الاستشفاء بالزيت المُّصلي عليه : بين الايمان ..و الخرافة.

[Mary Naeem]

الاستشفاء بالزيت المُّصلي عليه : بين الايمان ..و الخرافة.

رد من الاستاذة مارى ملاك صادق ننشره لاثراء الموضوع :

الي الدكتور خالد منتصر ..
نحن لا نؤمن أن الزيت يشفي .. ولكن ..
العلم وحده قد لا يكفي أحيانا ..
***********************************
الطبيب الإنسان دكتور خالد ..
بالرغم من لمعان نجمكم في الآونة الأخيرة.. وبالرغم من دفاعكم عن حقوق المواطنة وحقوق الأقباط والمطالبة بها وضم صوتك لأصواتهم .. بالرغم من تقديرنا لهذا وشكرنا لك عليه في كل مرة علي شاشات قنواتنا وفي صفحاتنا الفيس بوكية ..
إلا أن هذا لا يعني بالضرورة الموافقة علي كل ما يكتب بقلمكم !!
ولا يعني هذا بالضرورة أيضا أنه يحل لأي أحد الكتابة عن أي شيئ دون سابق علم ومعرفه بما يكتب عنه هل هو في صميم الإيمان أم هو تخاريف وتقاليد وإدعاءات !!
لن أعلق علي وضع كلمة السلفيين من المسلمين والسلفيين المسيحيين في بوتقة واحدة وسطرا واحدا ومنطقا واحدا ..
فلا مجال لعمل مقارنة من الأساس لا في المباديء ولا القيم ولا السلوكيات ولا في أي شيئ .. وسأتغاضي الآن عن الرد علي هذه الجزئية حتي لا أتفرع وأطيل أكثر مما سأكتب ..
لن أعلق علي الزيت البورسعيدي تحديدا والذي تفضلت بالكتابه عنه
ولكنني سأتعرض للفكر العام للموضوع وليس تحديدا حادثه بعينها !
مع ملاحظة أنني لست ممن يسارعون بالجري وراء المعجزات .. ولا ممن ينفعلون بها ..
فهي بالنسبة لي لا تزيد من إيماني مقدار ذرة ولا عدم حدوثها ينقص إيماني ما يقل عن حجم الذرة بملايين المرات ..
فقد أري أنها قد تقوي الإيمان الضعيف أو قد تزيده للبعض أو تدفع إليه البعض ممن لا يؤمنون من الأساس ...
بداية الأيمان هو الإيقان بأمور لا تري ..
فأنت تؤمن بوجود الله مع أنك لا تراه ..
وتؤمن أنه يراك في كل مكان دون أن تستطيع إستيعاب كيف يكون الله غير محدود أزلي أبدي ..
وبالرغم من عدم تفسيرك هذا علميا إلا أنه موضوع إيمان وثقة ..
فليس العلم هو القادر علي تفسير كل ما يحدث ولكن الإيمان يجد طريقه فيما قد لا يفسره العلم في الكثير من الأحيان ..
ولا أتعجب من محاولتكم تفسير كل الظواهر الغير طبيعية في نظركم بطريقه علمية فقد سبقك دول الغرب بأكملها حين بدأت الثورة الصناعية بها وحين إنقلب وثار البعض علي فساد رجال الدين ولكنهم بدلا من تصحيح المسار بالعودة للأصل كان رد الفعل مساوا في المقدار ومضاد في الإتجاه .. فأصلحوا الإنحراف بإنحراف آخر عكسيا .. فربح عدو الإيمان من ربحهم في الإتجاهين ..
الإتجاه الفاسد والإصلاح المنحرف العكسي ..
وها أري الآن أن العلم و العلمانية الآن يحاولان بخفة تفسير كل ما نقابله بمنهج علمي فلسفي بحت ..
ويجد له آذانا تسمع ممن ينبهرون بكل عالم أو كل متفلسف ينطق ويتمتم بكلمات علمية قد يفهمونها أو لا يفهمونها أحيانا ..
فقد إعتاد البعض أن ينبهر بكل ما لا يفهم .. علي نظام ( بيقول كلام إحنا مش عارفين نقوله !)
ولكي لا يتسرع أحد ويحكم بأننا ضد العلم أو العلمانية .. فلا علاقة لكلامي بأيا منهما .. و
لكن كلامي عمن يستخدمهما في الكلام عن الإيمانيات ويسقط مفاهيمها علي ما لا يخضع لقوانينهما ..
فلا يمكنك إخضاع قواعد اللغة لقوانين الكيمياء والعكس صحيح أيضا ..
لذلك لا يمكنك إخضاع قوانين الإيمان علي العلم وإلا لصار علما وليس إيمانا !!
ولكي لا أطيل علي سيادتك أطلعك علي شيئا هاما ..
لا نؤمن أن الزيت يشفي !!
نعم لا نؤمن أن الزيت يشفي .. لكننا نؤمن أن الصلاة علي الزيت بصلوات خاصة تقدسه وتجعله واسطة في يد الإنسان المؤمن !!
فليس كل زيت هو زيتا مقدسا أي مخصصا ..
وليس كل من يحمله هو يؤمن بإمكانية الشفاء به ..
.. وليس كل من يدهن به له هذا الإيمان ..
والأهم لكي تعلمه .. قد يتوفر الإيمان ولا تتوفر مشيئة الله الذي يشفي ..
فآلاف المرضي إجتمعوا في الزيتون وقت الظهورات ولكن لم يشفوا جميعهم
بل ولم يري جميعهم الظهور للسيدة العذراء ..
" ولَمْ يَقدِرْ أنْ يَصنَعَ هناكَ ولا قوَّةً واحِدَةً، غَيرَ أنَّهُ وضَعَ يَدَيهِ علَى مَرضَى قَليلينَ فشَفاهُمْ. وتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إيمانِهِمْ.
وصارَ يَطوفُ القرَى المُحيطَةَ يُعَلِّمُ. " (6 مَرقُسَ:5-6 avddv)
فالأمر إذا يتحكم فيه عوامل عدة !!
الأمر ليس سحرا ولا خزعبلات ..
ولكنه لمن يؤمن مجرد وسيلة مرئية يتعامل بها الله معنا لأننا نخضع للحواس الجسدية ..
فهو قادر علي شفاء من يريد دون زيتا أو خلافه .. ولكنه يستخدم دائما معنا وسائل منظورة للحصول علي نعم غير منظورة ..
أما ما جعلني من البداية أذكر لسيادتكم أنه أمرا ايمانيا فلأنه أمرا كتابيا وليس عادة شعبية ..
" فخرجوا وصاروا يَكرِزونَ أنْ يتوبوا. وأخرَجوا شَياطينَ كثيرَةً، ودَهَنوا بزَيتٍ مَرضَى كثيرينَ فشَفَوْهُمْ. "
(6 مَرقُسَ:12-13 avddv)
" أمَريضٌ أحَدٌ بَينَكُم؟ فليَدعُ شُيوخَ الكَنيسَةِ فيُصَلّوا علَيهِ ويَدهُنوهُ بزَيتٍ باسمِ الرَّبِّ، وصَلاةُ الإيمانِ تشفي المَريضَ، والرَّبُّ يُقيمُهُ، وإنْ كانَ قد فعَلَ خَطيَّةً تُغفَرُ لهُ." (5 يعقوبَ:14-15 avddv)
وهنا تظهر شروطا عدة في الأمر :
* من الذي يدهنك ..
* باسم من يدهنك ..
* مصحوبا بإيمان المريض وليس بنوع الزيت ..
* والصلاة هي التي تشفي وليس الزيت ..
* الرب هو الذي يقيمة وليس الزيت ..
مع ملاحظة :
ليس كل الظواهر الروحية هذه هي حقيقية .. وليس كل نزول زيت هو حقيقة .. وليست كل المعجزات هي إلهية ..
بل يحذرنا الكتاب المقدس بأنه ضد المسيح سيأتي صانعا لمعجزات كبري .. محاولا إنتحال شخصية المسيح له كل المجد ولكنه بالطبع بقوة إبليس وظاهر الأمر وليس بالحقيقة ..
" وحينَئذٍ سيُستَعلَنُ الأثيمُ، الّذي الرَّبُّ يُبيدُهُ بنَفخَةِ فمِهِ، ويُبطِلُهُ بظُهورِ مَجيئهِ. الّذي مَجيئُهُ بعَمَلِ الشَّيطانِ، بكُلِّ قوَّةٍ، وبآياتٍ وعَجائبَ كاذِبَةٍ، وبكُلِّ خَديعَةِ الإثمِ، في الهالِكينَ، لأنَّهُمْ لَمْ يَقبَلوا مَحَبَّةَ الحَقِّ حتَّى يَخلُصوا. ولأجلِ هذا سيُرسِلُ إليهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلالِ، حتَّى يُصَدِّقوا الكَذِبَ، لكَيْ يُدانَ جميعُ الّذينَ لَمْ يُصَدِّقوا الحَقَّ، بل سُرّوا بالإثمِ. (2 تسالونيكي الثّانيةُ:8-12 avddv)
ولقد تكلم الكتاب المقدس عن الأدوية والطبيب بكلام ما أروعه :
1 أَعْطِ الطَّبِيبَ كَرَامَتَهُ، لأَجْلِ فَوَائِدِهِ فَإِنَّ الرَّبَّ خَلَقَهُ.
2 لأَنَّ الطِّبَّ آتٍ مِنْ عِنْدِ الْعَلِيِّ، وَقَدْ أُفْرِغَتْ عَلَيْهِ جَوَائِزُ الْمُلُوكِ.
3 عِلْمُ الطَّبِيبِ يُعْلِي رَأْسَهُ، فَيُعْجَبُ بِهِ عِنْدَ الْعُظَمَاءِ.
4 الرَّبُّ خَلَقَ الأَدْوِيَةَ مِنَ الأَرْضِ، وَالرَّجُلُ الْفَطِنُ لاَ يَكْرَهُهَا.
5 أَلَيْسَ بِعُودٍ تَحَوَّلَ الْمَاءُ عَذْباً، حَتَّى تُعْرَفَ قُوَّتُهُ؟
6 إِنَّ الْعَلِيَّ أَلْهَمَ النَّاسَ الْعِلْمَ، لِكَيْ يُمَجَّدَ فِي عَجَائِبِهِ.
7 بِتِلْكَ يَشْفِي وَيُزِيلُ الأَوْجَاعَ، وَمِنْهَا يَصْنَعُ الْعَطَّارُ أَمْزِجَةً، وَصَنَعْتُهُ لاَ نِهَايَةَ لَهَا.
8 فَيَحِلُّ السَّلاَمُ مِنَ الرَّبِّ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ.
9 يَا بُنَيَّ، إِذَا مَرِضْتَ فَلاَ تَتَهَاوَنْ، بَلْ صَلِّ إِلَى الرَّبِّ فَهُوَ يَشْفِيكَ.
10 أَقْلِعْ عَنْ ذُنُوبِكَ، وَقَوِّمْ أَعْمَالَكَ، وَنَقِّ قَلْبَكَ مِنْ كُلِّ خَطِيئَةٍ.
11 قَرِّبْ رَائِحَةً مَرْضِيَّةً وَتَذْكَارَ السَّمِيذِ، وَاسْتَسْمِنِ التَّقْدِمَةَ، كَأَنَّكَ لَسْتَ بِكَائِنٍ.
12 ثُمَّ اجْعَلْ مَوْضِعاً لِلطَّبِيبِ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ خَلَقَهُ، وَلاَ يُفَارِقْكَ؛ فَإِنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ.
13 إِنَّ لِلأَطِبَّاءِ وَقْتاً، فِيهِ الْنُّجْحُ عَلَى أيْدِيهِمْ،
14 لأَنَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ إِلَى الرَّبِّ، أَنْ يُنْجِحَ عِنَايَتَهُمْ بِالرَّاحَةِ وَالشِّفَاءِ، لاِسْتِرْجَاعِ الْعَافِيَةِ." (يشوع بن سيراخ اصحاح38¨)
"لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيب، بَلِ الْمَرْضَى" (إنجيل متى 9: 12؛ إنجيل مرقس 2: 17؛ إنجيل لوقا 5: 31)
أما لماذا لا يحدث إلا في بلادنا !!
فلا أدري .. هل تم عمل إحصاءا لكل ما يجري في العالم من معجزات شفاء وتم التحقق من صدقها من عدمه ؟!
ولكن ما يهمني بالأكثر أن يكون واضحا . كيف لمن إنحرفوا مسبقا عن الطريق .. ومن أنكروا الإيمانيات ولقبوها بالغيبيات ..
ولم يعرفوا إلا التفسيرات العلمية فقط .. كيف ستنطبق عليهم النقاط الايمانيه السابقه ؟!
نعم العلم هو نورا ومن أهم عوامل الحياة .. ولكنه وحده لا يكفي !!