الصليب هو دافع الغفران للآخرين
لم يجد بولس دافعاً يدفع المسيحي أن يغفر للآخرين أقوى من الصليب فكتب لأهل أفسس قائلا ((كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح)) أفسس 32:4 , وكذلك قال للمؤمنين في كولوسي ((كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً)) كو13:3
قص علينا رجل من رجال الله قصة عن فتاة أرمنية عاشت في أيام اضطهاد الأرمن كانت سائرة يوما في رفقة أخيها وأبيها وإذا بجندي متوحش ينقض على والدها وأخيها ويذبحهما أمام عينيها , أما هي فقد أفلتت منه بأعجوبة ثم اشتغلت كممرضة في إحدى المستشفيات , وذات يوم حمل رجال الإسعاف جريحاً إلى ذلك المستشفى ليكون تحت رعاية تلك الممرضة , وسرعان ما تفرست في وجهه حتى عرفته أنه ذلك الجندي المتوحش الذي سفك دم أبيها وأخيها , وهنا وقفت تلك الممرضة المسكينة أمام عاملين , عامل الانتقام لدم أبيها وأخيها من ذلك الجندي الجريح الذي صار الآن في قبضة يدها , وعامل الرحمة والإشفاق والمغفرة لأجل خاطر المسيح الذي أحبها وافتداها , وما هي إلا لحظة حتى غلب الصليب , وملأ قلبها بالصفح , فخدمت ذلك الجندي وسهرت على راحته حتى شفي من جراحه !! فهل امتلأنا بروح الصليب , روح الغفران ؟