فضائل في حياة أجدادنا الشهداء

tito227 · رقم المشاركة : ( 1 ) 26 - 09 - 2015, 03:52 AM

فضائل في حياة أجدادنا الشهداء

نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس - مطران البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية

٢٤ سبتمبر ٢٠١٥

في تذكار احتفال الكنيسة بعيد النيروز ورأس السنة القبطية الجديدة نتذكر الإيمان الذي سكن في قلوب أجدادنا الشهداء ، ونتذكر الأكاليل التي نالوها في المجد السماوي ، ونتذكر أن دمائهم كانت هي بذار الإيمان المسيحي فبعذاباتهم وقبولهم الموت كانت الكنيسة تنمو وتكثر وينضم إليهامؤمنين جدد، ونتذكر أيضا أن كنيستنا القبطية هي أم الشهداء ، فهي الكنيسة الوحيدة التي قدمت أعدادا بلا حصر من أبنائها في ميادين الاستشهاد حبا في االاله الذي بذل ذاته عنهم. وفى كل مرة نتذكر فيها أجدادنا الشهداء فإننا نتذكر فضائلهم لكي نتبع خطواتهم ،ونتشبه بحياتهم التي حلت بفضائل كثيرة نستطيع أن نتعلمها منهم …
1- تميزت حياة أجدادنا الشهداء بالثبات :
فقد ثبتوا في محبة الرب بعزم القلب رغم كل الضغوط التي قابلوها ، ضغوط جسدية بتعذيب الجسد وضغوط عاطفية بترك الأهل (الآباء والأمهات ..الأبناء والأزواج أو الزوجات) وضغوط أدبية (بالتحقير والتشهير والإذلال وفقد الممتلكات)،ولولا أنهم كانوا ثابتين فيحب الرب كوصيته الإلهية “اثبتوا في محبتي”(يو15: 9)لكانوا تنازلوا عن إيمانهم أمام هذه الضغوط .لقد تعلموا أن يثبتوا في الرب في الفرح كما فيالضيق ، في الطفولة كما في الشباب فثباتهم في الرب لم يكن مرتبطا بالظروف ، لذلك كأبناء لهم نتعلم أن نثبت في الرب فثباتهم في الرب لم يكن مرتبطا بالظروف ،لذلك كأبناء لهم نتعلم أن نثبت في الرب بعزم القلب عن طريق ارتباطنا بالأسرار الإلهية وحرصنا على وسائط النعمة ،لكي نكون مستعدين دائما لإعلان محبتنا الحقيقية للرب في كل وقت.

2- تميزت حياة أجدادنا الشهداء أيضا بالأمانة وعدم التمرد :
فقد كانت أمانة الشهداء كاملة حتى اتجاه مضطهديهم فلم يخن المسيحيين سيد أو ملكا أومضطهدا بل كانوا في خضوع تام للسلطان بحسب الوصية طالما كان الأمرلايمس الإيمان ، فشهداء الكتبة الطبية بقيادة القديس موريس التي تتكون من 6666جنديا وكانوا جميعهم مسلحين للحرب ، لم يفكروا يوما أن يتمردوا على الملك ، أو يثوروا في وجهه أو يستخدموا طرق العالم أو أسلحتهم ليعفوا أنفسهم من الموت بل في كل أمانة ابدوا خضوعهم للملك . لم يتمرد المسيحيون أبدا على الولاة أو الأباطرة أو الملوك ولم يثوروا ضدهم لكنهم كانوا يتمسكون بأمانتهم تجاه الله . بل وكانوا يصلون أيضا من اجل مضطهديهم ويقدمون لهم حبا وتسامحا ، إلا أنهم في أمر الإيمان كانوا يصرون انه ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس.

3- تميزت حياته أجدادنا الشهداء بالعفة :
فقد كان أجدادنا الشهداء يتمسكون بعفتهم في ساحات الاستشهاد لأنهم كانوا يدركون تماما أن تخليهم عن عفتهم هو أكثر مايفصلهم عن الإله الذي أحبوه ، وكان الولاة يعلمون ذلك جيدا لذلك كثيرا ما مارسوا الضغوط على آباؤنا الشهداء ليفقدوهم عفتهم ن لكن آباؤنا تمسكوا بعفتهم حتى الموت ، لذلك رفض الشهيد مار جرجس بقوة أن يسقط في الدنس رغم الضغوط التي مورست عليه في حبسه.وارتضت ثيؤدورة العفيفة أن تهرب من بيت الخطية لا أن تهرب من الاستشهاد عندما عرض عليها ديديموس الشاب العفيف أن تبدل ملابسها معه لتخرج من بيت الدنس سالمه فهربت من الدنس ولكنها لم تقبل أن تهرب من الاستشهاد.

4- تميزت حياة أجدادنا الشهداء أيضا بالفرح :
فقد قابلوا كل ألوان الضيق والعذاب بالفرح دون تذمر أو ضيق ، فكانت السجون مخادع ترتفع منها الصلوات العميقة ويتعزون فيها بأفراح وتعزيات ،وبهذا الفرح استطاعت أنتقدم أبنائهن على مذابح الاستشهاد دون حزن كالأم دولاجى والقديسة رفقة ،وكان هذا الفرح هو السبب الذي من اجله قبل الكثيرون الإيمان عندما شاهدوهم يقبلون على الموت فرحين!!
كان الفرح بسبب يقينهم أنهم يتركون عالم يفنى لكي يربحوا عالم يبقى إلى الأبد وإيمانهمأنهم من اجل الرب لابد أن يتمجدوا معه أيضا في السماء .
لذلك في تذكار عيد النيروز اجتهد أن تحيا متمسكا بأمانتك تجاه الجميع حتى غير الأمناء، ثابتا في محبة الرب ، محتفظا بعفتك التي تفرحه ،وأخيرا فرحا رغم الآلامفأنت ابن لهؤلاء الشهداء ..وينبغي أن تحمل نفس صفاتهم.