18 - 06 - 2012, 05:11 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
بكى يسوع
فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطرب ... بكى يسوع (يو11: 33-35)
في يوحنا11: 33-35 نقرأ عن البكاء ثلاث مرات. المرة الأولى عن بكاء مريم، والثانية عن بكاء اليهود، والمرة الثالثة عن بكاء المسيح. لكنها ليست نفس الكلمة في المرات الثلاث. فكلمة « البكاء » بالنسبة لمريم ولليهود تعني البكاء بصوت مرتفع. وأما بالنسبة للمسيح فهي كلمة مختلفة تعني حرفياً « ذرف الدموع ». فالمسيح لما رأى مريم تنتحب، واليهود الذين معها ينتحبون، فلقد تأثر بحزنهم الشديد وضعفهم الواضح أمام الموت، وإذ تحركت مشاعره، فإنه في إنسانية كاملة « ذرف الدمع ».
« بكى يسوع » مَنْ يسبر غور هذه الأعجوبة؟! ابن الله يبكي؟! وماذا تحكي لنا دموع المسيح هذه؟ يقيناً هي تحكي لنا رثاءه لأحبائه، وتعاطفه مع الأختين. أليس هو المكتوب عنه: « في كل ضيقهم تضايق »؟ لكن فيها شيئاً أكثر من مجرد الرثاء، فيها الشعور بما سببته الخطية من نتائج مُحزنة للبشر.
وإذا كانت دموع داود تُحفظ عند الرب في زِقه (مز56)، ففي أي مكان ينبغي أن تُحفظ دموع ربنا يسوع؟! وإذا كانت دموعنا مُقدَّرة عنده، فكيف لا يكون لدموعه كل التقدير عندنا؟! أصاب أحد الشرَّاح الأفاضل عندما علَّق على هذه الآية القصيرة « بكى يسوع »، فقال: « إنها قصيدة مُركزة في نبرة، وبحر خضم متجمع في قطرة، وأبدية طويلة مُختزلة في لحظة، وثروة هائلة مُختزنة في لؤلؤة « .
ويسجل لنا العهد الجديد بكاء يسوع ثلاث مرات، كلها مرتبطة بنتائج الخطية.
هنا عند قبر لعازر، بكى يسوع بكاءً صامتاً. لقد دمع يسوع، أو ذرف الدمع.
وبعد ذلك بأسابيع قليلة، عندما رأى أورشليم، فقد بكى أيضاً عليها. البكاء هنا هو بكاء بصوت مرتفع.
ثم بعد أيام معدودة، وفي بستان جثسيماني، نقرأ لا عن الدموع الصامتة، ولا الدموع المسموعة، بل الصراخ الشديد الممتزج بالدموع، حيث يقول كاتب العبرانيين في عبرانيين5: 7 « الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخٍ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسُمع له من أجل تقواه ».
|