18 - 06 - 2012, 04:16 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الراعي الصالح وخرافه
« أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف » (يو11:10)
لقد كان الرب في مُباينة كاملة مع أولئك الرؤساء الذين كانوا معروفين في إسرائيل في القديم. فقد كانوا يعتبرون القطيع غنيمتهم، وكانوا كاللصوص. ولقد قال عنهم الرب « السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك، وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل » (يو10:10) .
كان المسيح هو الحياة وفيه كانت الحياة وليس النور فقط، إنه لم يرسل من الآب لينير فقط، ولكنه أتى ليكون للخراف حياة وأراد أن يعطيهم حياة أفضل؛ الأمر الذي يتناسب مع مجده الشخصي وعمله الذي كان أمامه دائماً. ومن ثم فإنه بعد القيامة نفخ في تلاميذه (يو22:20) . فكما نفخ الرب الإله في آدم فصار آدم نفساً حية بنوعية حياة تختلف عن كل الكائنات الحية التي على الأرض، كذلك فعل الإنسان الـمُقام والإله الحقيقي بنفخة حياة أفضل في أولئك الذين آمنوا به، وهى حياة أبدية تأسست على الإيمان بموته.
وهكذا وبصفة واحدة بسيطة استطاع الرب أن يقارن بين نفسه وبين الأجراء الكذبة الذين سبقوه. إنه الراعي الصالح. و « الصلاح » في معناه المطلق لا ينطبق سوى على الله فقط (لو19:18) ، فلا يوجد بين الناس مَنْ هو صالح .. ليس ولا واحد (رو12:3) . لكن صلاح راعى إسرائيل كان بالدرجة التي يمكن بها أن يثبت أمام أعظم امتحان فلن تسمو أية محبة على محبته في نوعها ودرجتها، فهو الذي وضع نفسه لأجل الخراف، وكانت المحبة باعثاً على عمله.
والعبارة « يضع نفسه » إنما هي تعبير عن المحبة العميقة. وهى تميز كتابات يوحنا، وتتكرر أكثر من مرة في إنجيله، ونجدها أيضاً في رسالته الأولى (يو11:10، 15، 17، 13:15،1يو16:3).
ونفس هذا العمل الفائق مُعلن أيضاً في رومية 8:5لكي يكون إعلاناً عن محبة الله الفريدة « الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ».
يمكننا أن نلاحظ بوضوح الاختلاف في وجهة النظر لكل من الرسول بولس والرسول يوحنا في عرضهما لذلك الحق. فبولس رسول البر الإلهي يشدد على الخطية وذنب الإنسان، وبينما كنا بدون إله خطاة أعداء، مات المسيح لأجلنا، وبذلك فهو يوضح جمال نعمة الله في سموها على الخلفية الـمُظلمة للشر الإنساني. ولكن يوحنا رسول المحبة الإلهية أسهب في الكلام عن الشخص الذي مات هكذا موجهاً كلامه للتأمل فيمن هو في ذاته وليس عما هو في الإنسان.
|