رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف رجل استخدمه الرب لا يوجد إنسان بلا عيب لأن الجميع في الموازين إلى فوق، وعندما يريد الله أن يستخدم إنسان لعمله يستخدم الضعيف وأيضًا القوي، فالكتاب يعلّمنا أن الله اختار جهّال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليُبطل الموجود لكيلا يفتخر كلُّ ذي جسد أمامه اكو27:1، 28 فيختار الضعيف ليكون المجد لله لا للإنسان. ونحن نجد على مر التاريخ أن الله استخدم أشخاص كان بهم عيوب جسيمة، لكنه غيَّر حياتهم وشكلها لكي تكون آنيةً للكرامة نافعهً لخدمة السيد، لذلك أضع أمامكم شخصية يوسف النجار الرجل الذي استخدمه الله بشكل مميز. لم يكن قائدًا بارزًا أو مشهورًا، بل كان وراء الستار والمشهد نجار بسيط عامل يدوي بعيد عن الأضواء، إذ كيف يظهر نوره بجانب نور السيدة العذراء مريم لقد حجب نورها نوره وشخصيتها شخصيته بل أيضًا الجميع تواري نوره أمام شمس البر يسوع المسيح لم يكن يوسف خطيبًا مفوَّهًا ولم يكن غنيًا، بل كان فقيرًا جدًا رغم أنه سليل الملوك (داود). ربما تكون شخص بعيدًا عن الأنظار وغير مشهور، مواهبك محدودة وإمكانياتك ضعيفة لكنّ الله يستطيع أن يستخدمك لمجد اسمه لذلك نستطيع أن نرى ثلاث صفات في حياة يوسف النجار، وكل من يستخدمهم الرب. الصفة الأولى: الالتزام :رغم أن يوسف كان فقيرًا جدًا وربما من أفقر الناس الذين في الناصرة، وهذا واضح من التقدمة التي قدمتها مريم العذراء بعد ميلاد السيد المسيح فقد كانت تقدمة الفقراء زوج يمام أو فرخَي حمام، ورغم فقره إلا أن الكتاب يشهد عنه أنه كان بارًا وهذه الكلمة استخدمت بمعنى المطيع لوصايا الله وأيضًا بمعنى المستقيم، أي أنه لا يعرف سوى الخط المستقيم يسلك فيه دون أدنى تذبذب لا يعرف التواء القصد أو السبيل أنه في لغة الحاضر هو إنسان جنتلمان، أي الفاضل النبيل لطيف الخلق. أ- ظهر الالتزام أولاً نحو الله: عندما ظهر له ملاك الرب في حلم قائلاً يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ امرأتك لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم. يقول الكتاب فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب وأخذ امرأته مت20:1، 21، 24. أيضًا عندما أراد هيرودس الملك قتل الصبي يسوع، يقول الكتاب إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلاً قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمعٌ أن يطلب الصبي ليهلكه؛ يقول الكتاب فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر مت13:2، 14؛ بل أيضًا عندما مات هيرودس يقول الوحي المقدَّس إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلاً قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي، فقام وأخذ الصبي وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل مت19:2-21؛ لقد كان يوسف مطيعًا وخاضعًا لصوت الله في حياته. ب- ظهر الالتزام في علاقته بأسرته: والكتاب يعلِّمنا أنه من لا يعرف أن يدبّر بيته كيف يعرف أن يدبّر بيت الله لقد كان يوسف ملتزمًا من نحو عائلته وهذا واضح من مواقفه وعلاقته بالسيدة العذراء مريم فعندما علم أنها حبلى، ماذا فعل؟ماذا فعل أمام السر العظيم الذي انحنى أمامه بولس قائلاً عظيمٌ هو سر التقوى الله، ظهر في الجسد 1تي16:3 لقد كان يوسف رجلاً يهوديًا، لا يؤمن بالخيالات الوثنية، كان يؤمن بأن المسيّا سيأتي، لكن لم يخطر بباله أنه يأتي بهذه الطريقة؛ بل إنّ العذراء عندما جاء إليها الملاك بالبشارة كان رد فعلها وهي تقول كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً، لو34:1؛ ماذا يفعل رجل مثل يوسف أمام هذا الموقف؟ إنه لم يرَ رؤيا ولم يسمع صوت من الملاك وعهد الخطبة كان أشبه بعهد الزواج ومخالفته بمثابة مخالفة الحياة الزوجية، لقد كان في صراع ورغم ذلك يقول الكتاب لم يشأ أن يُشهرها أراد تخليتها سرًا. حاول ألا يجرحها بل إنه بذل جهدًا لكي لا يمسَّ مشاعرها بكلمة واحدة، لقد كان ملتزمًا ببيته يحترمه ويحبه، فهل لنا هذا الالتزام والاحترام في بيوتنا؟ ت- ظهر الالتزام في تقديم الحماية لأسرته: كانت هناك مضايقات نحو العائلة ومتاعب كثيرة لكن يوسف ضحى براحته وأصدقائه وغيَّر حياته ليقدّم الحماية للأسرة. لقد كان هناك كل يوم تهديد للأسرة، لكن كان يوسف ملتزمًا بتقديم الحماية لها والدفاع عنها. هكذا كان الالتزام في حياة يوسف الله أولاً ثم بيتي وزوجتي، لذلك باركه الله. الصفة الثانية: التواضع: يوسف كرجل شرقي كيف يرفع رأسه وسط المجتمع الذي كان يعيش فيه بعد أن ظهرت علامات الحمل على مريم، وعندما كبر يسوع اتَّهمه البعض بأنه ابن زنى، بل كما قلت إنه كان خلف الستار ورغم ذلك لم نسمع أن هناك صراعًا بينه وبين زوجته، فقد كان الزوج المتواضع والتواضع كلمة سهلة في قولها، صعبة في تنفيذها. يقول الكتاب قد أخبرك أيها الإنسان ما هو صالح وماذا يطلبه منك الرب إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعًا مع إلهك ميخا8:6 نتحدث كثيرًا عن التواضع وربما نكون أكثر الناس كبرياءً وتعالي، والكبرياء تجربه مرة لأن قبل الكسر الكبرياء. ألم تكن هذه تجربة الشيطان نفسه الذي وضعه الله في المكان العظيم المحدد له، لكنه حاول أن يأخذ مكانًا أعظم وأعلى، أليست هذه هي تجربة نبوخذناصر عندما قال أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي، فكانت النتيجة أن المُلك زال عنه وطُرد من بين الناس وأخذ يأكل العشب كالثيران. وهي نفس تجربه هيرودس إذ وهو لابس حلَّته الملوكية وعلى عرش الملك ويخاطب الشعب، صرخوا بصوت عظيم هذا صوت إله لا إنسان، ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعطِ المجد لله، فصار يأكله الدود ومات. والكبرياء هي التجربة التي كسرت الشعب أمام عاي ومرات كثيرة نتعرض نحن إلى هذه التجربة. مكتوب لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة، فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه 1بط5:5، 6 لقد كان يوسف رجلاً متواضعًا الصفة الثالثة: الأمانة: لابد من الأمانة فيمن يستخدمه الله ونستطيع أن نرى يوسف بجانب السيدة العذراء مريم الشخص الأمين الذي لم يهرب من تحمّل المسؤولية بل استمر بكل أمانة وصبر رغم المتاعب التي واجهت العائلة المقدَّسة سواء كان في الهروب إلى مصر أو في العودة إلى أرض الوطن لم يتطلع يوسف إلى مراعٍ أخرى أو كرامة أخرى أو سمعة أعظم، بل استمر أمينًا في خدمة الرب وعائلته، إنه الوكيل الأمين. أحبائي اليوم الذي نقف فيه أمام الله لا يسألنا عن المراكز التي وصلنا إليها ولا كم من المال جمعنا، بل السؤال هو هل كنت أمينًا؟ سوف يقول لكل واحد أعطِ حساب وكالتك وإن كنت أمينًا فسوف تسمع من فم الرب هذه الكلمات المباركة وتتمتع بالفرح السماوي، فقال له سيده نعمًّا أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير، ادخل إلى فرح سيدك مت25:21 لقد كان يوسف ملتزمًا نحو الله وعائلته وأيضًا كان متواضعًا وأيضًا كان أمينًا، لذلك استخدمه الرب. فهل تريد أن يستخدمك الرب؟ وهل تريد أن تحدث نهضه بسببك؟ كن ملتزمًا متواضعًا أمينًا. |
|