5 أخطاء تدمر العلاقة الزوجية

[Mary Naeem]

5 أخطاء تدمر العلاقة الزوجية


قال الفلاسفة القدماء: إن البحث عن النفس من أصعب الأمور، لأن الإنسان دائماً يحاول أن يهرب من حقيقته، وغالباً ما يخلق خطوطاً دفاعية ليهرب من نفسه تاركا عيوبة تتفاقم بدلا من محاولة إصلاحها فى علم النفس يوجد ما يسمى بالإتزان الوجدانى، والإتزان الوجدانى كما يعرفه علماء النفس هو مدى انتظام الإنفعالات والتقلبات وصولاً إلى تحقيق الاستقرار النفسى والشعور بالرضا والتحكم فى المشاعر.


.................................................. ............
وعن الإتزان الوجدانى فى الزواج يقول: الدكتور عادل المدنى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة الأزهر واستشارى العلاقات الزوجية إن النضج يعنى أن الشخص يستطيع التحكم فى انفعالاته فلا يظهرها فور وقوع الأحداث، بل بعد التبصر الكامل بالنتائج المترتبة على هذا الإنفعال.
ويتحقق النضج عن طريق التجربة والمعرفة والتعلم.. والزواج لابد أن يقوم بين طرفين يتحقق فيهما أكبر قدر من النضج النفسى والإنفعال.. فالزواج ليس نزهة، وهو ليس سجنا أيضاً بل هو مسئولية وتضحية وكفاح من أجل تكوين أسرة جديدة مع شريك يختاره الإنسان بإرادته لإتمام مسيرة الحياة بشكل أفضل. والزوج الناضج هو الصبور، المعطاء، طيب القلب، المتعاون. والزوجة الناضجة هى ربة المنزل، المدبرة، الأم الصبور، طيبة القلب، المتسامحة.. ولكن.. هناك أناس لا يصلحون لهذه الرابطة المقدسة، فعلى سبيل المثال:
< فى مسألة العمل.. بالطبع العمل جميل، والنجاح فيه أجمل، ولكن هناك أولويات فى الحياة، فحينما ننجح فى عملنا ونفشل فى حياتنا الخاصة فلسنا بناجحين، لأن الناجح حقاً هو الذى يعرف كيف يوفق بين ما يريد وبين ما يجب أن يكون. وهناك أمثلة كثيرة أكثر من أن تحصى لأناس نجحوا فى حياتهم العملية وكانت حياتهم الزوجية لا تقل نجاحاً عن حياتهم العملية.. فالنجاح فى العمل لابد أن يعطى الإنسان أملاً جديداً فى الحياة، واستقراراً نفسياً يجعله يعطى لشريكه وأولاده، وبالتالى فالنجاح فى البيت يعطى الإنسان الاستمرارية وحياة أكثر سعادة تجدد نشاطه وإقباله على عمله ليزداد نجاحه.. فقط نحتاج تحقيق المعادلة، وهى ليست صعبة.. فعندما يجد الرجل أن سعادة زوجته فى نجاحها بعملها دون تقصير منها فى شئون بيتها سوف يفخر بها ويعاونها على تحقيق أحلامها التى هى بالتالى جزء من أحلامه وأيضاً الحال بالنسبة للزوجة.
< البعض يتزوج فقط لإتمام الشكل الاجتماعى .. وإذا كان الأمر كذلك فقد أخطأ الشاب أو الفتاة خطأ كبيراً، فالزواج وسيلة وهو غاية فى حد ذاته.. ولم يحدث أبداً أن يكون الزواج وسيلة لتحقيق منافع فى العمل أو لإتمام شكل اجتماعى.
< الأنانيون: الزوجة الأنانية التى لا يهمها إلا مصلحتها، والزوج الذى لا يهمه سوى شئونه ومصلحته فقط عليهما الإصلاح من أنفسهما.. فلو حاول كل منهما أن يعود نفسه على العطاء سوف يلقى المقابل كبيراً، فلماذا يضيع على نفسه فرصة كهذه؟ إنه بحبه لنفسه يكسب حب فرد واحد وهو نفسه، ويخسر حب كل المحيطين به لإحساسهم بأنانيته ولكنه بحبه للناس وعطائه لهم يكسب احترامه لنفسه وحب الآخرين.
< الزوج والزوجة المتعلقان تعلقاً مرضياً بوالديهما أو بأحدهما: وهذا النموذج أيضاً لن تستقيم لكليهما الحياة الزوجية، لأن تدخل أى طرف فى هذه العلاقة غير الزوجين يؤدى بها إلى الانهيار.. فالشاب المتعلق بوالديه لا يتحرك إلا بإشارة منهما يفقد احترام زوجته ويفقد إحساسها به كرب أسرة وإنسان مسئول ويفقد شخصيته قبل ذلك.. ونفس الشىء بالنسبة للفتاة التى لا تفعل شيئاً إلا بأمر والديها.. فزوجها يضيق بها ويشعر بتفاهتها وعدم تحملها المسئولية.
< التنافس على موقع القيادة: فالخلاف بين الزوجين حول الرأى أمر عادى وصحى.. ولكن تحول الخلاف إلى صراع على القوة والسيطرة.. هذا هو الشىء الخطير الذى يؤكد عقدة نقص فى كلا الطرفين فيورث العناد، وهو ما يؤدى إلى أشياء خطيرة قد توصل إلى الانفصال، ويصعب فى هذه الحالة تقديم تنازلات مهما كانت صغيرة.. فالأمر وصل إلى حد الكرامة ويصبح كل طرف مصراً على أخذ كل ما يطلب دون تقديم أى تنازلات.. وهكذا يكون كسب الحرب أهم من الحياة الزوجية كلها.
وأخيراً، الزوجان الذكيان هما اللذان يحاولا التحكم فى انفعالاتهما.. فالزوجة لابد أن تعرف أن كلمة حنان أو لين من جانبها كفيلة بأن تجعل زوجها يقتنع برأيها.. والزوج الناضج هو الذى يعلم أن التساهل ليس ضعفاً.. فالحياة أخذ وعطاء مستمر ودائم.