18 - 06 - 2012, 10:42 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
حتمية الصليب
لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا (رو5: 8)
إن الذين ليست لهم دراية بشخصية المسيح، يظنون أن صلبه يرجع فقط إلى كراهية كهنة اليهود له، ولذلك يكون المسيح ـ بناء على رأيهم ـ قد مات شهيد الحق والواجب فحسب. غير أننا إذا رجعنا إلى الكتاب المقدس، نرى أنه لم يمت شهيداً فحسب، بل وكفارة أيضاً.
ومع بقاء المسيح في مركزه الذاتي هو الكامل الذي لا ينفصل عن الله على الإطلاق، أصبح كابن الإنسان في مركزه النيابي على الصليب في الساعات الثلاث الكفارية، كما لو كان هو كل المفديين الذين آمنوا به، حاملين خطاياهم وشرورهم، ومحتملين في نفوسهم العذاب المريع الذي يستحقونه بسببها. وطبعاً لم يكن لكائن سوى المسيح أن ينوب عنهم في هذه الحالة المريرة.
ولقد كان موت المسيح كفارة هو أكبر خدمة قام بها لأجلنا، لأنه لو كان قد عاش إلى الآن، يعلم الناس ويطعم الجياع ويشفي المرضى ويقيم الموتى، دون أن يكفر عن خطايانا، لكانت هذه الخدمات مع سموها وفائدتها، لا تخلصنا من دينونة خطايانا أو تؤهلنا للوجود مع الله والتوافق معه. ومن ثم كنا نقضي أبديتنا في شقاء، وبئس المصير. فلو كان المسيح قد تجنب الصلب، أو سمح لتلاميذه باستخدام السيف، أو استدعى الملائكة للدفاع عنه، وكان ذلك ميسوراً لديه؛ لظلت خطايانا سائدة علينا. أما الآن فقد انتصرت محبة الله ورحمته على خطايانا انتصاراً تاماً، ومن ثم صار لكل من يؤمن منا إيماناً حقيقياً، امتياز الحصول على الصفح والغفران إلى الأبد.
لك المجد للأبد
يا يسوعُ ربنا قد حملت في الجسد
إثمنا وحُكمَنا نُبتَ عنا يا حبيب
حاملَ الحُكمِ الرهيبْ ذاك حكمنا وقد
أُكمِلَ على الصليبْ
|