يسوع إنسان كامل وإله كامل
« وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد » (1تى16:3)
يا له من منظر جميل مملوء بالفائدة عندما نتأمل في حياة سيدنا لما كان هنا على الأرض، ففي أغلب روايات الأناجيل يمكننا أن نتتبع بسهولة اقتران أوصاف المسيح الناسوتية بأوصافه اللاهوتية اقتراناً عجيباً.
تأمل مثلاً المسيح وهو عند بحر الجليل وهو نائم على وسادة وسط اضطراب الأمواج الهائجة ممثلاً لنا صفات الناسوت بأجلى وضوح، ثم انظر إليه وهو قائم من نومه كإنسان منتهراً الرياح كمن له سلطان على البحر، تجد صفات اللاهوت ظاهرة بوضوح، فيُسكت الريح العاصف ويهدئ البحر المتلاطم الأمواج بدون تكلف وبغير استعداد، وعلى غير انتظار لأنه « يقول فيكون » وبكل سهولة يقوم من نعاس الناسوت إلى عمل اللاهوت سواء أكان في سكوته الأول أو نشاطه الأخير.
تأمل في حادثة أخرى من حوادث حياته على الأرض حين طلبوا منه الدرهمين (مت17) فهو « صانع السماوات والأرض » (مز1:121) يأمر أعماق البحر قائلاً « هي لي » لأن « له البحر وكل ما فيه ». وكإنسان لابس صورتنا يجمع نفسه مع بطرس المسكين بقوله « خذها ... وأعطهم عنى وعنك ». وما أجمل هذا التنازل، بل ما أغرب هذه النعمة التي أظهرت قدرته اللاهوتية، كما أظهرت تواضع الناسوت إلى حد كونه يقرن نفسه مع دودة حقيرة ضعيفة.
انظر إليه وهو واقف عند قبر لعازر (يو11) حيث كان يتوجع ويئن ويبكى أنيناً وبكاءً يدلان على اشتراك تام في الناسوت، لأن قلب الرب يسوع كان رقيقاً بما لم تصل إليه رقة أي إنسان آخر، ووجوده وسط العالم، ومروره وسط مشهد الخطية، جعلاه يشعر بنتائج تلك الخطية ويتأثر منها. ولكنه كالقيامة والحياة وكمن له « مفاتيح الهاوية والموت » نادى قائلاً « لعازر هلم خارجا » ففتحت الهاوية الباب وسلـَّم الموت أسيره في الحال إطاعة لصاحب السلطان.
ومما يبنى نفوسنا ويعزينا دائماً، أن نتأمل في الرب يسوع المسيح كإنسان كامل وإله كامل. ليُعطنا الرب نعمة حتى نستفيد من هذا الدرس الـمُلذ، ونتمتع بما فيه من الفوائد والتعاليم.
نرى عجباً
أن الكلمة
صار جسداً
هللـويــــــا