![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحكم قبل سابق علم ![]() (اعمال 28 : 1 – 6 ) وَلَمَّا نَجَوْا وَجَدُوا أَنَّ الْجَزِيرَةَ تُدْعَى مَلِيطَةَ. * فَقَدَّمَ أَهْلُهَا الْبَرَابِرَةُ لَنَا إِحْسَانًا غَيْرَ الْمُعْتَادِ، لأَنَّهُمْ أَوْقَدُوا نَارًا وَقَبِلُوا جَمِيعَنَا مِنْ أَجْلِ الْمَطَرِ الَّذِي أَصَابَنَا وَمِنْ أَجْلِ الْبَرْدِ. * فَجَمَعَ بُولُسُ كَثِيرًا مِنَ الْقُضْبَانِ وَوَضَعَهَا عَلَى النَّارِ، فَخَرَجَتْ مِنَ الْحَرَارَةِ أَفْعَى وَنَشِبَتْ فِي يَدِهِ. * فَلَمَّا رَأَى الْبَرَابِرَةُ الْوَحْشَ مُعَلَّقًا بِيَدِهِ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ بُدَّ أَنَّ هذَا الإِنْسَانَ قَاتِلٌ، لَمْ يَدَعْهُ الْعَدْلُ يَحْيَا وَلَوْ نَجَا مِنَ الْبَحْرِ». * فَنَفَضَ هُوَ الْوَحْشَ إِلَى النَّارِ وَلَمْ يَتَضَرَّرْ بِشَيْءٍ رَدِيّ * وَأَمَّا هُمْ فَكَانُوا يَنْتَظِرُونَ أَنَّهُ عَتِيدٌ أَنْ يَنْتَفِخَ أَوْ يَسْقُطَ بَغْتَةً مَيْتًا. فَإِذِ انْتَظَرُوا كَثِيرًا وَرَأَوْا أَنَّهُ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ شَيْءٌ مُضِرٌّ، تَغَيَّرُوا وَقَالُوا: «هُوَ إِلهٌ!». أسم الموضوع هو : " الحكم قبل سابق علم" اخي القارئ العزيز : لو نلاحظ الصوره أنها تعبر عني وعنك في حال حكمنا الذي يسبق معرفتنا في الحقيقة وبالذي يدور في مخيلاتنا وضنوننا، فهكذا تسبقنا خطواتنا لنطلق الحكم قبل المحاكمة. وفي بعض الأحيان يكون حكمنا سيء بل يكون القتل بعينه ، وننسى بذلك مراحم الرب التي رحمتنا ، ونتجاهل بأن نطلب الرحمة كما نحن رحمنا من الله . "البرابرة قالو لاَ بُدَّ أَنَّ هذَا الإِنْسَانَ قَاتِلٌ، لَمْ يَدَعْهُ الْعَدْلُ يَحْيَا وَلَوْ نَجَا مِنَ الْبَحْرِ" كان حكمهم بأن هذا الإنسان هو قاتل ودليلهم بأن هناك عدل ما يأخذ الحساب ولا يترك له بقايا وضنونهم أنه نجا من الغرق وموت البحر لينتظره موت أخر حسب ضنونهم وكانوا ينظرون وينتظرون بالموت القريب له . وبنية ظنهم على اساس أنه قد أرتكب إثماً فظيعاً لأنه كان مرسلاً إلى رومية للمحاكمة والحكم وكانوا يعتقدون أنه مصابه بقضاء إلهي على إثمه فحكموا بأنه قاتل . كان حكمهم باطل بروح الظلال وأفكاره المضلة لهؤلاء البرابرة الذين حكموا بعمى وجهل وبدون معرفة كاملة لهذا الإنسان . وما سرعان ما تغيرت أقوالهم : تَغَيَّرُوا وَقَالُوا: «هُوَ إِلهٌ!». ( في رسالة كورنثوس الثانية 3 :6 ) تقول الكلمة : لاَ الْحَرْفِ بلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي لاتحكم بالظاهر لماذا نتسرع في أحكامنا الذاتية ! ونتناسى أن الكلمة التي تخرج من الفم قد تقتل في بعض الأحيان كالسيف . يقول الرب في" (متى 7 : 1 - 2 ) "لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ فلا نعطي دينونة لأنفسنا بأحكام مخيلاتنا الباطلة على الناس ، ونتجنب الدخول في تفاصيلها الصغيرة التي قد تقودنا الى السقوط في خطايا نحن في غنى عنها . يتوجب علينا أن نميز ما بين الأدانة والتوبيخ في أختيارنا لدقة الكلمات ومعانيها وضبط النفس والهدوء في الحوارات والمحادثات المشتركة . (1 كو 4 : 5 ) "إِذًا لاَ تَحْكُمُوا فِي شَيْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ، حَتَّى يَأْتِيَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُنِيرُ خَفَايَا الظَّلاَمِ وَيُظْهِرُ آرَاءَ الْقُلُوبِ. وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْمَدْحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللهِ." فكم من حكم وأتهام باطل صدر منا على أناس أبرياء وبعدها نكتشف العكس في حكمنا السريع وبدون تفكير بأنه كان باطلاً وقاتلاً في بعض الأحيان . فلنعطي أنفسنا وقتاً وفكراً للبنيان وليس للهدم ولا نسرع في أحكامنا سوى طلب الرحمة من الرحيم الرؤوف للجميع خيراً كان ام شراً ، ونبتعد أن ندين أو نظلم أحد بل نترك حكم الله لأنه هوّ الذي يجازي وبذلك نتلمس عدل الله وأمانته في كل الأشياء . ولندع نوع المجازات أو المديح من قبل الله لنتقرب لنور الرب يسوع ليستنير فكرنا وتتنقى أرواحنا وبجمرة المحبة الإهية تلتمس شفاهنا ونتقدم متمسكين بمشيئة الرب في حياتنا لنسير في موكب نصرته وتبقي أيدينا دائماً مرفوعة طاهرة لجلاله القدوس لنستمد القوة والثبات منتظرين مجيئه إلينا كما وعد فهوّ أمين وعادل في كل وعوده آمين . لى الهنا كل المجد والكرامةالى الابد امين |
|