![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القصة الكاملة لعودة «المحروسة» إلى الخدمة
![]() الملازم متقاعد أحمد شنب أو «رجل المستحيل» يعود للعمل بعد 23 عاماً خارج الخدمة من أجل «المهمة الصعبة» أخبار حزينة متوالية لطالما حملها إليه التلفاز، ينتقل من محطة إلى أخرى ليتابع أخبار الشهداء والمصابين والتفجيرات، يقابلها بتنهيدة طويلة من صدره مصحوبة بدعوة من القلب أن تنصلح الأحوال، حياة رتيبة اعتادها فى العامين الأخيرين من حياته، لم يكن يتوقع أن تنقطع فجأة وتعود أمجاد الماضى من جديد بمكالمة تليفون واحدة، مكالمة أعادته إلى العمل بعد أكثر من 20 عاماً خارج الخدمة، «عاوزينك فى البحرية عشان تجهز يخت المحروسة»، مكالمة قبل خمسة أشهر من افتتاح القناة الجديدة قلبت حياة أحمد محمد عبدالرسول شنب، رأساً على عقب، لم يكد يشعر بالفرحة منها حتى عاجله شعور عارم بالخوف، الرجل البالغ من العمر 72 سنة، تشكك للحظة فى قدرته على العودة للعمل مجدداً وإعادة اليخت القديم للسير فى المجرى المائى، لكنه قرر: «لوحدى مش هقدر، لكن لو استعنت بتلامذتى يعاونونى على المهمة الكبيرة، أكيد هنقدر سوا». 32 عاماً من الخدمة بالقوات البحرية فى قطاع المدمرات، تعامل خلالها الرجل مع أكبر قطع حربية فى البحرية، تخصص طوال سنوات عمله فى المدفعية وفنون البحرية حتى خرج على المعاش عام 1992 برتبة ملازم أول، لم يكن يتوقع أن يعود مرة أخرى إلى نفس المكان عقب 23 عاماً بالتمام والكمال بفضل «المحروسة» و«قناة السويس الجديدة»، خروج على المعاش لم يقطع العلاقات مع أصدقائه القدامى: «كنا أسرة واحدة، القباطين سواء كانوا تلامذة أو أساتذة أو زملاء، أسرة واحدة وفريق واحد»، شهرة خاصة وخبرة كبيرة اكتسبها «شنب» فيما يتعلق بالتجهيزات والفنون البحرية، دفعت المسئولين لاستدعائه من جديد: «لما دعونى قلت لوحدى مش هاعمل حاجة، اتصلت بمجموعة من تلامذتى لأن زمايلى اللى فى سنى، منهم اللى نسى، واللى مات واللى معدش يقدر، وشغل المحروسة معظمه ما يتعملش غير بالإيد، قسمنا الشغل بينا واستعنا بطاقم المركب اللى اشتغل معانا». اليخت الذى يعود تاريخ تصنيعه إلى عام 1863 نزل إلى المياه فعلياً عام 1865: «مفيش وحدة بحرية عايمة على وش البحر وماشية بالتاريخ ده، لذلك كان تحدى كبير إننا ننهض بيها ونجهزها ونعيدها للإبحار كقطعة بحرية وأثرية، كان لازم لها كفاءات وكمان إخلاص وده الأهم، ناس قلبها على اليخت، يعرفوا مشاكله ويجهزوه بحب، سواء بره الخدمة أو جواها»، مشاهد جميلة لمحتوى اليخت من الداخل، وقصص وحكايات عن تاريخه الأسطورى، تخفى الكثير من التفاصيل عن الحالة الحقيقية التى كان اليخت عليها قبل خمسة شهور فقط، أقدم قطعة بحرية عائمة شهدت فى فترة وجيزة من العمل إنجازاً موازياً لإنجاز القناة، لا يقل من حيث التحدى: «الماكينات كان واقفة، ماكينات مش ديزل ولا حاجة حديثة، ماكينات بخار شغالة على النظام التقليدى وبتمشى بالمازوت، اليخت عاوز معاملة خاصة وشغل تقليدى قديم انقرض من زمان، مش مجرد آلة هنضيف لها شوية جاز أو ندوّر مفتاح فتشتغل وتدور، يخت بهذا الحجم والعمر خد شغل كتير بعد فترة توقف طويلة، عشان نطلعه من إسكندرية فى عرض بحر وصولاً للقناة، مسافة ملاحية ماتنفعش تقطعها وحدة بحرية سلامتها أقل من 80% فى كل حاجة، سواء كان بدن أو مكن أو معدات بحرية وسلامة وتأمينات، اليخت قبل الصيانة والتجهيزات كانت كفاءته 30% فقط، لذلك كان الوصول بيه لحالته الحالية التى تخطت الـ80% كفاءة، يعتبر إعجاز بكل المقاييس». «شنب»: اتصلوا بيَّا قالوا لى: «عاوزينك علشان تجهز اليخت».. وقلت: «لوحدى مش هقدر.. محتاج تلامذتى» لم يكن هناك ترف الإحلال والتجديد أثناء تجهيز اليخت: «وحدة بهذا العمر لا يصح معها أن نستبدل أو نستغنى عن أى شىء، الطريقة الأنسب هى البناء على الأساس القديم بطريقة مناسبة، كانت هذه هى الطريقة الأكثر أماناً، خاصة أن الرحلة ليست سهلة، فظروف الملاحة بالقناة تختلف عن أى مياه أخرى، نسب الأمان يجب أن تكون صارمة، القناة ممر ضيق، ليس مفتوحاً كالبحر، له إرشادات خاصة مع إمكانية مرور أكثر من باخرة، يعنى أن أى خطأ أو توقف نتائجه كارثية». لم يتوقف عمل «شنب» على إعادة اليخت إلى حالته الطبيعية، وإنما امتد إلى تدريب طاقم السفينة الأساسى على قيادتها: «كنت ممكن أقودها أنا والفريق القديم، لكن الأمانة تمنعنى، أنا يا دوب بخلص مهمة وراجع بيتى، دربنا الطاقم فى مياه الإسكندرية أكتر من مرة قبل ما نيجى القناة، وجينا معاهم كنوع من الإشراف، فالمرور بالقناة بالمحروسة كان يتطلب ثقة عالية من قائد السفينة الذى يخوض التجربة بمزيد من الرهبة والحماس». «شرف، تضحية، مجد» شعار البحرية الذى بُعث من جديد فى نفس «شنب» الذى خاض تجربة عمره بعد السبعين حسب وصفه: «الرحلة من إسكندرية لقناة السويس رجّعت ليَّا شبابى من تانى، اتبسطت لدرجة محدش يتخيلها، شفت قدام عينى سنينى اللى فاتت، ميه عديتها عشرات المرات فى حرب الاستنزاف وتجهيزات حرب 73 وباب المندب»، أحاديث بين الملازم المتقاعد والشباب الجدد على اليخت: «قلت لقائد المركب والأفراد وكل الشباب الصغيرين معانا من طلبة الكلية البحرية إن عبئهم أكبر مننا، إحنا كان عدونا إسرائيل إنما هم عدوهم تاجر دين». سنوات طويلة قضاها الملازم المتقاعد بالبيت: «لما خرجت على المعاش مارضيتش أشتغل، أولادى كانوا بيدرسوا، أربع بنات وأربع ولاد، أسرة تقيلة، صحيح كان نفسى أنزل أمارس مهنتى اللى بحبها وعشتها، لكن فضلّت أولادى، مش عشان شوية فلوس أخسر الجلد والسقط، استنيت لما دخلوا كليات وبدأوا يسندوا بعض، ورجعت أشتغل فى البحر، فضلت أربع سنين قائد قاطرة بحرية فى شركة ملاحة خاصة فى ميناء جدة، و10 سنين قائد قاطرة بحرية فى ميناء دمياط، لما وصلت سن سبعين قعدت تانى عشان مايصحش بقى». قصص عديدة فوق اليخت، وكلمات على بساطتها مؤثرة، فرحة «شنب» تجاوزت فرحة الجميع بالقناة الجديدة، لأنه كان جزءاً من الإنجاز: «سيادة الفريق مميش جه وسلم علينا وعرف إننا من الجماعة المتقاعدين، فقال لنا: الله ينور عليكم متشكرين والأمانة بتاعتكم تعلموا الناس الخبرة بتاعتكم، وذكر لنا الحديث الشهير: أفضل الناس من تعلم العلم وعلمه، قال لنا علموا الناس وماتبخلوش بالعلم بتاعكم وخبرتكم»، مستدركاً: «ده اللى أنا مقتنع بيه، أبقى بخيل، وأنانى لو سقت برئيس الجمهورية عشان أنا اللى أعرف، لذلك دربنا الناس قبل ما نيجى، أما الرئيس السيسى فكان كلامه قليل بس مؤثر، مشوار بين الإسكندرية والقناة تتراوح مدته بين 12 إلى 15 ساعة شعر خلالها «شنب» بمشاعر بلا حصر على رأسها السعادة: «برغم كل شىء أنا فى قمة سعادتى، هو ده التتويج الحقيقى لمسيرتى وحياتى، هاعوز إيه تانى من الدنيا.. اللى حصلى أكتر من اللى بتمناه». ![]() ![]() نقلا عن الوطن |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القصة الكاملة لـ«حنة طفلين» في عين شمس |
التفاصيل الكاملة والشروط لعودة القداسات |
القصة الكاملة لذبح عريس عين شمس |
القصة الكاملة للشهيدةميرولا ناصف |
الشيطان والملائكة القصة الكاملة |