رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بغضة الآباطيل الكاذبة كوسيلة لنمونا فى النعمة
"الذين يراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم "(يون 2 : 8) يشكو الكثير من الناس من عدم دوام البركة والنعمة فى حياتهم رغم وجودها الدائم والمستمر فى حياة الاخرين ، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها وتسبب صعوبات وألام نفسية شديدة للإنسان ، وأمام هذه الحقيقة وهذه الظروف الصعبة نكون أما فريقين احدهما يعي تماماً أن سبب عدم دوام البركة والنعمة فى حياتهم وأعمالهم مرجعه سلوكهم الخاطىء بما لا يوافق روح المسيح والإنجيل وفريق اخر لا يقر بهذا ، بل يرجع دائماً سبب عدم دوام البركة فى حياته لأسباب لا تمت بصلة للحقيقة ولا تمس ذاته أيضاً . ويحتاج الإنسان ، كل إنسان ، للفحص الذاتى والدائم لأعماقه وطرقه فى الحياة ، لأنه كثيراً ما تكون أسباب مفارقة النعمة والبركة لحياة الإنسان سببها وجود أصنام فى حياته و تحتاج عودة النعمة لحياته إلى عزلة لهذه الأصنام ، وإذا كان هذه الإزالة تحتاج إلى عمل و مؤازرة الروح ، فحرى بهذا الإنسان أن يطلب هذه المؤازرة والتى لا غنى عنها عند القيام بأى عمل يرجوه الإنسان إرضاءً لله وإتماماً للوصية المقدسة . و يهمنا كثيراً صديقى معرفة ان الخسارة فى الحياة الروحية يدوم آثرها ويبقى فى حياة الإنسان كل أيام حياته فى الجسد ، بل رغم ما يحظى به الإنسان فيما بعد، اى بعد حدوث الخسارة ، من سمو وارتقاء فى معرفة المسيح ، ستبقى آثار وذكريات هذه الخسارة فى حياة الإنسان باقية ولا يمحوها إلا مفارقته للجسد ، ولا أعنى هنا فقط الخسارة بسبب السقوط فى النجاسة و الشر ، ولكن كل عجز وفشل ويأس لحق بنفس الإنسان وكان سبب فى قلة أو وقف نموه الروحى ومعرفته بالمسيح سابقاً ... فبعدما سقط داود فى الشر مع بثشبع امراة اوريا الحثى وتاب بالدموع والندم الصادق ، ورغم تصريح ناثان له عندما قال له " الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك لا تموت " (2صم 12 : 13) ، إلا أنه ظلت آثار خطية داود النفسية باقية ومعروفه ، بل امامه كل حين " خطيتي امامي دائما "(مز 51 : 3) ، وهكذا كان السقوط فى حياة داود خسارة فادحة فى حياته دامت آثارها المبكتة وصعبة الإحتمال أمامه كل حين ، وهذا يؤكد لنا تماماً ما تحمله الخسارة من مراراة وآلم ومعاناة ، الأمر الذى يدفعنا دائماً بالتدقيق فى الحياة لكى تدوم البركة فى حياتنا ونحظى بالمزيد منها لنمونا فى الحق والنعمة كل حين . وأرغب هنا فى ذكر بعض الملاحظات والتى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، وهى كالتالى : + رغبة الإنسان فى السلوك ضد روح الحق كفيلة بإبعاده عن النعمة ، لأنه كلما وجد الباطل والفساد داخل الإنسان إنعدمت رغبة الروح فى البقاء داخل هذا الإنسان ، وهذا لا ينفى استعداد الروح فى البقاء داخل الإنسان متى أبدى هذا الإنسان رغبته فى تقديس نفسه وعزمه على السلوك فى الحياة حسب إرادة الله وفكر الإنجيل . + يرى الله أحيانا فى منع بعض الأمور عن الإنسان وسيلة مجدية فى جلبه لطريق النور والحق ، وهذا يشجعنا دائماً على الحياة حسب الحق وإرادته لكى ننال ونأخذ من خيرات الله وبركاته ، فهناك طلبات يحتاجها الإنسان ويسأل الرب من أجلها ولا تعُطى له لأنه يحمل فى داخلة أمور بعيده عن الحق والقداسة والإيمان ، فإرادة الله أن يحيا الإنسان فى ظل التبعية الصادقة للمسيح، ومن ثم لا يفيد الإنسان العرج بين الفرقتين أو الشرب من كاس الرب و كاس شياطين ، لأننا متى حاولنا ذلك فسوف لا نستطيع ، أما ان نسلك حسب الروح فننال مسرة الله وبركة عطاياه ,وأما أن نسلك بالجسد فنحصد ندم وعوز وكآبه وحرمان ، وعلينا أن نقرر ما نرتضيه لحياتنا لكى يقرر الرب لنا ما هو حسب إختيارنا . + إنشغال الإنسان بأمور باطلة يولد فى حياته المزيد من الأتعاب غير المباركة والأحزان غير المقدسة ، لأن فرح الإنسان الذى يدوم ليس فى سلوكه حسب أفكاره الباطلة ، بل فى إتمام الإنجيل ومقاصد الرب ، لذا يكفينا الزمان الذى قد مضى فى الإهتمام بالجسد والعالم وبرغبات أنفسنا الشريرة ، وحرى بكل إنسان أن يتضرع مع داود النبى قائلاً " حول عيني عن النظر الى الباطل في طريقك احيني " (مز 119 : 37) + يعوزنا دائماً فى معترك الجهاد الروحى استخدام سيف الروح الذى أُعطى لنا فى الإنجيل لإماتة كل رغبة شريرة تدعونا طاعتها للسلوك بعيداً عن الحق ومعرفة المسيح ، لأنه كثيراً ما يكون سبب ندم الإنسان هو عدم معرفته لمسرة الله و إرادته ، الأمر الذى يؤكد لنا أن تعاملنا الدائم والصادق مع كلمة الله أمر لابد منه إذا ما رغبنا فى حياة يملأها كل حين الانتصار والبهجة وسلام المسيح . + مقاومة الإنسان لكل روح شريره وفكر خاطىء أمر لا غنى عنه، وذلك لمن يرجون حياة مقدسة فى الحق والنعمة ، لانه ماذا ينتفع الإنسان لو حقق كل ما يرضى شهواته وخسر أمجاد لا يعبر عنها و باقية ، إنه من الحكمة أن نقتنى ما يدوم ويبقى وما يكون سبباً فى سلامنا مع الله وسعادتنا ، لا ما يكون سبباً فى فقداننا للميراث الذى لا يبلى ولا ويضمحل والمحفوظ لنا فى السماء . صديقي ، من الأهمية بمكان أن نعى تماماً أن لا يوافق روح الله أن نجعل معه شريكاً ومقاوماً له فى الحياة ، لأن الروح يبغض هذا السلوك ولا يعمل فى نفس لا تقبله ، وإنما يسر بالعمل فى نفوس الذين يرغبون السير كل حين حسب الحق ، والذين يعبرون عن ذلك بالعمل الصالح دائماً ، إنه قريب منك ويرغب فى أن يعمل لمجدك و سعادتك وتحريرك من كل باطل وفساد ، فهل تقبل عمله الآن ؟ لك القرار والمصير . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أؤمنوا بأنّي أسهر عليّكم ليلاً ونهاراً |
كونك تغضب ليس خطية، إنما الخطية هي أن تغضب بلا سبب |
النقاوة من الأباطيل |
وأنتم لا تفعلوا هذه الأباطيل |
بغضة الآباطيل الكاذبة كوسيلة لنمونا فى النعمة |