|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رابعاً: عن اعتقادهم بأن المسيح لم يصعد رأساً إلى الآب ولكنه صعد إليه سنة 1844 فمن أقوال مسز هويت[5] في كتاب المناظرة العظمى وجه 220 و221 (إن المسيح عند صعوده إلى السماء لم يذهب رأساً إلى حضرة الآب في قدس الأقداس ولكنه ذهب أولاً إلى القدس ولمدة 18 جيلاً كانت خدمته فيه لإتمام الفداء وبعد نهاية سنة 1844 دخل قدس الأقداس لإكمال عمل الكفارة تمهيداً لنزوله إلى الأرض). وأريد الآن أن تنظروا في أقوال الكتاب عن صعود الرب يسوع إلى الآب رأساً، ففي (اع 7: 56) رآه استفانوس "قائماً عن يمين الآب" وفي (عب 8: 1) يقول "لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في عرش العظمة في السموات". وفي (عب 10: 12) يقول "فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله" وفي (رؤ 13: 21) الرب نفسه يقول "كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبي في عرشه" وكل هذه الأقوال الكتابية مع الكثير من أمثالها أتت بتصريحاتها قبل سنة 1844 الوهمية. والآن نأتي إلى قصة الـ 1844 فنقول أن أحد رجال السبتيين المدعو مستر ملر كان في أول أمره – مشككاً ثم ادعى أنه تجدد سنة 1816 وبتعمقه في الدراسة لسفر دانيال- وهدفه كما نعلم، كهدف شهود يهوه، وهو أن يجد مستنداً في النبوات عن رجوع اليهود إلى الهيكل في القدس. ففي (دانيال 8: 14) قرأ ما قاله قدوس واحد لدانيال هكذا: "إلى ألفين وثلاث مئة صباح ومساء فيتبرأ القدس" وعندما عثر مستر ملر على هذه الآية توهم أنه وجد ضالته المنشودة، فاتخذها دليلاً على تحرير القدس من القوات العالمية. على أنه من الضروري أن ندرك قول الوحي 2300 صباح ومساء يدل على أنها أيام عادية وليست أياماً نبوية كغير أيام في الكتاب تتأول إلى سنين. أما السبتيون فاتخذوا هذه الأيام سنيناً أي 2300 سنة واستعملوا قواعد الحساب كالضرب والطرح والجمع حتى توصلوا إلى 1844 كموعد معين لمجيء الرب وتبرئة القدس. وهاكم ما قاله "الكتاب يتكلم" صفحة 275 (أن المدة الواردة في هذه النبوة تتناول 2300 يوم أي سنة وتنتهي في السنة 1844 ميلادية بدليل أن خدمات المقدس الأرضي أبطلت عندما أسلم المسيح الروح، وبدليل تدمير الهيكل نفسه عندما سقطت أورشليم في يد القائد الروماني تيطس سنة 70 ميلادية) وفي صفحة 265 من الكتاب نفسه يضيف الكاتب شرحاً للموضوع فيقول (بما أن التسعة والستين أسبوعاً قد انتهت في خريف سنة 27م. فينتهي نصف الأسبوع أي ثلاث سنوات ونصف) في ربيع سنة 31 م. أما الثلاث سنوات والنصف الباقية من السبعين أسبوعاً أي الـ 490 سنة المقطوعة من 2300 سنة فتنتهي في خريف سنة 34 م. حين أكمل اليهود معصيتهم برجم الشهيد استفانوس إذا طرحنا الـ490 سنة من الـ2300 سنة يبقى 1810 سنوات وإذا أضفنا إلى هذا الرقم الأخير الـ34 سنة يكون المجموع 1844). وهنا لا بد لي من إبداء بعض الملاحظات المختصرة على أقوالهم الباطلة هذه. أولاً: إن خدمات المقدس الأرضي لم تبطل عندما أسلم المسيح الروح كما قالوا. بل استمرت إلى سنة الـ70 عند تدمير الهيكل. ثانياً: تفنيد رأيهم بأمر الـ34 سنة وتأويلهم لها بأن المسيح ابتدأ عمله سنة 27 من عمره، والصحيح أنه ابتدأ وهو ابن 30 سنة. (لو 3: 23). ثالثاً: إفساد تأويلهم للـ2300 صباح ومساء كسنين لأنها بالحقيقة هي أيام عادية ولا تتعدى كونها مسألة تاريخية، عبارة عن مدة تتراوح بين 170 أو 165 سنة ق.م. أي حينما دنس انتيوخوس ابيفانيوس الهيكل وذبح خنزيرة ورش مرقها في هيكل أورشليم. وهذا الأمر جعل اليهود يثورون ثورتهم الدموية بقيادة يهوذا المكابي وإخوته. وعندما تم انتصارهم طهروا الهيكل وسموا وقت التطهير هذا "عيد التجديد" وهو المذكور في (يو 10: 22) ومن هذا نعلم حق العلم أن الحادث تاريخي محض ولا علاقة له بمجيء المسيح سنة 1844 لتبرئة القدس كما زعموا بتأويلهم. وعندما أتت سنة 1844 ولم يأتِ المسيح قامت احتجاجات وخلافات بين السبتيين لأن تفاسير الزعماء لم تكن صحيحة. وهذا الأمر دعا مسز هويت نبيتهم لتدلي برأيها لحل المشكلة، وهو أن المسيح لا يرجع إلى العالم سنة 1844 ولكنه في تلك السنة صعد إلى قدس الأقداس ليكمل الكفارة ومن ثم يرجع إلى الأرض وقد سبقت الإشارة إلى رأيها هذا. وفي إحدى تصريحاتها تقول (إن السيد رب البيت في سنة 1844 قد نهض وأغلق الباب). وهنا أرجو القراء الأعزاء أن يسمحوا لي أن أذكر على سبيل الفكاهة ما قيل على لسان أحد رجال السبتيين بهذا الصدد (إن الذين لا يعرفون أن الرب غيَّر مكانه سنة 1844 فلا يمكنهم أن يجدوه في المكان الأول. وبما أن البروتستانت لم يقبلوا الإعلانات السبتية عن إغلاق باب الرحمة عند انشغال المسيح، فالكنيسة البروتستانتية هي بابل التي سقطت. وبما أنهم لم يفهموا أمر الانتقال فالمفتاح للمعرفة موجود بيد السبتيين). ولا بد لنا أيضاً من ذكر السخافة في أقوالهم عن الغفران ومحو الخطية. "فالكتاب يتكلم" صفحة 271 يقول (إن كل الذين اغتنموا فرصة النعمة هذه نالوا الغفران ومحو الخطايا في تبرئة القدس يوم الكفارة العظيم. لأن الخطية وإن غفرت وقد تخلص منها الخاطئ فهي لم تمحَ إلا في ذلك اليوم). وفي صفحة 265 يقول ( قد سبق فبينا أن تبرئة القدس هي الدينونة التي يصير فيها محو الخطايا وتكميل الكفارة استعداداً لمجيء المسيح الثاني وها أكثر من مئة سنة منذ ابتدأت الدينونة في القدس السماوي ولا بد من أن تنتهي عن قريب فهل أنت مستعد). فهل سمع أحد عن سخافة أقبح من هذه التي تعني أن الذين قال لهم المسيح "مغفورة لكم خطاياكم" إنها لم تمحَ إلا سنة 1844. وهل غفران المسيح كان دفعة مقبوضة والمحو دفعة مؤجلة إلى سنة 1844. |
|