حرارة الروح
إن أعظم صفة مؤلمة تلتصق بالمؤمن ، هي ان يكون ذا قلب بارد . انها لطمة مميتة لكل ما يتصل بخدمة الرب ، فهي ترطّب الهمم وتجفف النشاط وتعيق سير الامور جميعا ً . وبرودة القلب مرض يتعرض له المؤمنون فيصيب الغالبية العظمى منهم في فترة ٍ معينة من فترات الحياة الروحية ، والبعض منهم ينقِهون فيستعيدون قواهم ، والبعض يلازمهم المرض فيظل الفرد منهم يعاني مدى الحياة نوعا ً مزمنا ً من انواع هذا الداء - فتراهم ويا للاسف – يسيرون الهوينا مترنحين . فاعمالهم يعوزها النشاط ، كما أن كلماتهم رخوة لا قوة فيها ...
وقد يحدث أحيانا ً أن ينتشر المرض بشكل وبائي فتعاني منه جماعات باكملها في وقت واحد .
إن برودة القلب مرض تسهُل العدوى به ، ومن الوسائل التي ينتقل بها من المريض الى السليم مصاحبة المؤمنين الفاترين ومخالطة أهل العالم . هذا ومن الميسور ايقاف سريان العدوى من هذا المرض الوبيل في ادوارها الأولى ، ولكن اذا أستُهين به يصبح مزمنا ً وشفاؤه متعذرا ً إن لم يكن مستحيلا ً ، وعلى أولئك الذين يشعرون بأن العدوى اصابتهم ، أن يطلبوا العزلة في مخادعهم وهناك يعترفون اعترافا ً كاملا ً بحالتهم أمام الرب ثم يسألونه وهو الذي يفحص القلوب ، ان يضع اصبعه على موضع الداء ، وأن يريهم من أية جهة اصابتهم العدوى ..
فإن كانت معاملاتهم مع الله تتسم بالأمانة وكذلك بالنسبة للخطية أو الخطايا التي كانت السبب في ابتعاد القلب عن الله الحي ، فسوف يشفي الرب منكسري القلب فيعطيهم قلبا ً كاملا ً ليطلبوه به ، كذلك يهبهم قلبا ً صادقا ً ليقتربوا به اليه ، وقلبا ً ممتلئا ً بالمحبة الطاهرة ، ليخدموه به ، وهكذا يصبحون ويصيرون في حرارة الروح ..