بعد نجاح زيارته إلى روسيا.. خريطة جولات السيسي في قارة أسيا
بعد أن نجحت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى روسيا، التى اختتمها أمس الخميس، يجرى الرئيس جولة آسيوية تشمل كلاً من الصين وسنغافورة وإندونيسيا مطلع سبتمبر المقبل، حيث يزور السيسى الصين يومى ٢ و٣ سبتمبر، بدعوة من الرئيس الصينى شى جين بينج، لحضور احتفالات الصين بذكرى الانتصار فى الحرب العالمية الثانية.
وعلى هامش الاحتفال، يعقد السيسى ونظيره الصينى قمة مصرية- صينية لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والبناء على الزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس السيسى للصين، وشهدت التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التعاون فى عدد من المجالات، ومتابعة تنفيذ خطة التعاون الاستراتيجى لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين فى كل المجالات والتى تم الاتفاق عليها خلال زيارة السيسى السابقة إلى الصين.
فى البداية قال الدكتور عمرو صالح أستاذ الاقتصاد السياسى بجامعة عين شمس، ومستشار البنك الدولى سابقا، إنه من المتوقع أن تشهد زيارة الرئيس السيسى المرتقبة للصين التوقيع على عدد من الاتفاقيات فى الكهرباء والنقل والسكك الحديدية، مضيفا إن السيسى سيغادر الصين إلى سنغافورة تلبية للدعوة الرسمية التى تلقاها من الرئيس السنغافورى والتى ستكون الأولى من نوعها لرئيس مصرى، حيث سيحضر الاحتفال بمرور ستين عامًا على إنشاء الدولة.
وأوضح الخبير الاقتصادى الدولى أهمية أن يقوم السيسى بزيارة إلى إندونيسيا عقب انتهاء زيارته لسنغافورة، حيث يلتقى خلالها مع الرئيس الإندونيسي وكبار المسئولين الإندونيسيين، لبحث التعاون المشترك بين البلدين، خاصة على صعيد الاستثمارات والتعاون الصناعى والتكنولوجى والتبادل التجارى.
مضيفا أن مصر تسعى لتحويل محور قناة السويس إلى مركز لوجيستى عالمى، على غرار سنغافورة، التى علينا أن نستفيد من تجربتها كمركز تجارة عالمى، قائم على الموانئ البحرية، بالإضافة الى أهمية الاستفادة من التجارب الصناعية لدول مثل أندونيسيا وماليزيا، تربطنا بها علاقات ثقافية ودينية، ويدرس طلابها فى الجامعات المصرية، وقى مقدمتها جامعة الأزهر الشريف.
ومن جانبه قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن زيارات السيسى للصين وسنغافورة واندونيسيا، بعد زيارته الناجحة إلى روسيا تأتى استكمالا لاستراتيجية الرئيس السيسى فى بناء سياسات خارجية لمصر، تعتمد على مبدأ التعددية، وليس التبعية الواحدية، لافتا إلى أن السيسى منذ أن كان وزيرا للدفاع يسعى إلى أن يكسر الطوق الأمريكى والأوروبى، وينتقل من سياسة الحليف الواحد، إلى فلسفة التنوع والتوازن.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن السيسى استطاع بالفعل أن ينوع مصادر السلاح، ومصادر الطاقة من الغاز المسال الروسى والجزائرى إلى الطاقة النووية والربط الكهربائى والرياح وغيرها، لافتا إلى سياسة التنوع والتعددية تحتاج إلى فنيات دبلوماسية عالية يجيدها السيسى، كزعيم له "كاريزما" وشعبية محلية وإقليمية ودولية.
وأضاف عودة إن زيارة الصين تأتى فى توقيت تستعيد فيه العملة الصينية " الوان" عافيتها، من خلال إعادة تقييم الاستثمارات الصينية فى الخارج بوجه عام، وفى مصر تحديدا، أما سنغافورة واندونيسيا فهما من النماذج الصناعية الجديدة، مشددا على أن مصر لا تحاكى أى نموذج، وإنما تسعى للإستفادة من كل التجارب، لإنتاج النموذج المصرى الخاص بنا.
وأكد أستاذ السياسة الخارجية إن تلك الفلسفة تقوم على فكرة الاعتمادية المتبادلة، وليس الأخذ والتقليد فى إتجاه واحد، موضحا أن هذه الدول سوف تنتخب مصر لتحصل على المقعد الغيردائم فى مجلس الأمن، إذا وجدت أن مصالحها المتبادلة مع القاهرة، تصب فى هذا الاتجاه.
نقلا عن الفجر