رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
{ حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ } بقلم الأب القمص أفرايم الانبا بيشوى + علينا أن نعبد الرب بقلب مستقيم غير منقسم، لا يعرج بين محبة الله ومحبة العالم وشهواته وأمواله، لهذا راينا إيليا النبي قديما يوبخ الشعب من عبادة الأوثان ويقول لهم:{ حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللَّهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ.} (1مل21:18). قال النبي العظيم إيليا هذه الآية للشعب على جبل الكرمل لأن الشعب كان يريد أن يجمع بين عبادة الله والبعل، وزاغوا عن عبادة الله الحي كما يريد البعض الله اذ يسمع كلامه ويدخل معه في إختبارات ويريد الخطية لأنه يجد بها متعته الوقتية فهي تجعله يحيا فى التراخي والخطية. ولهذا يحذرنا السيد المسيح من العبودية لله وللمال ويقول: { لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ» (لو 16 : 13). من يحب الله يجعل المال خادم جيد له وليس سيد قاس، ومن يريد الله يبتعد عن محبة العالم وشهواته { أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبّاً لِلْعَالَمِ فَقَدْ صَارَ عَدُّواً لِلَّهِ} (يع 4 : 4). من يريد الله يجب أن يحبه من كل القلب والفكر والنفس ويترك الخطية ويثبت قلبه نحو السماء ويطلب ما هو فوق حيث المسيح جالس عن يمين الآب. التعريج بين الفرقتين يدل على ان القلب غير ثابت فى محبة الله أو أن التوبة غير صادقة وغير كاملة. + يجب أن لا ينقسم القلب أو الفكر أو الوقت أو الأرادة إلى أجزاء تخدم الله والخطية. فالله لا يقبل الله إلاَّ أن يستلم القلب كلُّه وليس أجزاء منه ونعطيه حياتنا كلها، فلا نطلب من الله حنانه ورحمته ومحبته ونترك الوصايا وألصوم والصلاة فنصل إلى خدمة الله بشفاهنا وقلوبنا مبتعدة عنه { يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً} (مت 15 : 8). لهذا أوصى داود النبي أبنه سليمان الملك قائلا{ وَأَنْتَ يَا سُلَيْمَانُ ابْنِي اعْرِفْ إِلَهَ أَبِيكَ وَاعْبُدْهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ وَنَفْسٍ رَاغِبَةٍ, لأَنَّ الرَّبَّ يَفْحَصُ جَمِيعَ الْقُلُوبِ وَيَفْهَمُ كُلَّ تَصَوُّرَاتِ الأَفْكَارِ. فَإِذَا طَلَبْتَهُ يُوجَدُ مِنْكَ, وَإِذَا تَرَكْتَهُ يَرْفُضُكَ إِلَى الأَبَدِ }(1اخ 28 : 9). من يثبت في المسيح يأتي ويدوم ثمره {اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ} (يو 15 : 4). نثبت فى محبته لانه أحبنا وبذل ذاته فداء عنا { كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي }(يو 15:9). المؤمن يحيا حر من العبودية للشيطان أو الخطية أو العادات الرديئة ولا يرتبك بمحبة العالم{ فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ }(غل 5 : 1). + نحن مطالبين أن نعبد الرب بكمال وأمانة وبكل تواضع القلب كما لقد طالب يشوع الشعب قديما قائلا: { فَالآنَ اخْشُوا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِكَمَالٍ وَأَمَانَةٍ, وَانْزِعُوا الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمْ فِي عِبْرِ النَّهْرِ وَفِي مِصْرَ, وَاعْبُدُوا الرَّبَّ. وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ, فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ, وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ»} (يش14:24-15). والذي يقسم قلبه يعاقب ولا ينجح { قَدْ قَسَمُوا قُلُوبَهُمْ. الآنَ يُعَاقَبُونَ. هُوَ يُحَطِّمُ مَذَابِحَهُمْ يُخْرِبُ أَنْصَابَهُمْ} (هو 10 : 2). ومن يعرج بين عبادة الله والعالم لا يجد سلام ويحيا في قلقل{ رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ} (يع 1 : 8). {اِقْتَرِبُوا إِلَى اللَّهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ} (يع 4 : 8). لهذا يحيا المؤمنين فى حرص وتوبة شاملة ومخافة لله بقلب غير منقسم و تصل بهم الي المحبة والعشرة القوية والصلاة العميقة والخدمة الصادقة وتكريس القلب والوقت والحياة لله حتى نصل الي الكمال المسيحي. |
|