رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة استشهاد يوحنا المعمدان
[إنجيل مرقس 17:6-29] مُقتَبَس من كتاب "شرح إنجيل القديس مرقس"، للأب متى المسكين، من صفحة 313 - 319 كما كانت قصة إيليا مع إيزابل امرأة أخآب واضطهاد أخآب له حتى الموت لولا تدخل الرب بقوة ليُبقيه: "وأخبر أخآب إيزابل بكل ما عمل إيليا وكيف أنه قتل جميع الأنبياء (الكذبة الذين كانت تأويهم إيزابل) بالسيف، فأرسلت إيزابل رسولاً إلى إيليا تقول هكذا تفعل الآلهة (الكذبة) وهكذا تزيد إن لم أجعل نفسك كنفس واحد منهم في نحو هذا الوقت غداً. فلما رأى ذلك قام ومضى لأجل نفسه!" (1مل 1:19-3). وهكذا تجيء قصة المعمدان الذي جاء بروح إيليا وشبح إيزابل وراءه، ولكن هذه المرَّة كانت هيروديا امرأة هيرودس. وكأنما تأجل تهديد إيزابل حتى تقمصته هيروديا، وما لم تستطع إيزابل عمله استطاعت هيروديا. ومات المعمدان بقطع رأسه. صورة من الصور الحزينة التي دفع ثمنها الأنبياء إزاء مواجهتهم للفجور بالمناداة بالحق. فالنياشين لا تنتظرنا إزاء إعلان الحق في وجه الباطل، بل ينتظرنا قطع الرقبة، وهذا هو إكليل الأنبياء الذي ختمه المسيح على الجلجثة. 17:6 "لأَنَّ هِيرُودُسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَأَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، إِذْ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا". القديس يوحنا المعمدان هو آخر أنبياء العهد القديم، والمفروض بحسب نص ما قاله ملاخي النبي إن روح إيليا ستُرسل في شخص مَنْ يظهر في الأيام الأخيرة (العهد الجديد) وكأنه ملاك الله، لكي يوبِّخ ويؤدِّب شعب إسرائيل قبل مجيء الرب. وإليك نص الآية: "ها أنذا أُرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب العظيم والمخوف (على الأعداء) فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم لئلاَّ آتي وأضرب الأرض بلعن" (مل 5:4و6) (400 سنة قبل الميلاد). فلمَّا سألوا المسيح عن صدق هذه النبوَّة بقولهم: "وسأله تلاميذه قائلين: فلماذا يقول الكتبة إن إيليا ينبغي أن يأتي أولاً؟ فأجاب يسوع وقال لهم: إن إيليا يأتي أولاً ويرد كلَّ شيء، ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا" (مت 17: 10- 12). وأيضاً: "لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا، وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي" (مت 11: 13و14). وأيضاً من إنجيل ق. مرقس: "لكن أقول لكم: إن إيليا أيضاً قد أتى وعملوا به كل ما أرادوا كما هو مكتوب عنه" (مر 13:9). ويُعتقد أن قول المسيح في إنجيل ق. مرقس هو الأصل الذي أخذ منه القديس متى. وقد أشار الروح القدس إلى المعمدان وقت ميلاده أنه جاء بروح إيليا: + "ويتقدَّم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً." (لو 17:1) "كان قد أرسل وأمسك يوحنا وأوثقه في السجن": كان هيرودس المدعو "أنتيباس" يخاف الشعب اليهودي لأنه لم يكن من أصل يهودي نقي، وكان قد أخذ الولاية على اليهودية بالغش والخداع والرشوة، فكانت أية تجمعات من الشعب وخاصة تحت قيادة أشخاص زعماء تُرعب قلبه. فلما ذاع صيت المعمدان والتف الشعب كله حوله، لم يطق الوالي الخائف فاحتال عليه وسجنه. وكما أخبرنا المؤرِّخ اليهودي يوسيفوس(1) فإنه سجنه في قلعة ماخيروس الواقعة نحو الشمال الشرقي من البحر الميت. ولكن من رواية ق. مرقس يُستشف أن السجن كان في طبرية مركز حكم هيرودس وبجوار القصر الذي عمل فيه الوليمة لعيد ميلاده. "من أجل هيروديا": هيروديا ابنة أرسطوبولس ابن هيرودس الكبير من مريمن Mariamne. وهيروديا كانت زوجة لفيلبُّس أخي هيرودس أنتيباس وكان لها ابنة اسمها سالومي (الراقصة). وهيرودس أنتيباس هذا القاتل كان متزوجاً بنت الحارث الوالي (العربي) فطلقها وتزوج امرأة أخيه هيروديا وبنتها سالومي. ويقول المؤرِّخ يوسيفوس(2) أن امرأة هيرودس أنتيباس إذ علمت بنية طلاقها هربت عن طريق قلعة ماخيروس ومنها فرَّت إلى مملكة أبيها واحتمت به. ولذلك أقام أبوها حرباً انتقامية ضد هيرودس أنتيباس سنة 36م وهزمه شر هزيمة، هذه التي اعتبرها اليهود أنها نقمة من الله بسبب قتله للمعمدان(3). 18:6و19 "لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لِهِيرُودُسَ: لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ! فَحَنِقَتْ هِيرُودِيَّا عَلَيْهِ، وَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَهُ وَلَمْ تَقْدِرْ". كان المعمدان - في فرص تقابُله مع هيرودس أنتيباس هذا - يوبِّخه على زواجه من امرأة أخيه، وقطع عليه بالقول: "لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك" وذلك طبقاً للناموس الذي يعتبر ذلك زنا. فكانت هيروديا تسمع ذلك فحنقت عليه وأرادت أن تقتله - كإيزابل وإيليا - ولم تقدر لأن هيرودس كان يخاف الشعب. ويقول إنجيل ق. متى: "ولمَّا أراد أن يقتله خاف من الشعب لأنه كان عندهم مثل نبي" (مت 5:14). وهذه أيضاً شهادة ق. لوقا: "أمَّا هيرودس رئيس الربع فإذ توبَّخ منه لسبب هيروديا امرأة فيلبُّس أخيه ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها، زاد هذا أيضاً على الجميع أنه حبس يوحنا في السجن." (لو 3: 19و20) 20:6 "لأّنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ، وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سِمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيراً، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ". إنجيل ق. مرقس هو الوحيد الذي كشف هذه العلاقة السرية بين هيرودس والمعمدان، وهي تكشف مدى ضعف هذا الإنسان إذ تحت إغراء وإلحاح امرأة يتراجع ويقف ضد ضميره، فقد ظل يدافع عن المعمدان "ويحفظه" من مؤامرات هذه الزوجة الفاجرة، ولكنه انهار أخيراً أمام ألاعيبها. "إذ سمعه فعل كثيراً": الترجمة العربية هنا تتبع بعض المخطوطات اليونانية، أمَّا المعنى الحرفي حسب النص اليوناني أعلاه الوارد في المخطوطات الأقدم فهو: "إذ سمعه اضطرب كثيراً، أو صار في ضيق أو صعوبة"، ولكنه سمع بفرح. بمعنى أن كلام المعمدان كان يصيب ضميره إصابة مباشرة فكان يضطرب ويتضايق بسبب عذاب ضميره، ولكن سحر المرأة اللعوب كان قادراً أن يطفئ جذوة الضمير بل ويميته!! ويتضح المعنى لكلمة eporei في إنجيل ق. لوقا هكذا: "وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب برَّاقة" (لو 4:24). والمعنى جميل إذ لمَّا كان المعمدان يؤاخذه على خطيته كان يحتار جداً، ولكنه كان يسمعه بسرور. وهذه هي الثنائية القاتلة التي أنهت على المئات والألوف من الرؤساء والعظماء والقادة، يستيقظ ضميره للحق أمام المراجعة والتوبيخ، ثم إذ يستثار الشر والثأر في قلبه يضطهد من يوبِّخه ويقتله!! أو يحرمه وينفيه!؟ 21:6و22 "وَإِذْ كَانَ يَوْمٌ مُوافِقٌ، لَمَّا صَنَعَ هِيرُودُسُ فِي مَوْلِدِه عَشَاءً لِعُظَمَائِهِ وُقُوَّادِ الأُلُوفِ وَوُجُوهِ الْجَلِيلِ، دَخَلَتِ ابْنَةُ هِيرُوديَّا وَرَقَصَتْ، فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَقَالَ الْمَلِكُ لِلصَّبِيَّةِ: مَهْمَا أَرَدْتِ اطْلُبِي مِنِّي فَأُعْطِيَكِ. وَأَقْسَمَ لَهَا أَنْ مَهْمَا طَلَبْتِ مِنِّي لأُعْطِيَنَّك حَتَّى نِصْفَ مَمْلَكَتِي". يلزمنا هنا أن نوضِّح جنسية هؤلاء الرؤساء إذ كانوا خليطاً من الأدوميين والصدوقيين النصف وثنيين وهم في نفس الوقت من نسل شمعون رئيس الكهنة ومن سلالة الأمراء المكابيين، جمعوا بين كل هذه الجنسيات من خلاعة ومجون مكشوف بلا خوف الله ولا حياء من أحد، فهم في صف الملوك يقلِّدون الرومان في بذخهم ومجونهم وقسوتهم. فالوليمة كانت فاخرة ذاخرة بكل ما هو شهي ومثير، والضيوف على مستوى الجيش ووجهاء الجليل، جليل الأمم!! وكفى. "دخلت ابنة هيروديا (سالومي) ورقصت": لم يكن عمر سالومي يزيد عن عشرين سنة، حسب تحقيق يوسيفوس (سنة 28 بعد الميلاد)، وهي حفيدة هيرودس الكبير. وقد أصبحت فيما بعد أميرة عندما صارت زوجة لفيلبُّس رئيس ربع - أيطورية - وهو عمها بآن واحد، ثم تزوجت بعده بابن عمها أرسطوبولس ملك حلكيس(4). لذلك يقول معظم علماء الغرب إنه من المستحيل أن أميرة بهذا المَحْتِد تقبل أن ترقص في حفل عام. ولكن أين الحياء عند الزواني؟ وإن كانت نية القتل للعدو ثمناً لرقصة، فمرحباً بالرقص. المهم أن يُقتل المعمدان. هكذا قال الشيطان ونفَّذت حواء. وطبعاً رقصت وحدها الرقصة الشرقية بكل جسمها وبكل ما يثير الغرائز(5). وما أشبه اليوم بالبارحة!! فقصة هَدَسة أي أستير الجميلة حسنة الصورة اليتيمة الأب والأُم، التي تبناها مردخاي اليهودي وهي بنت عمه، والتي اختارها الملك أحشويرش أكثر من كل الجميلات لتكون له زوجة عوض وشتى، والتي بحسنها سلبت قلب الملك، وطلبت أن يُصلب عدو اليهود هامان على الخشبة التي أعدَّها ليَصْلِب عليها مردخاي اليهودي. لكن أستير دبَّرت نقمتها على عدوها بحشمة اليهود وفي حياء بناتهن. أمَّا هذه الأدومية فسخَّرت جسدها لتشتري به رأس نبي!! "فسرَّت هيرودس والمتكئين معه. فقال الملك للصبية: مهما أردتِ اطلبي مني فأعطيك": لما انتهت المائدة وامتلأت البطون ولعبت الخمر بالعقول، رقصت الفتاة رقصة الشيطان فأهاجت العواطف والغرائز، ووقف الشيطان يطالب بحقه كمؤلِّف ومنفِّذ للمسرحية. "وأقسم لها أن مهما طلبتِ مني لأعطينكِ حتى نصف مملكتي": كان عند هيروديا نصف المملكة بأموالها ورعاياها ومجدها لا يساوي شيئاً بجوار رأس المعمدان!! ويا ويل مَنْ وقع تحت كيد النساء! فالمرأة الحاقدة لا يروي حقدها نصف مملكة، فعطشها للنقمة لا يرويه إلاَّ الدم!! 24:6 "فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ لأُمِّهَا: مَاذَا أَطْلُبُ؟ فَقَالَتْ: رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ". لقد راهنت هيروديا على نصف المملكة مقابل رأس يوحنا المعمدان فكسبت الرهان. 25:6 "فَدَخَلَتْ لِلْوَقْتِ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْمَلِكِ وَطَلَبَتْ قَائِلَةً: أُرِيدُ أَنْ تُعْطِينِي حَالاً رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ عَلَى طَبَقٍ". يغلب على ظني أنها وضعت كلمة "حالاً" قبل الطلب أو كأهم ما في الطلب كضمان للطلب. فالطلب الصادر من القلب الحقود الجحود والنفس التي نوت على القتل من المهم جداً أن يكون "في الحال"، حيث السرعة الشديدة ليس سببها كما يقول المفسرون خوفاً من أن يرجع الملك في كلامه، بل تعطشاً لتتميم النقمة بأقصى ما تكون السرعة. فسيكلوجية الشيطان لا تحتمل البطء في تتميم القتل. فنصيحة الشيطان اقتل، واقتل بسرعة. هذه التقطها المسيح من قلب يهوذا، بل من فكر الشيطان: "ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة" (يو 27:13). فالرجل القاتل قاتل هو، ولكن الرجل الذي يقتل بسرعة هو قتَّال ماهر. وهكذا الشيطان دائماً "قتَّال للناس من البدء" (يو 44:8). فالسرعة في تنفيذ القتل هي السبب في 90% من حوادث القتل العمد. وكانت وظيفة المعمدان أن يعدَّ بصراخه الطريق أمام الرب، ويهيئ برأسه المقطوع طريق الجلجثة. 26:6-28 "فَحَزِنَ الْمَلِكُ جِدًّا. وَلأَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَرُدَّها. فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ سـَيَّافاً وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِرَأْسِهِ. فَمَضَى وَقَطَعَ رَأْسَهُ فِي السِّجْنِ وَأَتَى بِرَأْسِهِ عَلَى طَبَقٍ وَأَعْطَاهُ لِلصَّبِيَّةِ، وَالصَّبِيَّةُ أَعْطَتْهُ لأُمِّهَا". حُزن الملك أَظْهَر احترامه للمعمدان كبارٍّ وقديس. وقد عبَّر عنه ق. متى بأنه "اغْتمَّ"، ولكن ق. مرقس جعلها "حزن جداً" كنوع من الكمد ألمَّ به، إذ شعر في الحال بالجريمة التي وقع فيها بسبب رعونته وخبث سالومي وأمها. ولكن حقٌ هنا ما يُقال بالمثل: "لقد سبق السيفُ العَزَل" إذ تحمَّل في هذه اللحظة جُرم روح أزهقها خرجت تشكو أمام الله. وهكذا قطع رأس أعظم نبي في حفلة رقص. ويُقال إن المعمدان كان سجيناً في قصر هيرودس الكبير الذي بناه في مرتفع ماخيروس، وهذا يحتِّم أن الوليمة كانت هناك. لهفي على نبي البرية صاحب الصوت الصارخ، لقد خرجت منه صرخة الموت ليكمِّل إعداد طريق الجلجثة، كما قلنا، ورُفعت رأسه عن الجسد وأُهديت إلى زانية خليعة ليُكمِّل بها عار إسرائيل ورفض المسيح في وطنه. 29:6 "وَلَمَّا سَمِعَ تَلاَمِيذُهُ، جَاءُوا وَرَفَعُوا جُثَّتَهُ وَوَضَعُوهَا فِي قَبْرٍ". ويقول التقليد إن تلاميذه دفنوها بجوار قلعة ماخيروس(6) وذهبوا أيضاً حسب التقليد وأخبروا يسوع: "فتقدَّم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه، ثم أتوا وأخبروا يسوع" (مت 12:14). وينقل لنا التقليد أن هذه المرأة الحقود الفاجرة لم يمت حقدها بقطع رأس المعمدان؛ بل أمرت أن ترمي جثته من فوق الأسوار لتأكلها الكلاب. الأمر الذي ينقل لنا منظر جثة إيزابل التي أُلقيت من شباك بيتها فأكلتها الكلاب فعلاً. هذا التقليد ذكره إيرينيئوس ونيسيفورس، كما ذكره فارر في كتابه المترجم (حياة المسيح) صفحة 253. هذا هو المعمدان الذي شهد له المسيح: + "كان هو السراج الموقد المنير وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة" (يو 35:5) + "ابتدأ يسوع يقول للجموع عن يوحنا: ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا؟ أقصبة تحركها الريح؟ لكن ماذا خرجتم لتنظروا؟ أَإِنساناً لابساً ثياباً ناعمةً؟ هوذا الذين يلبسون الثياب الناعمة هُم في بيوت الملوك. لكن ماذا خرجتم لتنظروا أنبيًّا؟ نعم أقول لكم، وأفضل من نبي (كاهن ابن كاهن). فإن هذا هو الذي كُتب عنه: ها أنا أُرسل أمام وجهك ملاكي الذي يُهيئ طريقك قدامك. الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان." (مت 11: 7-12) كان المسيح يحبه ويحترمه ويقدِّر صعوبة حياته ورسالته. وقد رفعه إلى درجة أعظم من الأنبياء. |
|