ضحايا اغتيال النائب العام بركات مات مرة.. واحنا بنموت 1000 مرة
أفزعها صوت الانفجار الهائل، هرعت باتجاه الشرفة تستطلع الأمر، سيارات الإسعاف والإطفاء تتسابق للوصول إلى مصدر الصوت، توابع الانفجار بدت قوية على غرفتها وشقتها، المطلة على موقع حادث اغتيال النائب العام هشام بركات، معظم الألواح الزجاجية تهشمت في الحال، الأثاث مبعثرًا على الأرض، أشياء لم تلتفت إليها طويلا، كل ما يهمها هو أن تعرف مصدر الانفجار، الذي عرفت من الجيران أنه لحق بسيارة النائب العام أثناء مرورها أمام منزله.
"مها خطاب"، جلست تتأمل أثاثها الذي تحطم، 25 عاما لم يمسسه أذى، ثم قالت: "في لحظة كده الارهاب يحطم الشقة، ويتحطم معاه قلبي"، ذكريات كثيرة ارتبطت في بال السيدة الخمسينية بهذا الأثاث، تقول: "تزوجت فيها، وتربى أبنائي فيها، كان عندي لوح معشق مرسوم عليه ضاع في الحادث"، رغم أنها بلغت السلامة وأسرتها، لكن "مها" لا زالت على قناعة تامة، بأن وجودها بشارع "عمار بن ياسر" الذي شهد الحادث بات في قلب الخطر، "المفروض الشخصيات العامة زي النائب العام يكون سكنه معزول عن المدنيين الأبرياء لأنه مستهدف طول الوقت".
تروي "مها"، أن جيرتها للمستشار هشام بركات جلبت لها المتاعب، ثم الخسائر لاحقا، قائلة: "الحراسة المرافقة ليه كانت بتقفل الطريق علينا وقت وصوله ورحيله، لا بنعرف نتحرك على رجلينا ولا بعربياتنا، وحتى حادثة اغتياله سببت تلفيات كبيرة في منزلي صعب تعويضها، بخلاف إصابة البواب في العمارة ومشاكل تانية".
بمجرد أن أدار ظهره لسيارته، تاركا إياها للعامل حتى يخصص لها مكانا في ساحة الانتظار أمام الكلية الحربية، قامت الدنيا من حوله، مايكل يوسف ظل يعدو مرتعدا بعيدا عن مكان الحادث، توقف يراقب ويتساءل: "إيه اللي بيحصل"، لا أحد يجيبه، لم يدر بنفسه إلا عند الشارع الخلفي، والأمن يتحرك في الشوارع المحيطة، يطالب أصحاب السيارات المتوقفة في موقع الحادث بالتحرك، يقول مايكل: "كنت في شركه بدرالدين بالقرب من منزل النائب العام أثناء الحادث، ولقيت نفسي في مكان تاني خالص".
أقدام "مايكل" سبقته إلى هناك حيث موقع الحادث مرة أخرى، جهود الإطفاء لم تؤت بثمارها، فالسيارات تفحمت عن آخرها، لكن سيارته أصابتها تلفيات كبيرة: "العربية دي اشترتها من شهر، وكنت لسا بسدد في أقساطها، مش متصور إن الإرهاب يقتل ويروع ويتسبب في كل الخساير المادية والمعنوية دي، عوضي على ربنا".
نقلا عن الوطن