18 - 06 - 2012, 11:02 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
رجل الأوجاع
« رجل أوجاع ومُختبر الـحَزَن » (إش3:53)
يَرِد عن المسيح في خلال حياته على هذه الأرض الـمُتعبة « فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر » (يو6:4) . تفكروا في الرب نفسه، وهو رب المجد، يجلس مُتعباً على البئر، عطشان يسأل رشفة ماء في هذا العالم الذي كُوّن به ولم يعرفه !!
لقد كان له المجد، مهما كانت الكُلفة على نفسه، إعلاناً عن محبة الله للإنسان. وإني أسجد تعبداً للمحبة التي قادته لأن يُجعل خطية لأجلى - تلك المحبة التي دفعته لأن يتحمل كل تلك الآلام، وما آعمق الدروس التي نتعلمها من هذه الآلام.
ماذا أتوقع من أصدقائي إذا دخلت في تجربة؟ على الأقل أتوقع أن لا يتركوني. لكن جميعهم تركوه وهربوا. وماذا أتوقع من الجالس على كرسي العدالة؟ أتوقع أن يحمى البريء. وبيلاطس يغسل يديه من دمه، ويسلمه، ويا للعجب، للشعب! وماذا أتوقع من الكاهن؟ أتوقع أن يترفق بالجهّال والضالين. لكنهم ازدادوا تحريضاً للشعب على أن يصرخوا قائلين « خُذه. اصلبه ». كل واحد كان يقاوم ما هو حق، وذلك الإنسان وحده لم يكن فقط في طريق الحق، بل بمحبة إلهية سلك الطريق كلها.
أوجاعه، ينبغي أن تكون أبداً وعلى الدوام، أغواراً نتفرّس فيها بكل احترام وخشوع. هذا التأمل العميق يرفـّع نعمة الرب يسوع أمام النفس ويولـِّد فيها الإحساس بأن هذا المتألم هو ابن الله الكامل.
انتظر رقة فلم تكن، معزين فلم يجد. جُرِّب وامتُحن للغاية، إلى أقصى الحدود، وحيداً منفرداً، مُصلياً في اكتئاب عميق، وليس مَنْ يرثى له غير مريم التي من بيت عنيا - هي وحدها دون الباقين، مع أنه هو قد رثى لجميعهم.
ليس إنسان منا يستطيع أن يسبر أغوار هذه الحقيقة، أن ذاك الذي هو في حضن الآب، يجد نفسه، كإنسان متروكاً من الله.
وعلى قياس معرفته بأنه القدوس، على هذا القياس عينه أستشعر معنى أن يُجعل خطية أمام الله. وعلى قياس معرفته بمحبة الله، على هذا القياس عينه أحِس بمعنى أن يكون متروكاً من الله.
هو القيامة والحياة. ويا للعجب، وهو كذلك في هذا العالم كمَنْ بيده مغاليق الموت، نراه يخطو بنفسه إلى ما داخل الموت لأجلنا!! لقد اشترانا بأغلى ثمن دون أن يفرّط فينا.
|