الصليب هو سر احتمال الحزن والألم والاضطهاد
كتب الرسول للعبرانيين قائلا ((لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم)) عب1:12-3
وكتب بطرس الرسول يقول ((لأنه أي مجد هو إن كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون بل إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله لأنكم لهذا دعيتم فان المسيح أيضاً تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته)) 1 بط20:2و21.
أجل , فالصليب يعطينا نصرة على الاضطهاد , وعلى الألم , وعلى الحزن
كان أحد خدام الله يعظ في شيكاغو , وفجأة تقدم أحدهم من الصفوف الخلفية حتى اقترب من الخادم وقال له أمام الجمع ((في استطاعتك أن تقول عن المسيح أنه عزيز لديك , وانه يسدي إليك العون في تجاربك , لكن لو كانت لك زوجة توفيت كزوجتي وتركت لك أطفالا صغاراً يبكون وينادون على أمهم أن تأتي إليهم وليس من يحير جواباً !! لو كان هذا حالك ماكنت تستطيع أن تتكلم بما تكلمت به اليوم))
وبعد مدة وجيزة راحت زوجة هذا الخادم الجليل ضحية حادث من حوادث القطارات , وكانت موهوبة وفاضلة وحكيمة , فأتوا بالجثة إلى شيكاغو للصلاة عليها , فوقف الخادم المجرب بعد الخدمة وألقى بنظرة إلى الزوجة الراحلة , وقال : ((منذ مدة قال لي أحدكم إني لا أستطيع أن أقول أن المسيح كفايتي , لو توفيت زوجتي وتركت لي أولاداً يصيحون في طلبها, فإذا كان هذا الشخص موجوداً الآن في هذا المكان فاني أقول له أن المسيح كاف جداً وأن صليبه سر عزائي , صحيح أن قلبي مكسور وممزق ولكن هناك سلاماً تتردد أصداؤه في قلبي , والمسيح هو مصدر هذا السلام , لأنه يتكلم بالتعزية إلى اليوم)).
ولقد كان ذلك الرجل موجوداً في الاجتماع , فتقدم وركع بجانب التابوت , وصلى قائلا ((إنني أسلم لك نفسي أيها الرب يسوع ما دمت تستطيع أن تعزي الإنسان بهذا العزاء الجميل))!!.