منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 08 - 2015, 08:15 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

الحياة الروحية
عند
الأب متى المسكين

الحياة الروحية عند الأب متى المسكين
الحياة الروحية عند الأب متى المسكين

+ للباحثة/ سامية سمير - بكلية اللاهوت الإنجيلية الحياة الروحانية هي سرُّ الحياة:



يرى الأب متى المسكين الحياة الروحانية على أنها سرُّ الحياة، منها وبها تبدأ الحياة، وعندها ينتهي كل شيء. فنجد أن لديه منظوراً خاصاً لهذه الحياة التى تُشكِّل لديه السرَّ الأعظم في الكون كله. فالحياة عنده هي الاتحاد بالله. وهذا الاتحاد، من وجهة نظره، لا يمكن للإنسان أن يحصل عليه بأية وسيلة من الوسائل إلاَّ بحُبِّنا لله، فبقدر الحب الـذى يمـلأ قلب الإنسان لله، وبقدر شَغَفِه بمعرفته لله؛ بقدر ما يؤدِّي ذلك إلى استعلان الله في هذا الإنسان.
الاتحاد بالله: إخلاء من جانب الإنسان،
وتأليه من جانب الله:
لذا فهو يُعرِّف الاتحاد بالله على أنه فعل من حركتين:
- الأولى: وهي الإخلاء، حيث يُخلي الإنسان نفسه من ذاته وشهواته، فيه يتحرَّر الإنسان من أحلام وأوهام الحياة الأرضية، فيُحوِّل ارتباطَه بالـدم واللحم إلى ارتباطـه بما هـو لله. وهذه الحركة تُمثِّل عنده حركة هبوط.
- وأما الحركة الثانية: فهي التأليه، وفيها يحسُّ الإنسان باتحاده مع الله، أي بأنه أَخَذَ ما لله من حياة، وسلوك، وأسلوب حياة. وبالنسبة له فهذه الحركة هي حركة صعود. لأنها تبدأ لا من عجزنا، ولكن تبدأ من قوة الله. وهو يرى أنَّ كلتا الحركتين، بدايتهما ونهايتهما، هما من عند الله. فهو الذى يبدأ فينا فعل حركة الإخلاء، وهو أيضاً الذى يأخذنا معه لنكون فى حالة شركة واتحاد معه.
لذا فإننا نجد أن جوهر الحياة الروحانية عند الأب متى المسكين ببساطة هي: حبُّ الله حيث تبدأ الذات في التراجع، وكل الدوافع الجسدية تختفي، أى تكون الذات وليس لها حركة في ممارسة الفضيلة. فيُصبح العامل الأساسي فينا هـو الله.
بالتدقيق فى حياة الأب متى المسكين، فإننا نجد أنه عاش الحياة الروحانية على أنها تعبيرٌ حرٌّ من كل قيود وأشكال ومعتقدات (غير إيمانية)، فقد أطلق لعقله وقلبه العنان، حيث تمكَّن من أن يرى الله في كلِّ شيء: في الطبيعة وفى الموسيقى، وفى كل فعل حي يقوم به، فهذه هي الروحانية بالنسبة له. فهي فقط اتحاد مع الله، وشركة مع كل ما خَلَقَ.
ومن وجهة نظره، فهو يرى أنَّ بداية هذا الاتحاد بالله، كان بتجسُّد ابن الله على الأرض، حيث فتح لنا الباب لكي ننال التأليه به ومعه، وذلك لأنه كما أنه حدث اتحاد اللاهوت بالناسوت في المسيح، فهكذا نحن أيضاً غايتنا الاتحاد بالله.
الحياة الروحانية هي علاقة مع الثالوث:
كما أنه يرى أن الحياة الروحانية فى مجملها هي علاقة مع الثالوث، فالله الآب والابن والروح القدس، يشترك داخل العنصر البشرى بطريقةٍ ما ليصبح الإنسان فى اتحاد مع الله. لذلك، فالحياة المسيحية ليست مجرد حياة إنسان يؤمن بالمسيح، وإنما هي المسيح نفسه حيّاً داخل الإنسان. وهذا يتم عن طريق استعلان عمل المسيح وصفاته وكلمته وفكره داخل الإنسان.
لذا فالأب متى المسكين يعتبر أنَّ بتجسُّد كلمة الله أصبح كُليّاً فينا، ولكـن الأمر متوقِّف على مدى إدراكنا لهذا الوجود وتفاعُلنا معه. وهو يعتبر أن الروح القدس هو الفاعل السرِّي الذي يعمل بداخلنا ليُظهِر عمل المسيح فينا، حسب قول المسيح: «أنا فيهم وأنت فيَّ، ليكونوا مُكمَّلين إلى واحد» (يو 17: 23).
ومن جهة إيمانه أيضاً، فعند الأب متى المسكين أنَّ أول اتصال بين الروح القدس والإنسـان يكون فى المعموديـة، حيث إنـه بالمعمودية أُعطِيَ الإنسان القدرة لكي يتحوَّل من إنسان خاطئ إلى إنسانٍ خاطئ تائب، إلى إنسان مُقدَّس في المسيح بـالروح القدس، على حسب تعبيره.
والحياة المسيحية بالنسبة له، هي مقابلة حُرَّة مع الله. فهذه المقابلة بالنسبة لله سهلة ومحبوبة، ولكن بالنسبة للإنسان فهي أمرٌ شاق، فهي تحتاج أن يخرج الإنسان من نفسه، كأنه شخصٌ قرَّر أن يرتحل من أرضه ليسكن أرضاً أخرى. فهو يصف الحياة الروحانية على أنها مُعاناة ومأساة، حيث تتصارع فى داخل الإنسان قُوًى ضد قُوًى، وميولٌ ضد ميولٍ، وأهدافٌ ضد أهدافٍ. كل ذلك يحدث داخل أعماق الإنسان دون أن يرى أحدٌ هذا الصراع، ولا يشعر به غير الله.
وسائل الدخول إلى عمق الحياة الروحانية:
ويتحدث الأب متى المسكين عن أهم الوسائل التي تُمَكِّنَّا مـن الدخـول إلى عُمـق الحياة الروحانية، وهي حفظ الوصايا. ذلك لأننا بحِفظ وصايا الكتاب المقدس أو روح الوصايا، بحسب تعبيره، والعمل بها، يكون الأمر بمثابة حضور الله في الإنسان، لأن فى هذا الوقت يكون المسيح نفسه هو العامل فينا. لذا فهو يرى أن كلمة الله دائماً تكون أعلى من قامة الإنسان، ومتطلباتها دائماً وأبداً تكون ضد ميوله الطبيعية.
لذلك فـالإنسان بمجرد إيمانـه بـالكلمة والاستجابة لها، فهو بذلك يقف ضد نفسه؛ حيث يعتبر الأب متى المسكين أن الإنسان بذلك يعمل عملاً إلهياً، لأن الإيمان في حدِّ ذاته هو مغامرة ضد الذات، فبمجرد الدخول فى هذه المغامرة تتكوَّن لـدى الإنسـان خبرة الدخـول فى المستحيلات، وتَذوُّق الحقيقة الروحية، التي من ثَمَّ، تجذبه نحو مغامرة أعمق تجعله ينمو روحياً.
ومن هنا، يُعبِّر الأب متى المسكين عن أنَّ نموَّ الإنسان روحياً هو عمل ليس بيد الإنسان، مع أنه يبدو للإنسان كأنه هو العامل والمُجاهد لفعل هذا النمو؛ ولكن في الحقيقة، الله هو الذى يمدُّ الإنسان سرّاً بكل الطاقات اللازمة لتكميل هذا النمو وتفعيله فى حياته.
لـذا يـرى الأب متى أن النمو هـو عملية لا يستطيع أن يصطنعها الإنسان، لأنها قوة ليست في يده، ولكنها سرٌّ من أسرار الحياة. فالإنسان عليه فقط أن يستجيب لهذا النمو ويخضع له فقط. كما أنه يرى أن الفضيلة ليست هي الغاية، في حدِّ ذاتها، التي يجاهد الإنسان لكي يصل إليها؛ ولكنها نتيجة حتمية للعلاقة والاتحاد مع الله.
ومن أهم الأمور التي يؤكِّد عليها الأب متى للدخول فى اتحاد مع الله، هو الصلاة. فالصلاة، لديـه، لها أهميـة قُصوى للوصول إلى حياةٍ روحانية، ومن ثَمَّ إلى اتحادٍ مع الله. فهو يصف الصلاة على أنها الانفتاح على طبيعة الله غير المنظور وغير المحسوس، ومن هذا الانفتاح يحدث التغيير فى الإنسان؛ لذا فهو يرى أنه بدون حياة صلاة حقيقية وشركة مع الله، تصبح كافة محاولات الإنسان لإعلان المسيح زائفة ونظرية ومن الذات، حيث يكون الإنسان العتيق ما زال موجوداً ومُتحكِّماً فى حياته بميوله وشهواته.
ومن هنا يستشهد الأب متى بالآية: «الآب طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا» (يو 4: 24،23).
درجات الصلاة:
ومن هنا يتحدث الأب متى عن درجات فى الصلاة للوصول للسجود بالروح والحق. وهذه الدرجات تتمثَّل في:
- تـلاوة الصـلاة، أي تـلاوة نصوص محفوظة، ولكننا نقوم بتشخيصها لأنفسنا.
- ثم الصـلاة العقلية، وهي الصـلاة التي يشترك فيها العقل مع القلب، فتربط التفكير مع الشعور.
- ثم الهذيذ، وهو الصلاة الصوتية التى تبدأ بقراءة الكتاب المقدس بهدوء، وبصوت مسموع، مع تذوُّق للكلمات والمعنى، ثم بترديدها حتى تصير كلمته هو.
- ثم التأمُّل، وينقسم إلى: تأمُّل إرادي، وهو يتوقَّف على مقدار ما يحمله الإنسان من محبة للمسيح؛ ثم التأمُّل اللاإرادي، وفيه لا يعتمد الإنسان على عقله ونفسه أو أية تصوُّرات.
- وأخيراً، الدَّهش، وهـو يـأتي في بعض الشواهد الكتابية بمعنى ”حَيْرة“ وهي تعني: الذهول، أو الإغماء، أو انخطاف العقل؛ حيث يخرج الإنسان عـن وعيـه، وهي حالة سُموٍّ روحي. ولكي يدخل الإنسان في الدهش يجب أن يكون في حالة استعداد روحي داخلي لقبول إعلانات الله.
لذا، فالدهش دائماً مُلازمٌ لحالة الهدوء الكامل التي بعدها يتوقَّف اتصال الإنسان بنفسه، وبالعالم المحيط به، فهو يصبح كالميت، ويصبح الإنسان تابعاً لله بكل كيانه.
ولكن يقـول الأب متى أيضاً، إنـه يمكن للإنسان أن يختبر الحضور الإلهي بعيداً عن الدَّهش، حينما يتوجَّه الإنسان بكامل وَعْيه إلى الله؛ وذلك يتم حينما تبلغ النفس حالة صادقة من الحب. هنا يكون هذا الاختبار أقل عمقاً، ولكن أكثر واقعية لجمال العبادة، فيصير الإنسان وكأنه في حالة سُكْر روحي واعٍ.
كما يشرح الأب متى التصوُّف Mysticism، فهو يراه على أنه أحد الطرق التى يستخدمها الإنسان ليصل إلى الله. فهو حالة من التأمل ينتهي بالحديث مع الله، وقد يصل إلى السرور المُفرِط، ثم الرؤيا، وفيه يتَّحد الإنسان مع الله.
قيمة الحياة الروحانية:
في النهايـة، نستطيع أن نقـول إن الحياة الروحانية عند الأب متى جعلته يتصل بالمطلق وغير المحدود، وهو الله، كما جعلته يتَّحد مع الطبيعة التي رأى فيها أنها جزء من جمال الخالق وروعته، فأحبها وعشقها، واتحد معها لتسبيح الله؛ وليس هذا فقط، ولكـن هـذا الاتحاد جعله مُثمراً وفعَّالاً في كل مجالات الحياة.
فقـد عشق الأب متى المسكين وطنه الـذي تعامَلَ معه على أنه مكان لسُكنى القدير، فاجتهد بكل جهد لديه لكي يكون ذا منفعة لهذا الوطن. فشارَك في الكتابة في أمورٍ تتصل بالسياسة، وساهَمَ في ترقية الاقتصاد المصري حيث جعل من دير القديس أنبا مقار مكاناً ليس فقط للصلاة والتأمُّل، ولكن أيضاً للعمل بكل جهد وأمانة.
فحينما ندخل هذا الدير، نجد فيه ليس فقط مجرد رهبان يتعبَّدون، ولكننا نجد أيضاً أُناساً يحملون في أحشائهم صلواتٍ وأحلاماً لهذه البلاد. وذلك ببساطة لأن تعريف الرهبنة بالنسبة للأب متى، كانت تتلخَّص في جملةٍ في غاية الأهمية، وهي أنَّ الراهب يخرج من العالم؛ ولكن آخذاً في أحشائه العالم (ليس بمفهوم البُعد عن الله، بل باعتبار العالم خليقة الله).
هذا ببساطة ما فعلته الروحانية في حياة هذا الأب القديس الذي عاش بيننا فى صمت.
أما الأب متى المسكين، فكان صامتاً أمام الله يستمع منه، وكان أيضاً صامتاً أمام التحدِّيات والاضطهادات، فهـذا الصمت أمـام التحدِّيـات والاضطهادات كـان جزءاً مـن التعبير عن روحانيته أمام خالقه، وأمام مُضطهديه، على حدٍّ سواء.
رد مع اقتباس
قديم 17 - 08 - 2015, 12:28 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الحياة الروحية عند الأب متى المسكين

مشاركة جميلة جدا


ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 11 - 2015, 07:17 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الحياة الروحية عند الأب متى المسكين

ميرسى يامرمر لمرورك الجميل
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأب متي المسكين نشأته وحياته الروحية والعملية
العطاء-الأب متى المسكين
من خواطر الأب متى المسكين
الأب متى المسكين
الإيمان بالمسيح ليس نظرية بل هو قوة قادرة على تغير الحياة (الأب متى المسكين)


الساعة الآن 07:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025