تسليم الحياة للرب
تسليم الحياة للرب
أعطوا أنفسهم أولاً للرب
( 2كو 8: 5 )
أريد أن أوضح غرضي تمامًا من كلمة "تسليم" ولذلك سأتكلم بكل بساطة وتحديد حتى لا يكون لدى القارئ فكرة غامضة عما أقصده، لأن تسليم الحياة يتضمن وضع كل شيء على مذبح الله.
1ـ النفس: ماذا تفكر عن شابة تَهَب لخطيبها كل أملاكها من مال وعقار .. هل هذا يُشبعه؟ كلا. إنه لا يطلب مالها، بل شخصها، ولا يرضى بغير ذلك. وهكذا الرب يسوع يطلبنا روحًا ونفسًا وجسدًا. فيجب قبل كل شيء أن نضع أنفسنا على المذبح، ونقول: "إني مستعد يا رب أن أذهب حيث تريدني ... أن أذهب تاركًا كل شيء مُلبيًا نداءك. استلمني يا رب لأكون أنا بجملتي لك وحدك إلى الأبد".
2ـ مَنْ أحبهم: إذ أضع نفسي على المذبح، آتي أيضًا بمَنْ أحبهم ... ابني وابنتي، أبي وأمي، إن طلب الرب ابني للعمل في حقل بعيد، فليذهب. وإن كان يريدني أن أترك أبي وأمي، فأنا مُطيع. وإن كان يختار أحد أعزائي لينقله إليه، فلا أجرؤ على التذمر، بل أقول: «لتكن مشيئتك».
3ـ الوقت: «مفتدين الوقت» يا لها من مسئولية! فماذا نحن فاعلون بوقتنا، بساعات فراغنا؟ هل نكرسها للرب، أم نستخدمها في مصالح ذاتية لا قيمة لها؟ أحيانًا يبدو كأن لنا وقتًا لكل شيء في العالم. وقت للأكل، ووقت للنوم، ووقت للحديث، ووقت لشراء الحاجيات، ووقت لمطالعة الجرائد، ووقت لاستقبال الزائرين، ووقت للعمل، ووقت للراحة. ولكن لا وقت لله. فهل نضيّع أوقاتنا في الراحة والمُسامرات، أم نعيش كسياح وغرباء في هذا العالم؟
4ـ المال: لا العُشر بل الكل، لأن كل ما بين أيدينا هو لله، وما نحن إلا وكلاء عليه. ومن ثم يجب علينا أن نلاحظ كيف ننفق منه. هل يضيع في التَرَف والتنعم، أم في سبيل خدمة الرب؟ هل ننفقه في الكماليات، أم لأجل انتشار الإنجيل؟ هل اهتمامنا مركَّز في إشباع رغباتنا ومطالبنا الذاتية، أم منصرف إلى عمل الله؟ وهل نحن مولعون بتكديس المال لنتركه لشخص آخر، أم كوكلاء أمناء ننفقه في سبيل ربح النفوس؟
والآن ... ليتنا نكون حازمين ونخطو هذه الخطوة فعلاً، لنسلِّم حياتنا بجملتها للرب من كل القلب.