18 - 06 - 2012, 11:03 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
رفع ابن الإنسان
كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان (يو3: 14)
قال المسيح هذه العبارة وما يشبهها ثلاث في إنجيل يوحنا. هنا، وفي يوحنا 8: 28؛ ثم في يوحنا 12: 32. وفي المرات الثلاث ارتبطت بلقب « ابن الإنسان ». والمرة الأولى كانت في بداية خدمته، والمرة الثانية في منتصف الخدمة، والمرة الثالثة في نهايتها، فالصليب، حيث رفع المسيح، كان دائماً ماثلاً أمام عينيه.
في المرة الأولى أعلن الرب هذا الإعلان لرجل باحث عن الحق (نيقوديموس)، والمرة الثانية قاله لجماعة من الفريسيين غير المؤمنين، والمرة الثالثة ردده على مسامع أناس من اليونانيين كانوا قد أتوا في العيد ليسجدوا. فالصليب هو أعظم حقيقة على جميع البشر مواجهتها، وسيؤثر فيهم حتماً إن سلبياً أو إيجابياً.
لقد كان الصليب حتمية، ينبغي أن يرفع المسيح عليه، لكي يتم فداؤنا من لعنة الناموس ومن لعنة الخطية (قارن غل3: 13). فإن كان لمطالب عرش الله أن تواجه، ولعدالته أن تكتفي، كان يلزم أن يدان شخص خالٍ من الخطية بديلاً عن الخطاة. لكن الصليب فيه أكثر من مجرد جانب البر الحتمي (ع14)، إنه إعلان للمحبة الإلهية (ع16). وإذا كان بر الله جعل موضوع الكفارة حتمياً، فإن محبة الله جعلته ممكناً.
لقد أصر اليهود الأشرار لا على موت المسيح فقط، بل وموته مصلوباً (يو8: 28)، ذلك لأنهم - في شر قلوبهم - أرادوا أن يميتوه ميتة اللعنة والعار. لكن هذه الميتة عينها، رغم قسوتها وبشاعتها، كانت الوسيلة لرفع المسيح وتمجيده (يو12: 31-33). كيف لا وفيها جرد المسيح الرياسات والسلاطين، وأشهرهم جهاراً ظافراً بهم في الصليب. لقد استجمع الشيطان كل قواه، وضرب ضربته، فكانت الضربة القاضية، لكن عليه هو لا على المسيح! ولقد أراد الأشرار أن يقتلوه لكي لا يذهب الجميع وراءه (يو11: 48)، لكنه عندما رُفع ومات، استطاع بمحبته أن يجذب إليه الجميع!
إن الصليب الذي يبدو للعين البشرية هزيمة، هو في حقيقة الأمر النُصرة عينها، ففيه حصَّل الله مجداً، وفيه هُزم الشيطان، وفيه تصالح الإنسان. فلا عجب أن المسيح بعد أن قال « الآن تمجد ابن الإنسان »، أردف قائلاً: « وأنا إن ارتفعت عن الأرض »!
|