رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كن غيوراَ ولا تكن فاتراً
كان اليوم مهماً جداً بالنسبة لي، إذ عانيت على مدار سنين من قصر النظر، قال لي طبيب العيون قبل بضع سنين "فقط العين اليمنى ... 1.75، تستطيع الحصول على عدسة لو أردت ذلك". أستطيع أن أعمل، أن أقود وأن أعمل أي شيء اعتدت عمله ولكن شيئاً لم يكن بنفس الوضوح الذي كان عليه، ولكن مع مرور السنين، تنسى كيف كانت على أية حال، فتعيش في عالم ابهت من الطبيعي، فما تراه يصير اقل وضوحاً وتتعود على فكرة أن هذا طبيعي، ولكنني كنت أعلم أنه لم يكن طبيعي. وأنا أعلم على الرغم من قِصَر نظري أني أقدر على العيش كذلك وأن الأمر لم يكن ملحاً لعلاجه وقلت لنفسي "سأعالجه عندما يسنح الوقت لذلك". بالطبع لم يكن لدي الوقت لأن أبداً لم أصنع الوقت أو لأني بدلاً من إيجاد الوقت كنت أصنع أعذاراً، فظل قصر النظر موجوداً، ولكن هذا السبت فكرت وقلت "ولم لا؟" ... قال لي أحد أصدقائي أنه في المانيا، في محال النظارات يفحصون عينيك بالمجان ويعطونك العدسات أو النظارات اللازمة. لقد حاولت قبلاً ولكن ما من موظف في المتجر استطاع التحدث بالانجليزية وبما أني لا أتحدث الألمانية فلم يحدث شيئاً، أما الآن، استطيع بلغتي الألمانية الضئيلة أن أفعل ذلك. وذهبت إلى هناك فارسلوني إلى الطابق الأول حيث توجد موظفة كانت ستقيس قصر نظري وستخبرني بما أفعل، فجلست خارجاً منتظراً على الأريكة ... كان معها موعداً آخر. وأثناء انتظاري فكرت "ماذا أفعل هنا عصر يوم السبت؟ فلنطرح فكرة العدسات جانباً ونذهب إلى السوق، إنه السبت!" ولكنني شعرت ذلك الوقت أني أود البقاء. وحان دوري وقاست الموظفة قصر نظري وأصبح الآن 2.25 وحجزنا موعداً لليوم الساعة 16:40 للحصول على العدسات. وكنت هناك في الموعد وبدأنا ... فشرعت أولاً في وضع العدسات بعيني ثم علي أن أضعها بنفسي. وقبل عمل ذلك سألتها أن تعطيني دقيقة لأنظر فيها إلى العالم خارجاً بدون العدسات حتى أرى ما إذا كان هناك أي اختلاف، فنظرت خارجاً لبضع ثوان ثم بدأت. قاومت عيني في أول الأمر رؤية إصبعها موجهاً إليها ولكنها نجحت في النهاية، ثم استدرت ونظرت خارجاً، يا إلهي! كل هذا العالم الذي كان معتماً صار الآن واضحاً جداً، كل شيء بدا وكأنه حياً. العلامات التي لم أكن استطع قراءتها، استطيع قراءتها الآن!! فقلت لها "إنها جيدة! لقد أعجبتني!"، فقالت لي "حان الوقت الآن لتضعها بنفسك"، وبعد أن حاولت لبضع دقائق، فعلتها، ثم دفعت حسابي وانصرفت. كان أول شيء رأيته هي ناطحات سحاب فرانكفورت في وسط المدينة، لقد رأيتهم من قبل مئات المرات ولكنها كانت المرة الأولى التي أراهم فيها بهذا الوضوح! الأضواء التي فيها، المباني المحيطة والناس؛ بدا كل شيء واضحاً للغاية، كيف فقدت هذا على مدار السنوات السابقة؟ أنا أعلم كيف ... لأنني بدلاً من أن يكون لدي ما خططه الله لأجل عينيَّ وهو أن أرى بوضوح، فضلت أن أجد تسوية - لأن هذا هو حقاً - لأجل العيش، فهذا يصير على النحو التالي: "بما أنني على قيد الحياة، بما أنني حي وبما أنني أرى قليلاً، إذاً فلا بأس بذلك". التسوية لأجل الحياة لا تهتم بما إذا كنت بالفعل تحيا في الخير وفي الحياة التي رسمها الله لك، ولكنها تقول بدلاً من ذلك: "استمر ... استمر في الطريق .. عش .. حاول أن تنجح بطريقة أو بأخرى ... ستجعل الأشياء ممتازة لاحقاً". وتلك هي الطريقة التي نفكر بها في الكثير من الأحيان بخصوص إبصارنا الروحي أيضاً. ومثل الإبصار الجسدي كذلك أيضاً الإبصار الروحي قد يعاني من قصر النظر، وهذا لا يحدث على الفور، بل إنها عملية طويلة، فأنا لم استيقظ يوماً لأجد أنني مصاباً بقصر النظر، بل استغرق الأمر سنوات، كذلك أيضاً قصر نظر الإبصار الروحي، فهو لم يحدث على الفور، بل تطور. تسوية هنا وتسوية هناك فيصير كما هو مذكور في كورنثوس الأولى 5: 6 " خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ". وفجأة تجد نفسك أمام تحد كان من الممكن أن تواجهه بسهولة قبل سنين ولكنك خائف الآن. يبدو أن إيمانك ليس كافياً حتى يعبر بك خلال هذا! أو أنك تقارن علاقتك التي كانت لك بالرب بتلك التي لك الآن وتجد أن هناك شيئاً مفقوداً، أنت لم تعد حياً مثلما كنت! تستطيع أن ترى الأشياء القصيرة المدى، البركات، عملك، منزلك، إلخ ولكن الأشياء بعيدة المدى، تلك التي تتعلق بالملكوت، فأنت تراها معتمة بطريقة أو بأخرى، إنها تبدو معتمة بالنسبة لك لأنك تعاني من قصر النظر الروحي، وأول شيء عليك فعله هو أن تميزها. كنت أعاني قصر النظر قبل فترة طويلة من اكتشافي له، اكتشفته بالصدفة في الجيش عندما كنت يوما في تدريب رماية وكان علي أن أطلق النار تجاه هدف على بعد 400 متر وكنت بالكاد أراه، ولكن قصر النظر لم يبدأ في ذاك الوقت حيث كان موجوداً قبل وقتاً طويلاً. كنت أعلم أن هناك شيء خاطيء بعيني ... لم أستطع الرؤية مثلما اعتدت أن أرى في العشرينات من عمري، إذاً فقد كان هناك شيء خاطيء، ولكن عندما كان علي أن القي النار واستطعت بالكاد أن أرى الهدف، حينئذ فهمت. وكذلك أيضاً بالنسبة لقصر النظر الروحي، قد يكون موجوداً، فتكون على علم بأن هناك شيء خاطيء ولا تقدر أن تحدده ولكن حقاً هناك شيء لم يعد صالحاً كما اعتاد أن يكون في علاقتك مع الله، ليست هي الرفقة الحية التي اعتادت أن تكون، ثم في يوم ما أو في فترة ما بدأ الرب يكشف لك أن هناك شيء خاطيء بعيني قلبك. لا يستطيع القلب أن يرى بقدر ما اعتاد أن يرى. قد تذهب يوماً إلى حيث يكون العديد من المؤمنين، في أمسية تعبد على سبيل المثال وتتعجب كيف يقفزون ويرنمون ويتحمسون وفي نفس الوقت، تتعجب لماذا لم تعد مثلهم الآن على الرغم من أنك كنت كذلك فيما مضى، أنت أفتر الآن، فلا تقدر أن ترى بقدر ما يرون أو بقدر ما اعتدت أنت أن ترى. أنت تعاني من قصر النظر وعليك أن تميزه أولاً! ثم، ومثل قصر النظر العضوي، أمامك طريقتين للتعامل معه، أولهما هو قبول حل وسط للحياة، ووفقاً لهذا .. "أنا لا أحتاج لعمل أي شيء، لا أحتاج إلى التغيير، أنا أعلم أني أعمل بشكل أفضل ولكن لا بأس، سأنجح، سأحيا، فأنا لازلت أعمل أشياء لله، فأنا أذهب للكنيسة وأصلي على الرغم من كونها جافة جداً وأقل كثيراً من ذي قبل". فأنت تقبل الحل الوسط وتحيا كذلك، غير مهتم إن كانت الحياة التي تحياها أقل من تلك التي عيَّنَها الله لك أو أقل من تلك التي اختبرتها أنت نفسك مع الله. وتستمر.. وتفعل .. مثل الجميع ... مثل العالم! تقبل بالحل الوسط. أنت [أتمنى أن لا يعثر أحد مع هذه ال "أنت" ولكني أتمنى أيضاً أن نختبر جميعاً أنفسنا!] فاتر! وإليك يقول الرب: رؤيا 3: 14 - 19 "وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ:«هذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِدًا أَوْ حَارًّا! هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي. لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ. إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ." انظر، الرب لم يقل "أنت جيد، تستطيع أن تبقى كذلك، أنت فاتر ولكن لا بأس، استمر"، ولكنه قال "فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ!"، فأن تكون فاتراً هي خطية نحتاج أن نتوب عنها! فهي ليست حالة مقبولة من قِبَل الرب! الحالة الوحيدة المقبولة هي أن تكون غيوراً! هكذا يريدك أن تكون، إنه يريدك أن تكون ساخناً جداً لأجله! فالقبول بحل وسط لأجل العيش هو خطية! فإن كنت في الكنيسة اللاوديكية، وأنا أعلم الكثيرين منا فيها، فالطريقة الصحيحة ليست هي أن تستمر فيها، بل أن ترجع، وأنا ... عندي لك بشارة؛ يسوع معه دهن العين، العدسة التي تحتاجها عينيك، يسوع معه الكسوة التي يحتاجها جسدك، يسوع معه الذهب المصفى بالنار ليجعلك ويجعل قلبك غنياً. فيسوع هو الطريق والحق والحياة. هو معه كل ما تحتاج لترجع للحياة، ولكنك بحاجة للرجوع، بحاجة لان تركع وتتب، "فالبقاء" كذبة، هو في الحقيقة موت، فقط بالتوبة والرجوع سترى مرة أخرى وستحيا مرة أخرى بالحياة الوافرة، حياة القلب التي جاء بها يسوع إليك (يوحنا 10: 10). رؤيا 3: 20- 22 "هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ. مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ»." |
02 - 10 - 2015, 04:49 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: كن غيوراَ ولا تكن فاتراً
قصة رائعة جداً يا مارى ربنا يبارك خدمتك |
||||
02 - 10 - 2015, 11:40 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كن غيوراَ ولا تكن فاتراً
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حينما أجد نفسى فاتراً وقلبى غير ملتهي .. |