18 - 06 - 2012, 05:04 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
« أنت ابني «
إني أُخبر من جهة قضاء الرب: قال لي: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك (مز2: 7)
لقد اقتُبست هذه الآية الهامة في العهد الجديد ثلاث مرات عن شخص الرب يسوع (أع13: 23؛ عب1: 5؛ 5: 5)، وهذه المرات الثلاث ارتبطت بالتجسد أو بناسوت المسيح، ولكن كل اقتباس منها له اتجاه محدد.
في أعمال13 يقول الرسول بولس: « إن الله ... أقام يسوع، كما هو مكتوب أيضاً في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك ». وهو يقصد بذلك أن الله أقام المسيح لإسرائيل، وليس أقامه من الأموات، ولو أن القيامة وردت في ع34 حيث يُشار أن الله « أقامه من الأموات ».
وفي عبرانيين5: 5 يقول الرسول: « كذلك المسيح أيضاً لم يمجِّد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذي قال له أنت ابني أنا اليوم ولدتك »، وذلك بالارتباط برفعته كرئيس كهنة (بالقيامة من الأموات).
وفي عبرانيين1: 5،6 يقول الرسول: « لأنه لمَنْ مِنْ الملائكة قال قط: أنت ابني أنا اليوم ولدتك؟ وأيضاً: أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً؟ وأيضاً متى أدخل البكر إلى العالم يقول: ولتسجد له كل ملائكة الله؟ » وذلك بالارتباط بمجيئه ثانية لكي يملك.
أي أن هذه الآية الهامة شملت الأزمنة جميعها: الماضي (أع13)؛ والحاضر (عب5)؛ والمستقبل (عب1). ثم إنها عند اقتباسها في أعمال13 ارتبطت بالفكرة المبدئية، أعني التجسد وظهور المسيح في الجسد، وعند اقتباسها في عبرانيين5 ارتبطت بالفكرة التالية أعني قيامة المسيح من الأموات، وعند اقتباسها في عبرانيين1 ارتبطت بالفكرة النهائية وهي مجيء المسيح ثانية للمُلك. إنها آية عظيمة مرتبطة بهذه الأفكار المجيدة: التجسد، والقيامة، والمجيء الثاني.
وهناك دلالة أخرى في عبرانيين1 لهذا الاقتباس، أعني بها سمو المسيح وتفوقه عن الملائكة « لأنه لمَنْ من الملائكة قال قط: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك؟ » ثم يقول: « لمَنْ من الملائكة قال قط: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك ». نعم أي ملاك قيل له بالمفرد: أنت ابني؟ وأي ملاك يجرؤ أن يجلس في محضر الله؟ مُحال (قارن لوقا1: 19). أما المسيح فإنه جالس في ذات عرش الله، وذلك لأنه ابن الله. وهذا وذاك من أقوى الأدلة القاطعة على مُعادلة الابن للآب.
|