إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه الله = الرب يسوع هو الذي إقتبل هذا الإعلان كرأس للكنيسة. وإذ هو فكر الله الأزلى والحكمة الإلهية فهو يعرف كل شيء من ذاته. ولكن المقصود هنا أن الآب أعطى للابن أن يكشف للكنيسة عن هذه الأسرار ودائمًا الآب يريد والابن والروح القدس يحولان هذه الإرادة إلى فعل. فالآب يريد أن الجميع يخلصون والابن نفذ هذا بتجسده وصليبه والروح القدس يعمل في الكنيسة الآن ليثبتها في المسيح. وهنا الآب أراد أن يعلن للكنيسة هذه الأسرار بالابن (راجع تفسير الأصحاح الخامس من انجيل القديس يوحنا). والابن نفذ إرادة الآب واعلن هذه الاسرار، وما كان هذا ممكنًا لولا أن الكنيسة أصبحت مقبولة بسبب دم المسيح، وأن المسيح صار رأسًا لها. وصار يوحنا بل صارت الكنيسة كلها في المسيح، فنحن نعرف هذه الأسرار من خلال وجودنا وثباتنا في المسيح يسوع.
يسوع = المخلص
المسيح = اى الممسوح والمفرز والمخصص ليفدى الكنيسة ويكون كاهنًا ونبيًا وملكًا عليها. والمسيح مُسِحَ بالروح القدس على هيئة حمامة (شيء كامل لأن الروح القدس حل على المسيح كاملًا). اما الأنبياء والملوك ورؤساء الكهنة في العهد القديم، وكل فرد مؤمن في الكنيسة الآن فهو يحصل بقدر ما يحتمل. لذلك حل الروح القدس على هيئة ألسنة نارية منقسمة على التلاميذ يوم الخمسين، أي ليس حلولًا كاملًا. وفي العهد القديم كانوا يمسحون بدهن المسحة ليتمكنوا من القيام بأعمالهم (كأنبياء وملوك ورؤساء كهنة فقط).
فحين يقول الله أعطى ليسوع المسيح فهذا بحسب ناسوته وكرأس للكنيسة لكي يعلنه لها، والمسيح أعطاه ليوحنا ليعطيه يوحنا للكنيسة التي هي جسد المسيح. عبيده = المسيح يقول لا أسميكم عبيدًا لكنى قد سميتكم أحباء (يو15:15) ولكننا نحن نتلذذ بأن نستعبد أنفسنا لله، فالعبودية لله تحرر، بل إن حتى إخوة المسيح بالجسد مثل يعقوب ويهوذا لم يسموا أنفسهم إخوة المسيح بل سموا انفسهم عبيدًا له (يع1:1) + (يه1) + (رو1:1) لقد صرنا أسرى محبة المسيح، تذوب إرادتنا في إرادته، ونطيعه حتى الموت.
مالابد أن يكون =
1. مقاصد الله حتمية.
2. الله يرى المستقبل حاضرًا أمامه كأنه الآن.
مرُسلًا بيد ملاكه = فالملائكة هم خدام الإعلانات منذ العهد القديم ولهم دور محورى في الإعلانات.
التدرج في الخدمة والإعلانات:- المسيح هو الله، ولكنه يتكلم عنه هنا كوسيط بين الله والناس، ليس الابن الازلى فقط بل الابن المتجسد الوسيط، الابن هو أقنوم المعرفة والحكمة وكل ما هو للآب هو للإبن. وقيل عن الابن أنه مخبأ فيه كل كنوز الحكمة. وقيل لا يعرف الآب إلا الابن، فهو أقنوم المعرفة في الثالوث القدوس، وفى 1 كو 24:1 قيل عنه أنه حكمة الله. وهو بهذا يعرف كل الأشياء فالمعرفة هي للآب والابن لكنها في سلطان الآب وحده، يعلنها حين يريد، ويعلنها عن طريق الابن للكنيسة كرأس للكنيسة. مثال:- الوزراء كلهم يعرفون الأسرار ولكن هناك وزير واحد له سلطة الإعلان، فالآب والابن يعرفان ولكن السلطان هو للآب. أو يمكن القول ان الآب يريد والابن ينفذ هذه الارادة. وتشبيه آخر نقول أن العقل أعطى أن يظهر الفكر للناس والمسيح حين أراد أن يظهر الفكر للناس (عن طريق يوحنا) أعطى الملاك والملاك أعطى ليوحنا ويوحنا أعلن للكنيسة. فالله يحب الترتيب. نقول هذا لمن يقولون لا داعى لأن يوجد كهنوت، فلنتصل بالله مباشرة ونرد على هذا، أولًا بالتدرج الذي رأيناه هنا وثانيًا بمعجزة الخمس خبزات حيث أعطى المسيح لتلاميذه، والتلاميذ أعطوا الجموع.
ونرى أن الملاك صار مرافقًا ليوحنا خلال هذه الرؤيا، وهذا يشير للمحبة والصداقة التي صارت بين الملائكة والبشر (أف10:1). ونلمس خلال السفر فرح الملائكة بالمجد المعد للبشر، وأن الملائكة صاروا ينذرون الأشرار، فهم يفرحون بخاطئ واحد يتوب. وكان الملاك يشرح ليوحنا ما يحتاج إليه من إيضاحات، فالملائكة أرواح خادمة (عب14:1).
أية 2 "الذي شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح بكل ما راه".
الذى شهد = فيوحنا كان شاهدًا ينقل ما رآه وسمعه من المسيح وفي بطمس.
أية 3 "طوبى للذي يقرا وللذين يسمعون اقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها لان الوقت قريب".
ويحفظون =
1. ينفذون وصايا السفر.
2. يتجنبون ما حذر منه السفر.
3. يتعلمون التسابيح التي في السفر وهي لغة السماء.
4. يقرأونه كثيرًا ليحفظونه ويحفظون كلماته.
ولاحظ فالله لم يطوب من يفهم أسرار سفر الرؤيا، وتوقيت كل حدث بل طوب من يحفظ ما جاء بالسفر.
اتمنى ان ينال اعجابكم بالموضوع