّةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ» قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أن كل شعب ربنا بيدينه سيدينه بعد كمال إثمه , والفلسطينيين كانوا ألد أعداء إسرائيل , كانوا الآراميين والفلسطينيين وقاموا بسبى من إسرائيل سبى وباعوهم عبيد لبنى آدوم اللى هم من نسل عيسو , ولازم نلاحظ أن العقاب بإستمرار لكل شعب من هذه الشعوب كلمة فأرسل نارا وعلشان كده حتى أن الدينونة حاتكون بالنار والكبريت , حتى فى دينونة السيد المسيح فى مجيئه الثانى لما بيتكلم معلمنا بطرس ويقول تتحل العناصر محترقة , وكانت خطية غزة أو الفلسطينيين أنهم بيبيعوا الناس بالفلوس , إذا كانت خطية آرام هى الذات التى تجعله يدوس على غيره , خطية الفلسطينيين هى الإنسان اللى ممكن يبيع الآخر من أجل المادة أو الفلوس , ونلاحظ أنه ذكر أربعة أقطاب الفلسطينيين (غزة وأشدود وأشقلون وعقرون ) ومن سفر القضاة وصموئيل نعرف أن فلسطين كانت مكونة من خمسة أقطاب , فالخامس هو جت ومنها كان جليات الجبار , ولم يتم ذكر جت لأنها كانت أتمحت من الوجود و حانرجع لها كمان شوية .
9* و10*9هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ صُورَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ سَلَّمُوا سَبْياً كَامِلاً إِلَى أَدُومَ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَهْدَ الإِخْوَةِ. 10فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى سُورِ صُورَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا». وصور هى الحضارة الفينيقية , وهم خانوا العهد وكان فى معاهدة ما بين سليمان الملك وما بين الفينيقيين وبنشوفها فى سفر الملوك الأول أن هو كان بيرسل لهم حاجات وهم بيرسلوا له حاجات وعمل سليمان معاهدة مع ملك صور ولكن جاء نسل الفينيقيين أو صور ونقضوا هذه المعاهدة , فهنا ربنا بيقول أن الذى ينقض العهد أن الله بيضعه تحت الدينونة , وعلشان كده لازم ناخد بالنا أن لو أنا يأنقض العهد اللى بينى وبين ربنا فناخد بالنا أننا ممكن نكون تحت الدينونة نتيجة نقد هذا العهد أو الإتفاق اللى بينى وبين ربنا , فالخطية ما هى إلا نقض عهد .
11* و12*11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ أَدُومَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ لأَنَّهُ تَبِعَ بِالسَّيْفِ أَخَاهُ وَأَفْسَدَ مَرَاحِمَهُ وَغضَبُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَفْتَرِسُ وَسَخَطُهُ يَحْفَظُهُ إِلَى الأَبَدِ. 12فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى تَيْمَانَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بُصْرَةَ». كان فى كراهية مابين آدوم وبين شعب إسرائيل بالرغم أنهم الإثنين أخوات , فأدوم من نسل عيسو اللى كان أخو يعقوب حتى فى المزمور 137 بيقول أذكر يارب بنى أدوم القائلين يوم أورشليم هدوا هدوا حتى الأساس منها , يعنى شمتوا فيهم وكان فى حرب دايما معاهم , فبيقول بالسيف قتل أخاه , وهنا ربنا بيورينا أن غضبه بيشتد عندما تفعل الأمم الشر وتنزع الرحمة من الإنسان , وهاتان أكثر حاجتان بتضايق ربنا أنه يشوف الإنسان عايش فى شر وأن الإنسان مفيش فى قلبه رحمة تجاه أخوه .
13*حتى 15* 13هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ بَنِي عَمُّونَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ شَقُّوا حَوَامِلَ جِلْعَادَ لِيُوَسِّعُوا تُخُومَهُمْ. 14فَأُضْرِمُ نَاراً عَلَى سُورِ رَبَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. بِجَلَبَةٍ فِي يَوْمِ الْقِتَالِ بِنَوْءٍ فِي يَوْمِ الزَّوْبَعَةِ. 15وَيَمْضِي مَلِكُهُمْ إِلَى السَّبْيِ هُوَ وَرُؤَسَاؤُهُ جَمِيعاً» قَالَ الرَّبُّ.وبنى عمون اللى هم أولاد لوط , وكما نعلم أن لوط خلّف أثنين عمون وموآب , وأيضا هم قرايب إسرائيل لكن نشوف عملوا أيه فى إسرائيل , أنهم شقوا بطون الأمهات وقتلوا الأطفال من قبل ما يتولدوا أو ينزلوا للحياة علشان يوسعوا أرضهم , وجلعاد دى بلد إسرائيل , يعنى مش حتى أنتظروا عليهم حتى يتولدوا وبعدين موتوهم لكن من قبل ما يتولدوا ويدخلوا للحياة قتلوهم , شوفوا قساوة الإنسان وعدم الرحمة قد أيه , وعمون هم الآن عمان وكانت عاصمتهم ربة , وهؤلاء كانوا قاسيين على الذين ليس لهم سند والذين ليس لهم أحد يسندهم , الجوامل الضعفاء الذين لا يقدرون أن يفعلوا شيئا طيب تعالوا نشوف اللى وراهم .
مين هم الأسوأ من بنى عمون ؟ هذا ما سنعرفه فى الإصحاح الثانى .
والى اللقاء مع الإصحاح الثانى من التأملات والقراءات فى سفر عاموس , راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.
|