19 - 06 - 2012, 01:23 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
نزول الرب وصعوده
« مَنْ صعد إلى السماوات ونزل؟ مَنْ جمع الريح في حفنتيه؟ ... مَنْ ثبَّت جميع أطراف الأرض؟ ما اسمه؟ وما اسم ابنه إن عرفت؟ (أم4:30)
ما أعظم جهل الإنسان الأوفر علماً، حينما تتحداه هذه الأسئلة. إن المعرفة البشرية في أعلى درجاتها، ضيقة محدودة، وبدون الإعلان الإلهي لن يستطيع كائن ما أن يجيب على هذه الأسئلة.
خُـذ أولها مثلاً: هل كان له جواب قبل كلمات سيدنا عن شخصه المحبوب في قوله « ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء » (يو13:3) . وهو أيضاً الذي نزل (أف9:4، 10).
وما أعظم وأغنى ما يحتويه هذا الحق العظيم - الخاص بنزول الرب وصعوده - للمؤمن. فإنه بسبب خطايانا مات المسيح على الصليب، حاملاً دينونة الله العادلة. وهناك شرب كأس الغضب، حتى آخر نقطة فيها، غير تاركٍ شيئاً لنا سوى البركة لجميع الواثقين فيه. لقد مات ودُفن، لكن الله أقامه من الأموات، فصعد إلى المجد غالباً منصوراً.
إن حقيقة صعوده وارتفاعه بواسطة الشكينة - أي سحابة المجد والجلال الإلهي - تشهد لكمال عمله في نزع خطايا المؤمن إلى الأبد. فلما كان على الصليب وضع الرب عليه إثم جميعنا (إش6:53) . ولو أن خطية واحدة بقيت عليه، لـَمَا استطاع أن يوجد الآن في يمين الله. لكن كل شيء تسوّى بالعدل إلى الأبد، كل خطايانا انتهى أمرها ولن تعود، ومن أجل هذا مضى إلى السماء في قوة دمه الكريم، إذ أكمل الفداء الأبدي. إن المسيح حمل خطايانا على الصليب ومات من أجلها ثم أُقيم من الأموات، برهاناً على شبع الله الكامل بعمله، وصعد إلى السماء، ومكانه الآن في عرش الله كإنسان في المجد، دليل إيجابي على أن خطايانا قد انتهت إلى الأبد. هذا هو الذي يمنح سلاماً عميقاً دائماً.
وإذ يتحقق المؤمن أن كل شيء قد تم بطريقة توافق الله، وأن الذي أكمل العمل هو واحد مع الآب، وأن الإنسان بوصفه كائناً ساقطاً لم يكن له أي دخل في هذا العمل إلا أن يعترف بتلك الخطايا التي من أجلها مات المخلص. عندئذ فقط يشرق في نفسه جلال عمل الصليب.
كل السرور والرضـــى
بــه أمــــام الآب وقلبـــــه بكـــل مــــــــا
أكمله قد طــاب
|