|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تشبيهات من الطيور أشبهت قوق البرية، صرت مثل بومة الخِرب. سهدت وصرت كعصفور منفرد على السطح (مز102: 6،7)مع أن المسيح مُشبّه في الكتاب المقدس بالنسر القوي (خر19: 4؛ تث32: 11) وبالحمام الطاهر (لا5: 11)، لكنه هنا يشبَّه بالطيور التي تشير إلى البؤس والحزن. لقد ذهب الضياء من العيون، والجمال من الوجه، وذلك بسبب ما تعرَّض له من صوم، وتنهُّد، وسهاد، وعار، ووحدة، وعداوة. ويذكر هنا ثلاثة تشبيهات من الطيور كالآتي: 1- قوق البرية: أو بجع البراري. والقوق هو أشد الطيور عبوسة وكآبة. وهو صورة رمزية للشخص المكتوب عنه « رجل أوجاع ومختبر الحزن » (إش53: 3). ثم إن القوق طائر يلذ له العيش في الماء، فماذا تكون حالته لو أُخِذَ من الماء إلى البرية؟! أي إلى ظروف عكس التي اعتاد عليها تماماً. هكذا كان ربنا المعبود على هذه الأرض، لقد أتى من السماء حيث القداسة والنور والحب إلى عالم غريب مختلف عن طبيعته كل الاختلاف. 2- بومة الخِرَب: التي تسكن عادة في الخِرَب والأماكن المهجورة، والمسيح كان في نظر الأمة « لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظرَ فنشتهيه » (إش53: 2). 3- عصفور منفرد على السطح: العصفور بطبيعته كائن اجتماعيّ، يتألم وينوح إذا فقد رفيقه، وكم يكون حزنه عند شعوره بالانفراد والعزلة. وكم كان حَزِنَ ربنا يسوع واكتآبه، « نفسي حزينة جداً حتى الموت ». فعند القبض عليه تركه تلاميذه الأحباء وهربوا، وفوق الصليب تركه الله القدوس لأنه كان يمثِّل الأثَمة وينوب عنهم. فيا لرهبة هذه العُزلة الانفرادية!! قال أحد علماء الطيور: « إنه لا يوجد طائر حزين كئيب مثل القوق، ولا يلذ لطائر السكنى في الخرائب مثل البومة، ولا يوجد مَنْ يعاني الوحدة الشديدة مثل العصفور عندما يفقد أليفه ». ولو سألنا: لماذا خلق الله القوق والبوم؟ فيمكننا أن نجيب بالقول « لكي تصوِّر لنا بطريقة أوضح شدة أحزان المسيح في طريق خلاصنا ». في كل حياته كان المسيح مثل قوق البرية، وفي جثسيماني وجباثا حيث حوكم من يد البشر وأُهين، كان مثل بومة الخِرَب، وأخيراً في الجلجثة كان كعصفورٍ منفردٍ على السطح!! |
|