منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 07 - 2015, 03:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,229

سقوط الإنسان
سقوط الإنسان


لم يبق الإنسان على حالته الأولى كاملاً وبلا خطية. فقد عصى الله فسقط من علياء حالته السعيدة وفي الأصحاح الثالث من سفر التكوين وصف لسقوطه.
1. عامل السقوط


إن القصة حسب ما يرويها الكتاب المقدس تقول إن الحية هي العامل "وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله فقالت للمرأة ... " (تكوين 3: 1). أما كون الشيطان هو العامل الأساسي في التجربة فوارد إذ أنه قيل عنه فيما بعد "فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله" (رؤيا 12: 9).
أما كيف كان شكل الحية ومظهرها وميزاتها الخاصة قبل السقوط فهو على الراجح أمر غامض. يصورها البعض مخلوقاً جميلاً يسير منتصباً لا زاحفاً على الأرض والكتاب المقدس يقول أنها كانت أدهى الحيوانات وأمكرها. ولهذا السبب بالذات اختار الشيطان الحية وسيطاً للتجربة.
فمن هو الشيطان؟ يقول الكتاب المقدس إنه رئيس الأرواح الشريرة الكثيرة العدد. أما من أين جاء هذا العدد الضخم فإن ما نعرفه عنه لا يعدو النـزر القليل من الآيات الواردة في الكتاب المقدس، التي تذكر شيئاً عن هذه الأرواح نستنتج منها أنها كائنات مخلوقة كانت في يوم من الأيام بلا خطية. وتحت قيادة الشيطان عصوا الله فطردوا من حضرته.
ويقول الكتاب المقدس عن سقوطهم "والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم" (يهوذا 6). وبطرس يقول "لأنه إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء" (2 بطرس 2: 4). وقال يسوع لرسله: "رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء" (لوقا 10: 18).
أما سبب سقوط الشيطان وملائكته فغير مذكور. ويبين بولس أنه الكبرياء "لئلا يتصلف فيسقط في دينونة إبليس" (1 تيموثاوس 3: 6).
وهكذا أصبح الشيطان عدو الله الأول وقد قاد أنصاره لمحاربة الله بكل طريقة ممكنة. لذلك عندما خلق الله الإنسان بدأ الشيطان يسعى ليجلب عليه الخراب. وكانت طرقه ذات الطرق التي يستعملها إلى اليوم. استعمل الخبث مخفياً شخصيته مستشيراً الشهوات والرغائب، بعث الشك حول صلاح الله، مكذباً ومناقضاً كلمة الله.
اقترب الشيطان من الامرأة التي كما يظهر كانت أكثر تصديقاً له. وقد استسلمت للتجربة وأكلت من الثمرة المحرمة. ثم إنها أغرت آدم ليشترك معها في عصيانها لله وهنا يقول بولس: "إن المرأة أغويت ولكن الرجل لم يغو. لأنه كان يعرف ما هو فاعل كل المعرفة. وآدم لم يغو ولكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي" (تيموثاوس 2: 14).
ومن الطبيعي أن يثار السؤال التالي وهو لماذا سمح الله للخطية أن تأتي إلى العالم؟ ولن نجني إلا القليل من تفحصنا لدوافع الله ومقاصده ولكن يمكن القول أن الإنسان، ما لم تكن له الفرصة في الخيار بين الصواب والخطأ، لا يمكن أن يكون مخلوقاً حراً. إذ بذلك يكون صلاحه إجبارياً.
2. نتائج السقوط


لقد نتج من خطية الإنسان وعصيانه ثلاث نتائج مفجعة:
(1) للرجل والمرأة: من جراء سقوطهما شوه الرجل والمرأة صورة الله فيهما، وخسرا شركتهما مع الله. امتلأ آدم وحواء بالخوف والخجل وحاولا أن يختبئا من وجه الله. وقد حلت بهما لعنة.
"وقال للمرأة تكثيراً أكثر أتعاب حبلك بالوجع تلدين أولاداً وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك" (تكوين 3: 16).
"وقال لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك وشوكاً وحسكاً تنبت لك وتأكل عشب الحقل. بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها" (تكوين 3: 17 – 19).
وطرد الرجل والمرأة من الجنة: "فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها" (تكوين 3: 23).
ولكن العاقبة المرعبة لخطيئة الإنسان يمكن جمعها كلمة واحدة "الموت" "لأنك يزم تأكل منها موتاً تموت" (تكوين 2: 17) وهذا الموت كان موتاً جسدياً وموتاً روحياً أيضاً.
منذ اليوم الذي عصى به الإنسان الله أصبح مخلوقاً ميتاً. إن جسده لم يمت يوم أخطأ بالذات، ولكنه أصبح عرضة للمرضى والوهن التي تنتهي إلى الموت.
إلا أن الإنسان قد مات روحياً منذ اليوم الذي أخطأ فيه ضد الله. إن الموت لا يعني توقف الحياة ولكنه يعني الانفصال أو الانحلال.
الموت الطبيعي يعني انفصال الروح عن الجسد. وقد وصف بأنه تسليم للروح "وأسلم إبراهيم روحه ومات" (تكوين 25: 8).
والموت الروحي هو انفصال النفس عن الله. وكل البشر في حالتهم الطبيعية أموات روحياً. والإيمان هو انتقال من الموت إلى الحياة. "الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5: 24). هذا وسنتوسع في بحث هذا الموضوع في الفصل التالي.
(2) للجنس البشري. إن الإنسان بسقوطه لم يجلب الدمار على نفسه فحسب بل على ذريته أيضاً. وبما أن آدم هو أبو الجنس البشري فتأثير خطيته قد تعداه إلى نسله. لأنهم أصبحوا ورثة لطبيعته الساقطة.
هذه الحقيقة ظاهرة بوضوح في العهدين القديم والجديد فقد قال داود: "هائنذا بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي" (مزمور 51: 5). لم يتهم داود أمه بالخطية ولكنه يعلن أنه قد ولد بطبيعة فاسدة والعهد الجديد يبين هذه الحقيقة بوضوح أجلى.
نجد في الفصل الخامس من الرسالة إلى أهل رومية هذا التعبير "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (عدد 12) و "لأنه إن كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد" (عدد 17). "فإذاً كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة" (عدد 18) "لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة" (عدد 19).
وفي أفسس 2: 3 يقول بولس "الذين نحن أيضاً جميعاً تصرفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا عاملين مشيئات الجسد والأفكار وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً".
ومن جراء الخطية أصبح الإنسان فاسداً بطبيعته وبعد سنين عديدة قال يسوع: "هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة. وأما الشجرة الرديئة فتصنع أثماراً ردية. لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثماراً ردية ولا شجرة ردية أن تصنع أثماراً جيدة" (متى 7: 17 – 18) وهكذا فإذا كان رأس الجنس البشري فاسداً فإنه لا يستطيع أن يثمر إلا نسلاً فاسداً.
إن البراهين على صدق هذه الحقيقة غير قائمة في الأسفار المقدسة فحسب، ولكن يمكن أن نبرهن على صحتها باختباراتنا الخاصة.
لقد ظل أبناء آدم يحملون طبيعتهم الفاسدة. ولم يكن ميل سلالته للتحسين ولكن ميلهم كان للفساد الخلقي حتى "رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم" (تكوين 6: 5).
وكذلك كانت السلالات المتعاقبة فلم تنتج صالحاً واحداً "الله من السماء أشرف على بني البشر لينظر هل من فاهم طالب الله. كلهم قد ارتدوا معاً فسدوا ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد" (مزمور 53: 2 – 3). كل مولود يأتي هذا العالم لا يلبث حتى تظهر عليه مظاهر الطبيعة الشريرة.
"الفساد الكلي" هو تعبير استعمل لوصف حالة الجنس البشري. وهذا لا يعني أن الإنسان فاسد كل الفساد وأن لا أثر للخير فيه، ولا يعني أيضاً أن الكل متساوون في الخطية، ولكننا نعني أن الكيان بأسره مصاب بالخطية، وأن طبيعة الإنسان بكاملها قد أصيبت بضربتها.
وهنا لا بد أن يبدر سؤال هو: ما هي حالة الأطفال الذين يموتون أطفالاً أو قبل بلوغهم سن الرشد؟ هل يهلكون؟ لقد آمن بهذا الإيمان بعض الناس قبل مدة من الزمن. وقد يكون هذا الاعتقاد – اعتقاد هلاك الأطفال الذين يموتون إن لم يعمل شيء لهم – هو الذي قاد إلى معمودية الأطفال.
نحن نعتقد أن الذين يموتون قبل بلوغهم سن الرشد يخلصون إن كانوا معمدين أو غير معمدين. فهم غير خاضعين للدينونة إلى أن يبلغوا سن الرشد. فليس لماء المعمودية أية فاعلية لتطهير الطبيعة الفاسدة. والذين يموتون في حالة الطفولة يخلصون برحمة الله ونعمته. وقد أكد داود هذا الرأي بخصوص ابنه الصغير الذي مات فقال "أنا ذاهب إليه وأما هو فلا يرجع إلي" (1 صموئيل 12: 23).
أما كيف ومتى يخلص الطفل الصغير فغير واضح في الأسفار المقدسة. وفي هذا المعنى يقول الدكتور ا.هـ سترونغ "بما أنه ليس من دليل على أن المواليد الذين يموتون أطفالاً يتجددون قبيل موتهم، إما بواسطة خارجية أو بغيرها فمن الممكن إذاً أن عملية التجديد تحدث بواسطة الروح بما يتعلق بروح الطفل بعد النظرة الأولى التي يرى بها المسيح في الحياة الأخرى".
"وكما أن بقايا الفساد الطبيعي في المسيحي تستأصل، ليس بالموت ولكن عند الموت برؤية المسيح والاتحاد به، كذلك فإن اللحظة الأولى التي يعود بها الطفل إلى وعيه تطابق ذات اللحظة التي يرى بها المسيح المخلص الذي يتمم التقديس الكامل لطبيعته".
(3) لبقية الخليقة. هناك آيات كتابية تشير إلى أن لعنة خطيئة الإنسان قد حلت على كل الخليقة.
حلت اللعنة على الحيوانات. فقد قال الله للحية: لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية. على بطنك تسعين وتراباً تأكلين كل أيام حياتك" (تكوين 3: 14). إن جميع المملكة الحيوانية قد تأثرت بهذه السقطة فأصبح الوحش ضد الوحش، يسعى كل للفتك بالآخر وتمزيقه. إذ أنه من المؤكد أن الوحوش لم تخلق هكذا منذ البدء.
وكذلك حلت اللعنة بالخليقة المادية. فقد قال الله لآدم: "لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها، ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك وشوكاً وحسكاً تنبت لك" (تكوين 3: 17 – 18). كما أن بولس يقول في رسالته إلى أهل رومية 8: 20 – 22 "إذ أخضعت الخليقة للبطل ليس طوعاً بل من أجل الذي أخضعها على الرجاء لأن الخليقة نفسها أيضاً ستعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله فإننا نعلم أن كل الخليقة تئن وتتمخض معاً إلى الآن".
وكما أن الخليقة قد سقطت بأسرها تحت لعنة الخطية، كذلك فإنه سيكون لها نصيب في أمجاد الفداء. ولهذا فإن أشعيا في وصفه لحكم المسيح المجيد يقول: "فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معاً وصبي صغير يسوقها. والبقرة والدبة ترعيان. تربض أولادهما معاً والأسد كالبقر يأكل تبناً. ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على حجر الأفعوان. لا يسوءون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر" (أشعياء 11: 6 – 9).
وفي تفسير هذه الفقرة السابقة يقول الدكتور الكسندر مكلارن: "إننا لا نستطيع القطع في موضوع معرفتنا به قاصرة، كما أننا لا نستطيع التأكد من مقدار الرمزية في هذه الصورة الحلوة، يكفينا أنه لا بد من أن يأتي يوم فيه يعيد ملك البشر وسيد الطبيعة السلام والوئام بين الاثنين كما يستعيد تلك الموسيقى العذبة التي سيعزفها كل مخلوق إلى ربه العظيم".
أما الرائي فيقول في وصف عجيب لواحدة من رؤاه. "وكل خليقة ما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين" (رؤيا 5: 13).
ولكن لا بد من الرجوع إلى ما يذكرنا به الدكتور مكلارن وهو "أننا لا نستطيع القطع في موضوع معرفتنا به قاصرة".
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سقوط الإنسان
سقوط الإنسان
ما كان سبب سقوط الإنسان؟
سقوط الإنسان
سقوط الإنسان


الساعة الآن 03:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024