قرأت ذات يوم مقولة لقداسة البابا المتنيح ، البابا شنودة الثالث ، يقول فيها بما معناه ،
" لا تعد الله بأنك ستتغير ، بل خذ منه وعداً بأنه سيغيرك " ،
وعلى الرغم من كل المعاني الواضحة في تلك المقولة ، إلا إنني إنتبهت إلى جوهر ربما لم أكن أنتبه له من قبل ، وهو الوضوح !
دائماً الوضوح في التعامل يؤدي بالمتعاملان إلى الراحة ، حتى وإن كان الموقف نفسه قاسي .
فـ الله مثلاً ، لم يخبرنا بأن طريق الخلاص هو طريق " مفروش بالورود " كما نقول ، ولكنه قال في مواضع كثيره من كلمته الحية ، أن الطريق ضيق وقليلين هم اللذين يجدونه ، وأن الطريق صعب وبه الكثير من الضيقات التي ينبغي أن نصل بها لملكوت السماوات ، ومن يصبر للمنتهى فإنه يخلص !
لذا ، دائما في مشاكلي الروحية ، لا أعتب على الله ، ولا أحاول أن أحمله المسؤولية ، لأنه : واضــــــــــــــــــــح معي !
لذلك دائما ، في المشاكل ، أتذكر كلمة الله الحية التي قد أخبرتني بأنه لا راحة في العالم ، لأن العالم ليس لي ، وله رئيس آخر ،
أتذكر دائما أن الطريق ضيق وبه الكثير من الضيقات !
أتعجب من هؤلاء اللذين يشككون في وجود الله بسبب وجود المشاكل ، أو معاناتهم أو إحسساسهم بالضيق ، لأن بحياتهم ضيقات
ولو إنتبهوا قليلا ً وأصبحوا أكثر " وضــــوحاً " مع أنفسهم ، لإكتشفوا أن الضيقات هي دليل وجود الله !
لأنه كان قد أخبرنا بهذه الضيقات من قبل !