الملكة أستير إنها إحدى قديسات العهد القديم ، وقد حمل إسمها أحد الأسفار الإلهية . كانت جميلة جدا ، بل كانت أجمل فتاة فى زمانها ، لدرجة ان الملك أحشويرش إختارها لتكون زوجة له ، وعينها ملكة وألبسها تاج الملك ، وفضلها على جميع نسائه . وكانت تستطيع أن تتمتع بهذا المركز الكبير وهذا الحب ، وكل فخامة الملك ، دون أن تقحم نفسها فى المشاكل ... كان يمكنها أن تنسى شعبها ومتاعبه ، وتركز كل جهدها فى الحفاظ على رضا الملك ومحبته ... ولكنها لما وجدت شعبها فى ضيقة ، غامرت ، ودخلت فى المشكلة ، لتنقذ الناس حتى لو أدى الأمر أن تهلك ... وقالت عبارتها المشهورة : "إذهب إجمع جميع اليهود الموجودين في شوشن و صوموا من جهتي و لا تأكلوا و لا تشربوا ثلاثة أيام ليلا و نهارا و أنا أيضا و جواري نصوم كذلك و هكذا أدخل الى الملك خلاف السنة فاذا هلكت هلكت " ( أس 4 : 16 ) وهكذا خاطرت ، وخالفت القواعد المرعية ، وضحت بكل شىء ، لأجل شعبها . ولم تعتمد على جمالها وذكائها ومحبة الملك لها ، وإنما صامت ، وصامت معها جواريها ، وصام الشعب كله معها ... وإستجاب الرب . ونجحت أستير ، وأنقذت شعبا بأسره . وأعطاها الرب نعمة فى عينى الملك . وتحول الأمر الى العكس تماما . إن أستير تمثل الشخص الذى يتولى منصبا عاما كبيرا ، فلا يتمركز حول نفسه ، ناسيا شعبه ، كما تمثل الجرأة والذكاء ، والتدين أيضا ، والشجاعة . تحية لهذه المرأة العظيمة ، الناجحة .